أعلن علماء بجامعة إيمانويل الروسية، توصلوهم إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة يغير عمل دماغ الفئران ويمنع تكوين خلايا عصبية جديدة فيها.
وأوضحت الدراسة أن ذلك الاضطراب يمكن أن يحدث بعد التعرض لأحداث صادمة، مثل الأعمال ذات الطبيعة العنيفة في أغلب الأحيان، يتم تسجيل الاضطراب لدى المقاتلين عندما تطارد حالة حرجة من الماضي شخصا ما حتى في بيئة هادئة وآمنة، وبحسب وكالة سبوتنيك.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة "Current Issues in Molecular Biology" العلمية، أن الأسباب التي تجعل بعض الناس عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة ومقاومة آخرين له، وكذلك التغيرات الجزيئية والخلوية التي تحدث في الدماغ، لا تزال غير واضحة، وتحظى هذه الموضوعات باهتمام خاص في المجتمع العلمي العالمي.
وقالت أوكسانا توتشينا، رئيسة المجموعة العلمية لمختبر البيولوجيا التركيبية في جامعة البلطيق الفيدرالية لدراسة التفاعلات العصبية: لقد درسنا تطور اضطراب ما بعد الصدمة في مجموعتين من الفئران البرية والمختبرية، واتضح أن الحيوانات البرية في ظروف المحاكاة لا تخضع للاضطراب على الإطلاق، وقد تم العثور على سلوك قلق في جميع فئران التجارب.
وأكدت أن التغيرات في الدماغ وجدت فقط في فئران التجارب، السبب المحتمل لهذه الاختلافات هو علم الوراثة، يتم تهجين فئران المختبر مع بعضها بعضا لأجيال، أي أنها علاقات منهجية وثيقة الصلة، ونتيجة لذلك لديها مجموعة واحدة من الجينات، بينما في الفئران البرية يكون التركيب الجيني أكثر ثراءً، لذلك، فإن هذه الأخيرة لديها آليات وقائية أكثر تطورًا ضد الإجهاد المطول، والتي لا توجد في القوارض، التي يتم تربيتها صناعيا، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن استبعاد تأثير البيئة، تعيش فئران التجارب في ظروف ضيقة، وأضاف العلماء أن مجموعة متنوعة من الاتصالات الاجتماعية وإمكانية ممارسة النشاط البدني تحفز الدماغ.
وأضافت "توتشينا" بشكل منفصل، درسنا تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على عمل الحُصين في الفئران، وهي بنية دماغية مسؤولة عن الذاكرة، لا سيما الذاكرة المكانية. يحدث تكوين الخلايا العصبية فيه أيضا، وتتشكل خلايا عصبية جديدة، وكما أكدت دراساتنا، في الفئران الخطية المصابة باضطراب ما بعد الصدمة، هذه الخلايا أقل بشكل ملحوظ".
وقالت إنه بسبب الإجهاد المطول، فإن بنية الدماغ هذه تنتج كمية زائدة من الجزيئات المناعية (السيتوكينات) التي تمنع الخلايا العصبية من العمل بشكل طبيعي، ومن ثم يمكن أن يتطور المرض،
بالإضافة إلى ذلك، اتضح أنه في حُصين الفئران الخطية المصابة باضطراب ما بعد الصدمة، يتغير عمل الخلايا الدبقية، التي تغذي الخلايا العصبية وتنفذ الحماية المناعية.
ويشير الباحثون إلى أن هذا يتسبب بخلل وظيفي في الدماغ في اضطراب ما بعد الصدمة.
وأكدت "توتشينا" إذا كان تطور هذه الحالة الدماغية يعتمد على تنوع الجينوم والظروف البيئية في القوارض، فيجب أن يكون هذا صحيحا أيضا عند البشر. ولكن لتحديد دقيق، هناك حاجة لدراسات وراثية معقدة.
وتابعت: التغيرات الدماغية التي لوحظت في الفئران المصابة باضطراب ما بعد الصدمة من المرجح أن تحدث عند البشر، مما يشير إلى أن تكوين الخلايا العصبية في الحصين والخلايا الدبقية يمكن أن تكون أهدافًا علاجية مثيرة للاهتمام لهذا الاضطراب عند البشر.
وتخطط الجامعة في المستقبل، للتحقيق في تأثير الأدوية المعروفة بالفعل على الوظيفة الدبقية في اضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى التوليفات الجينية المحددة التي تهيئ لتطور الاضطراب.
ووفقًا لتوتشينا، إذا كان من الممكن تحديد الجينات المسؤولة عن "المناعة" لاضطراب ما بعد الصدمة، فعندئذ، إذا لزم الأمر، سيتمكن الشخص من معرفة ما إذا كان مهددًا بمثل هذا المرض.