الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

يوم اليتيم.. باب للجنة | الأزهر: الإسلام أمرنا بحسن معاملتهم وحفظ حقوقهم.. وخبير نفسى يطالب بتعدد الأيام لدعم اليتامى.. ويقترح تخصيص عيد كل شهر

يوم اليتيم
يوم اليتيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم أن فقدان الأب لا يعوضه شيء، إلا أن الرحمة التى تملأ القلوب جعلت العشرات يفكرون فى طرق وأساليب جديدة لتعويض اليتيم معنويا بعيدا عن آلام وأوجاع الفقد، فناهيك عن الدعم المستمر الذى تقدمه مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى لدعم الأيتام على مدار العام، وتلبية متطلباتهم وسد حاجتهم، شرعت الحكومة فى تدشين يوم مخصص لدعم الأيتام، تحت عنوان «يوم اليتيم» وهو الجمعة الأولى من شهر أبريل كل عام، فى محاولة لرسم البهجة على وجوه الصغار وإدخال الفرح والسرور إلى القلوب التى تعانى غصة الفقد وأوجاع الفراق، حتى بات الأطفال ينتظرونه كل عام للاستمتاع بأوقاتهم مع أناس يحبونهم ويحرصون على زيارتهم فى هذا اليوم، فكل منهم يتسارع فى تقديم الهدايا لهم وقضاء يوم تملؤه الفرحة والسرور.  

ورغم مرور سنوات على الاحتفال بأول جمعة من شهر أبريل كل عام بـ اليوم العالمى لليتيم، إلا أن هناك تضاربا حول صاحب فكرة الاحتفال بيوم اليتيم، ولكن يبدو أن الفكرة قائمة منذ الفراعنة خاصة أن الكثير من الرسومات الموجودة على جدران المعابد، تشير إلى احتفال المصريين القدماء بيوم ترفيه للأيتام، ولكن قبل عام 2003 اختفى هذا الاحتفال على عكس الاحتفال بعيد الربيع، وهو الأمر الذى دفع مؤسسة مصرية تعمل بالمجتمع المدنى تقترح بتخصيص يوم محدد من كل عام بعنوان «يوم اليتيم»، للاحتفال بالأطفال الأيتام وإدخال الفرحة والسرور عليهم، والتركيز على احتياجات اليتيم العاطفية ولفت انتباه العالم له.

الفكرة التى طرحت فى عام 2003، لاقت رواجا واستحسانا ودعما تشجيعا من العديد من الشخصيات العامة وكل مؤسسات المجتمع المدنى والحكومة المصرية، وفى عام 2006 حصلت المؤسسة المجتمعية على قرار رسمى من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب فى دورته الـ26، بإقامة يوم لليتيم، وانتقلت الفكرة من النطاق المصرى إلى العربى والعالمى، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يوما مخصصا للاحتفال بالأطفال اليتامى فى كل أنحاء العالم.

وفى عام 2007 وافق الأمين العام لجامعة الدول العربية على رعاية المؤتمر الذى تنظمه الجمعية صاحبة الفكرة، وفى 2008 استطاعت الجمعية الاحتفال بيوم اليتيم بحضور 30 ألف طفل، وفى عام 2010 دخلت الجمعية موسوعة جينيس للأرقام القياسية بسبب تجمع أكثر من 5 آلاف طفل يتيم رافعين الأعلام المصرية لجذب الانتباه فى منطقة سفح الهرم بمحافظة الجيزة.

ضرورة تقديم الدعم النفسى الكامل للأطفال الأيتام

ويطالب عدد من الأطباء وخبراء الصحة النفسية بضرورة تقديم الدعم النفسى الكامل للأطفال الأيتام، خاصة أنهم يعانون من فقدان الأب مقارنة بأطفال مثلهم فى نفس أعمارهم يتمتعون برؤية والديهم طوال الوقت، فالدكتور جمال فرويز، استشارى الصحة النفسية، يرى أن تقديم الدعم النفسى للأطفال فى يوم اليتيم، يعتمد على عدة مقومات مختلفة، وهى المرحلة العمرية مكان تواجد وإقامة الطفل، فإذا كان سن الطفل صغيرة، سيحتفل الطفل مع بقية الأطفال بالهدايا والزيارات الكثيرة مثله مثل أى طفل آخر فى صغر سنه، ولكن مع زيادة إدراك الطفل منذ سن الـ5 سنوات فأكثر، يدخل الطفل فى حالة من الاكتئاب بعد انتهاء يوم الاحتفال بالطفل، فهو لم يدرك أنه يتيم إلا بهذا اليوم الذى تجمع حوله العشرات ثم فقدوا مرة أخرى.

وأضاف فى حديثه لـ«البوابة» أن الطفل يشعر بالوحدة بعد الانتهاء من احتفالات يوم اليتيم، يوم احتفل فيه مع الآخرين وملأته السعادة والبهجة والعاطفة، ولكن عاد من جديد لنفس ما كان عليه قبل يوم الاحتفال فيصاب بإحساس الاكتئاب، ويتحول اليوم السعيد لصورة عكسية وليس صورة إيجابية.

