فى حضرة الدراما المصرية.. الجميع تلامذة جالسون فى مقاعد المتفرجين، خريطة درامية دسمة تتنوع فيها الاعمال ما بين دينية واجتماعية وكوميدية ووطنية، زخم إبداعى لا تخطؤه عين، هنا مصنع الدراما، والقاهرة المتحدث الرسمى باسمها عربيا، وهل فى ذلك شك أو جدل ؟!
الحديث عن الدراما المصرية سيظل قائما ما دامت مصر ذاتها حاضرة، صانعة الموهوبين وحاضنة الإبداع فى المنطقة، يستمتع بما تقدمه المواطن العربى من المحيط إلى الخليج وحتى العرب المهاجرين المنتشرين فى أرجاء العالم، لا بأس أن تكون فى هذه العاصمة العربية أو تلك بعض التجارب الناجحة التى نحترمها ونشجعها ونقدرها بل وندعمها أيضا، لكن تظل صكوك الدراما تخرج من هنا من القاهرة بلا استعلاء أو غرور أو تباهى، وستظل هى الأكثر تأثيرا فى وجدان وتشكيل وعى كل عربى، وستبقى لهجة المصريين ومفرداتهم ونكاتهم هى الأكثر قبولا ورواجا، تلك الروح المصرية الممتدة فى جذور أرض نبتت منها الحضارة وانتشرت فى عروق العالم وشرايينه وأوردته وتحت جلد كل حضارة تلتها.
عندما نتحدث عن الدراما فنحن نتحدث عن عصير الأفكار لقرون وصناعة اختمرت لعقود فاستحقت أن تحمل شعار [ صُنع فى مصر ]، هو شعار وحقيقة وضمان جودة، هذه هى قوة مصر الناعمة " المفرطة " التى تتسلل دون مقاومة للقلوب وتؤثر فى السلوك وتترسخ فى الوجدان وتجعل المنطقة كلها إذا جاز التعبير [ تفكر بالمصرى ]
من جديد تتصدر دراما مصر المشهد، ويلتف حولها المشاهدون، وتحظى بتقدير خاص لتنوعها وعودة الأعمال الدينية، واستمرار الوطنية والكوميدية، ورقى الاجتماعية، إنها الخلطة المنتظرة والمثالية،
قد يرانى البعض منحازا أو مبالغا لكنه انحياز موضوعى قبل أن يكون بحكم الانتماء والجنسية فهو محكوم بالمتعة والجودة والاحتراف من فرق عمل على أعلى مستوى وكفاءات فنية وخبرات إنتاجية بقيمة شركة مثل المتحدة للخدمات الإعلامية ذلك الكيان المؤسسى، الذى يقف خلف كل هذا الإنتاج الضخم، وهذه الوجبة الرمضانية الدسمة..فهنيئا لكل مشاهد وشكرا للكيان الكبير ( للحديث بقية )