أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال افتتاحي أن المعركة التي تدور في الوقت الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية حول مدينة باخموت الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا تعد واحدة من أشرس المعارك التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع الدامي بين الطرفين للسيطرة على المدينة بدأ منذ الصيف الماضي مخلفا وراءه آلاف الضحايا من الجانبين في الوقت الذي لا يبدي فيه أي من الطرفين أية نية للاستسلام أو التخلي عن أهدافه التي من أجلها يخوض تلك المعركة.
وتوضح الصحيفة أن القوات الأوكرانية تخوض معركة باخموت مع واحد من أقوى الجيوش على مستوى العالم فضلا عن أن تعداد السكان في روسيا يفوق مثيله في أوكرانيا بما لا يقل عن ثلاثة أضعاف وهو ما يشكل ميزة نوعية أخرى للجانب الروسي.
وتشير الصحيفة أنه على الرغم من ذلك مازالت القوات الأوكرانية تدافع عن المدينة حيث أن القوات الروسية مازالت غير قادرة على بسط سيطرتها بالكامل عليها على الرغم من شن العديد من الهجمات المكثفة والمستمرة على المدينة.
وتعرب الصحيفة في هذا السياق عن اعتقادها أن الهدف الحقيقي من الهجمات الروسية على باخموت ليس فقط تحقيق انتصار عسكري أو الاستحواذ على المدينة ولكن بالأحرى حرمان القوات الأوكرانية من القدرة على شن هجمات مضادة خلال الأسابيع والأشهر القادمة بعد انتهاء فصل الشتاء قارس البرودة هناك.
وتشير الصحيفة في هذا الخصوص إلى آراء الخبراء العسكريين الذين يعربون عن ثقتهم في أن القوات الأوكرانية سوف تتمكن من مواصلة الدفاع عن المدينة وذلك بفضل حجم المساعدات العسكرية غير المسبوقة التي تقدمها الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلنطي لكييف وهو ما سوف يساعدها على شن هجمات مضادة للرد على القوات الروسية خلال الفترة القادمة.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من فقدان أوكرانيا للآلاف من جنودها المدربين وذوي الخبرة القتالية العالية خلال المواجهات مع القوات الروسية، إلا أنها لم تفقد الكثير من الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها من الدول الغربية الفترة الماضية خلال معركة باخموت.
وتسلط الصحيفة الضوء في هذا الصدد على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي يؤكد فيها أن معركة باخموت تكتسب أهمية سياسية فضلا عن أهميتها العسكرية لكلا الطرفين الأوكراني والروسي على حد سواء.
ويوضح الرئيس الأوكراني، كما تقول الصحيفة، أن تحقيق الجانب الروسي لانتصار في معركة باخموت سوف يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاستمرار في الحرب لتحقيق المزيد من الانتصارات، كما أنه إذا شعر بضعف الجانب الأوكراني فسوف يدفعه ذلك لتكثيف هجماته على القوات الأوكرانية.
وتشير الصحيفة في الختام إلى أن تحقيق النصر للجانب الأوكراني يمثل أهمية بالغة كذلك حتي تتمكن القوات الأوكرانية من إثبات قدرتها على استيعاب الأسلحة المتطورة التي تقدمها لها الدول الغربية وهو ما يعكس قدرة تلك الدول على التصدي للجانب الروسي.