احتفل المطران شارل مراد النائب البطريركي لأبرشية بيروت للسريان الكاثوليك برتبة السجدة ودفن المسيح في كاتدرائية سيدة البشارة للسريان الكاتوليك في المتحف وبمشاركة كثيفة من المؤمنين.
وأتت عظته مؤثرة وخصوصًا أنه مزج بين اَلام المسيح واَلامنا وقال: إن كل إنسان في هذه الدنيا هو يعاني بشكل أو باَخر.
وتابع: ما علينا إلا السير في طريق الجلجلة التي هي عبارة عن حياتنا اليومية برجاء القيامة حتى لو أحسسنا كتلاميذ يسوع بأن لا قوة لنا على الاستمرارية، والعري أصابنا في كل شيء، وأصبحنا مذلولين ومظلومين وتملكنا الشعور بالتخلي مؤكدا أن علينا مقاومة هذا الإحباط بالنظر إلى المصلوب المختوم قبره بحجر كيف دحرج الحجر وقام من بين الأموات راسما لنا طريق الخلاص والقيامة.
وأعطى أمثلة أن المسيح عانى كل أنواع العذابات الجسدية وحتى النفسية منها فهو تعرض للاستهزاء، وللخيانة، وللنميمة وغيرها من الأمور ولم يستسلم بل أكمل مسيرته ليرفعنا إلى الاَب، وليعلمنا أن مهما كثرت الأوجاع ومن أي نوع كانت فهي مرحلية وستنقشع بالتأكيد، وسيكون لنا بداية جديدة مع يسوع بفرح الرجاء وثبات إيماننا، ولا يجب أن تضعف عزيمتنا ونتراجع كما حدث مع تلاميذته يوم صلب ودفن بل علينا أن نأخذ عبرة من اصرار يسوع وهو يجلد ويصلب من أجل تحقيق خلاصنا.
ونعم، نحن في زمن صعب ونتعرض لشتى أنواع الضغوطات وأعود وأكرر نحن أبناء رجاء وسنقوم مع يسوع من كل هذه المعاناة هو معنا، وهو رجاؤنا، وهو الطريق والحق والحياة وسنتشبث بكل تعاليمه وكلامه حتى نصل معه إلى ملكوت الله، هذا هو إيماننا وهذه هي قيامتنا.
وبعدها قام المطران مراد والمؤمنون بتطواف الآلام حاملين النعش ومرددين الصلوات والترانيم الدينية في أجواء مليئة بالخشوع وسط حشد جماهيري كبير ومميز في منطقة سيار الدرك-اوتيل ديو- المتحف.