شهدت أسعار الذهب العالمية تراجع طفيف خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أن ارتفعت يوم أمس وسجلت أعلى مستوى في أسبوع، ويأتي هذا مع تزايد التوقعات بإمكانية حدوث المزيد من الاضطرابات الاقتصادية هذا العام وسط تباطؤ القطاع الصناعي في الولايات المتحدة وارتفاع تكاليف الوقود، بحسب جولد بيليون.
انخفضت أسعار الذهب الفورية خلال تداولات اليوم الثلاثاء بنسبة 0.1% لتتداول وقت كتابة تقرير جولد بيليون عند المستوى 1982.90 دولار للأونصة، وذلك بعد أن ارتفعت الأسعار يوم أمس وسجلت أعلى مستوى في أسبوع عند 1990.40 دولار للأونصة لتقترب من المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.
وانحصرت تداولات الذهب خلال الستة جلسات السابقة فوق مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة وتحت المستوى 1990 دولار للأونصة، وهي منطقة تجميع زخم بالنسبة للمعدن النفيس حيث تميل التوقعات أن الذهب يستعد لإعادة اختراق المستوى 2000 دولار والوصول إلى أعلى مستوى سجله في مارس الماضي عند 2009.69 دولار للأونصة وهو الأعلى في عام.
وأسعار الذهب تتداول اليوم أعلى بنسبة 6% من نفس التوقيت من الشهر الماضي، الأمر الذي يدل على قدرة الذهب على الحفاظ على مكاسبه التي سجلها الشهر الماضي، وبالرغم من قرار منظمة أوبك + يوم أمس بخفض الإنتاج وتوقعات رفع التضخم، إلا أن الذهب ظل متماسك بشكل كبير.
يوم أمس صدرت بيانات عن مؤشر معهد التزويد الصناعي عن شهر مارس والذي يقيس أداء القطاع الصناعي الأمريكي، وأظهر المؤشر أدنى مستوى منذ مايو 2020 ليستمر الانكماش في القطاع لستة أشهر متتالية مع انخفاض الطلبات الجديدة، والذي من المتوقع أن ينخفض أكثر بسبب تشديد شروط الائتمان بعد الأزمة المصرفية الأخيرة.
وأظهرت بيانات التصنيع أيضاً في منطقة اليورو والمملكة المتحدة واليابان أن النشاط في أكبر اقتصادات العالم ظل في حالة انكماش حتى مارس. أدى هذا إلى جانب قراءة التصنيع الأضعف من المتوقع من الصين إلى زيادة المخاوف من ضعف النمو الاقتصادي العالمي في الأشهر المقبلة.
وعمل هذا على عودة الذهب إلى الانتعاش كونه الملاذ الآمن الأول في الأسواق العالمية، واستطاع أن يرتفع يوم أمس بنسبة 0.7% بالرغم من أخبار عن قيام منظمة أوبك + بتخفيض مفاجئ في حصص إنتاجها بواقع 1.1 مليون برميل في اليوم، وهو ما يزيد التوقعات برفع معدلات التضخم نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.
وبيانات الأمس بخفض إنتاج الأوبك وضعف القطاع الصناعي الأمريكي، عمل على تغير التوقعات من جديد بشأن مستقبل أسعار الفائدة، حيث ترى الأسواق فرصة بنسبة 55.1٪ لرفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في مايو. لكن احتمال خفض سعر الفائدة في وقت لاحق من هذا العام ارتفع أيضًا.
والعائد على السندات الحكومية الأمريكية انخفض يوم أمس مما يعكس التوقعات السلبية لمستقبل أسعار الفائدة، وهو الأمر الإيجابي بشكل كبير بالنسبة للذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع العائد على السندات الأمريكية.
وانخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات يوم أمس بنسبة 3.1% ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 3.40%، بينما انخفض العائد على السندات لأجل عامين الأكثر حساسية لمستقبل الفائدة بنسبة 3.3% وسجل الأدنى في أسبوع عند 3.9660%.
وتأثر الدولار الأمريكي بشكل سلبي بتراجع العائد على السندات الحكومية نتيجة لضعف بيانات قطاع التصنيع، فقد انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية اليوم بنسبة 0.2% وسجل أدنى مستوى منذ 14 شهر عند 101.44، يأتي هذا بعد انخفاض كبير يوم أمس بنسبة 0.8%.