الدكتور  جمال فرويز

وأوضح استشارى الصحة النفسية إلى ضرورة تقديم العديد من أساليب الدعم النفسى للأيتام ولكن باستمرارية وليس يوما واحدا فى العام، مقترحا تدشين يوم واحد من كل شهر على الأقل، وليس يوما واحدا سنويا، سيكون المردود إيجابيا على الصحة النفسية للطفل، مشيرا إلى ضرورة أن يكون قرار زيارة الأطفال اختياريا ونابعا من داخل الإنسان وليس كدعوة مجتمعية معتادة سنويا، وهو الأمر الذى سيلقى استمرارية زيارة الأشخاص للأطفال الأيتام على مدار العام وليس فى يوم واحد فقط.

ولفت «فرويز» إلى أن أكبر أزمة نفسية تواجه الأطفال الأيتام، هو عدم وجود الدعم العاطفى المستمر، مشيرا إلى أن العاطفة نابعة من داخل الإنسان وليست بالأمر ولا تخضع للقيود، وهذا هو الفرق بين المأوى والمسكن، فالأخير يوجد بداخله الأكل والشرب والنوم واللبس والعاطفة، أما المأوى فيتطابق مع المسكن ولكن دون وجود عاطفة.

وأشار إلى أن أغلب العاملين فى دور رعاية أطفال لديهم عاطفة، ولكن زائري الأطفال يتمتعون بعاطفة جياشة يسعون لتقديمها للأطفال عن حب، فلماذا أقصر إيصال العاطفة للأطفال على مرة واحدة فقط كل عام؟، مشددا على ضرورة تخصيص أوقات لهؤلاء الأطفال من جانب كل أسرة، لمتابعة أحوالهم ومساعدتهم نفسيا وهذا يعود بآثار إيجابية على الجميع.

رأى الدين فى الاحتفال بيوم اليتيم

وحول رأى الدين الإسلامى بشأن الاحتفال بيوم اليتيم، وتوافقه مع مبادئ الشريعة الإسلامية، أفتى الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية فى وقت سابق، أن الشريعة الإسلامية تضع الأيتام فى مكانة ومنزلة خاصة، وتدعو دائما إلى رعايتهم والعمل على قضاء حوائجهم وتقديم كل أشكال الرعاية لهم، للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والحنان الذى يفتقدونه، وذلك باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، لذا ينبغى على الجميع أن يشعر اليتيم بوجودنا بجانبه، ليس فى أبريل فقط بل فى كل أيام العام.

 الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية

وأضاف، أنه خص الإسلام من يمسح على رأس يتيم بالثواب العظيم والأجر الكبير من الله عز وجل، فما بالنا بمن يقوم بزيارته باستمرار ولا ينقطع عنه ويرعى شئونه ويدخل الفرحة والسرور على قلبه، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يشكو قسوة قلبه: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو فى الجنة كهاتين» وفرق بين إصبعيه السبابة والوسطى، وهو حديث صحيح، خاصة أن الأطفال الأيتام لهم حق أصيل على المجتمع بكل أفراده وطوائفه، فلا يقتصر على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط، داعيا الأسر المصرية إلى زيارة الأيتام طوال العام من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، خاصة أن دور رعاية الأيتام تفتح أبوابها طوال العام وليس يوما واحدا فقط.

الأزهر: الإسلام أمرنا بحسن معاملتهم وحفظ حقوقهم

وأكد الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على ضرورة الاعتناء باليتامى، والحنو عليهم، وإكرامهم، ورعايتهم، وحسن معاملتهم، مشيرا إلى أن الإسلام اعتنى باليتيم، وحافظ على حقوقه، وحث على حسن تربيته، والتودد إليه، وهو ما نص عليه القرآن الكريم فى أكثر من عشرين موضعا، منها قوله تعالى: «فأما اليتيم فلا تقهر» وقوله تعالى: «ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم»، كذلك نصت السنة النبوية على أن التكفل باليتيم يورث صاحبه رفقة النبى ﷺ فى الجنة، فقد قال النبى ﷺ: «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى».

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

وفى بيان سابق، أكد مجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام حث على ضرورة الإحسان إلى اليتامى وإكرامهم، حيث أكد النبى صلى الله عليه وسلم على أهمية رعاية اليتيم وكفالته فقال: «أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى»، مما يبرز عظمة جوانب الرحمة والتكافل الاجتماعى وتحقيق معانى التآلف والمودة بين أفراد المجتمع، وأن تعاليم الإسلام ودعوته لحسن معاملة اليتيم والرأفة بهم، تمثل جانبا إنسانيا عاليا، ينبغى أن يتحلى به كل فرد من أفراد المجتمع حتى يعم الحب والسلام والتكافل، مع أهمية وعى المجتمع بأكمله بالعناية بهذه الشريحة المهمة فى كل وقت وحين.