أكد سامي بن جنات المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية، أن العلاقات المصرية التونسية عريقة ومتميزة، وتشهد حركية فعالة في ظل التواصل المستمرّ بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وقيس سعيد، وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين الشقيقين وعقد الاستحقاقات الثنائية.
وأضاف مدير المعهد التونسي- في حواره مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس- أن العلاقات بين البلدين الشقيقين توثّقت بفضل ما يجمع بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وقيس سعيد من تفاهم واحترام متبادل وما يحدوهما من رغبة صادقة في تطوير التعاون الثنائي، وتوسيع نطاقه والارتقاء به إلى مستوى شراكة فاعلة وراسخة تعود بالنفع على الدولتين الشقيقتين وشعبيهما.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية التونسية قوية ومتينة وتشهد حركية حقيقة على مختلف الأصعدة وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث يجري العمل حثيثا على الارتقاء بها إلى مستويات أرفع وأنفع للبلدين والشعبين.
وقال إن مصر وتونس تحرصان باستمرار على التنسيق والتشاور وبذل الجهود المشتركة، بما ينعكس إيجابًا على العمل العربي والعمل الإفريقي المشتركين والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة في المنطقة العربية وفي القارة الإفريقية، وذلك في ظل البيئة الإقليمية والدولية المتحرّكة والتي تشهد تطورات متسارعة ومليئة بالتحديات.
وأكمل أن مصر وتونس توليان أهمية كبرى للتشاور وتبادل وجهات النظر بخصوص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تحرصان على تنسيق مواقفهما وتحركاتهما في المحافل الإقليمية والقارية والأممية، بما يخدم مصالحهما ومصالح القضايا العربية والإفريقية، وقضايا الأمن والسلام والتنمية في العالم.
وقال إن تونس تحرص دائما على التنسيق مع مصر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا والقضية الفلسطينية، كما تنسقان مواقفهما وتحركاتهما من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار المنظمات الإقليمية والدولية.
وأوضح أن الجانبين يتطلعان إلى انعقاد اللجنة العليا التونسية المصرية في دورتها الثامنة عشرة بالقاهرة، كما أن اللقاءات التي تجمع وزيري الشؤون الخارجية المصري والتونسي متعدّدة ومتجددة- سواء في الإطار الثنائي، أو بمناسبة مشاركتهما في اللقاءات الإقليمية والدولية على غرار اجتماعات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، كما يفكر الجانبان في إرساء لجنة مصرية تونسية للتشاور السياسي، ومن المتوقع أن يلتقي الوزيران بمناسبة انعقاد أولى دوراتها.
وأشاد بتظاهرة عام الثقافة التونسية المصرية، وبالفعاليات التي نظمت في البلدين للاحتفاء بتلك المناسبة، مؤكدا أهمية أن يتحول التعاون الثقافي بين مصر وتونس إلى قاطرة من قاطرات تعزيز التقارب بين الشعبين الشقيقين وترسيخ التواصل الخلاق بين المثقفين والفنانين والأدباء المصريين والتونسيين.
وأوضح أن أعمال اللجنة العليا المشتركة التي انعقدت في دورتها السابعة عشرة في مايو 2022 بتونس أعطت دفعا جديدا لمسيرة التعاون بين البلدين، وأسفرت عن توقيع 11 وثيقة، منها اتفاقية إطارية للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وعشر مذكرات تشمل "تبادل الخبرات في التعاون الدولي، والمعارض والأسواق الدولية، والأسواق المالية، وتنمية الصادرات، والتعاون الزراعي، والأرصاد الجوية والمناخ"، كما شملت "تكنولوجيات المعلومات والاتصال والبريد، والتشييد والبناء، وتبادل المعلومات بين هيئات الأسواق المالية، ومجال النهوض بالمرأة والأسرة والطفولة والمسنين".
ولفت إلى أهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين وتعزيز الاستثمارات البينية في مختلف المجالات الواعدة، وذلك من خلال تحفيز القطاع الخاص وتشجيعه على خلق شراكات بين أصحاب الأعمال، في ظل متانة الروابط التي تجمع بين البلدين.
وقال "إننا نظل بحاجة إلى ابتكار وإرساء رؤى وتصورات جديدة؛ لتعزيز مسار تعاوننا الثنائي حتى يسهم في تلبية تطلعات شعبينا الشقيقين إلى النماء والرقي والرخاء".
وحول علاقة تونس مع محيطها العربي.. أكد أن تونس ترتبط بعلاقات جيدة مع كافة الدول العربية الشقيقة، فهي تحرص كل الحرص على تعزيزها وتطويرها باستمرار.
وأوضح أن العلاقات مع الجزائر تكتسب خصوصية نابعة من المشتركات العديدة التي تجمع بين البلدين والشعبين، وقد توطدت العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة.
كما أكد أن تونس تولي أهمية كبرى لتعزيز علاقاتها مع السعودية وتدعيم التعاون مع الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج، خاصة وأن التعاون التونسي الخليجي الذي امتد لعدة عقود كان مثمرا وعاد بالنفع على الجانبين، ومن أهم الاستحقاقات التي ستشارك بها تونس خلال الفترة المقبلة القمة العربية القادمة، المقرر أن تنعقد في مايو 2023 بالمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى مساندة تونس للقضية الفلسطينية فهي تؤمن بأن الحقوق الفلسطينية لا تسقط بالتقادم وتعمل بكل ما في وسعها من جهود، سواء في الأمم المتحدة، أو في جامعة الدول العربية أو في غيرهما من المحافل الإقليمية والدولية، من أجل إيجاد تسوية عادلة ودائمة لها.
وشدد على أن تونس تحرص باستمرار على المساهمة في كافة الجهود الرامية إلى توطيد السلم والأمن عالميًا، وتحرص باستمرار على الارتقاء بالعمل العربي المشترك فهي تحتضن مركز جامعة الدول العربية، والعديد من المنظمات المهمة كالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واتحاد الإذاعات العربية، بما يساهم بشكل مباشر في النهوض بالعمل العربي المشترك.
كما تحدث عن علاقات تونس الخارجية.. وأوضح أنه في ظل ما تشهده الساحة الإقليمية والدولية من تقلبات ومن متغيرات فإن العلاقات التونسية الأمريكية علاقات قديمة وقوية، معربًا عن أمله أن تتمكن تونس والولايات المتحدة من تجاوز تلك المرحلة الدقيقة التي يشهدها العالم حفاظا منهما على العلاقات الودية التي جمعت بينهما.
ولفت إلى أن تونس والصين تتمتعان بعلاقات ودية وإمكانيات هائلة للتعاون، قائلا إن تونس ستتذكر دائما المساعدة الثمينة التي قدمتها الصين منذ وقت بعيد لتنميتها الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن مكافحتها لوباء كورونا (كوفيد -19).
ووصف التعاون التونسي الروسي بأنه متطور وقابل لمزيد من التطور في المستقبل، لافتًا إلى أن البلدين ربطت بينهما باستمرار علاقات ودية منذ 1956، وعملا خلال السنوات الماضية على إرساء أسس تعاون اقتصادي واسع بينهما.
وحول التعاون مع الاتحاد الأوروبي.. أوضح أن الاتحاد الأوروبي يعد شريك تونس الاقتصادي الأول والأكبر في مختلف القطاعات، بما يشمل التبادل التجاري والاستثمار والمساعدات المالية والسياحة والهجرة، بما يضفي على العلاقات التونسية الأوروبية طابعا استراتيجيا.