نظرا لما يعانيه العالم بشكل عام من الإرهاب والتطرف والفكر الظلامي، وخصوصا في منطقتنا العربية، سوف تقدم «البوابة» في هذه النافذة وعلى مدار شهر رمضان المبارك بشكل يومي، واحدا من هؤلاء المخربين الذين عملوا طوال حياتهم على إرهاب الشعوب وتخريب أوطانهم.
محمد حسن خليل الحكايمة الملقب بـ أبى جهاد المصرى ١٩٦١، كان المسئول عن الإعلام والدعاية الخاص بتنظيم القاعدة، ورئيس فرع العمليات الخارجية لتنظيم القاعدة. قتل فى غارة جوية أمريكية فى باكستان فى ٣١ أكتوبر ٢٠٠٨.
ولد أبو جهاد فى أسوان فى مصر، ظهر فى أغسطس ٢٠٠٦ فى إصدار مرئى لمؤسسة السحاب الذى تم فيه إعلان اندماج مجموعة من أعضاء الجماعة الإسلامية فى مصر مع تنظيم القاعدة. حيث كان أبو جهاد عضوا فى الجماعة الإسلامية منذ ١٩٧٩، واعتقل فى قضية اغتيال الرئيس أنور السادات سنة ١٩٨١، ثم أعيد اعتقاله عدة مرات فى بلدان مختلفة.
لأبى جهاد العديد من الكتب والمقالات مثل: «أسطورة الوهم: كشف القناع عن الاستخبارات الأمريكية» صدر فى أغسطس ٢٠٠٦، فى سبتمبر من نفس العام صدر له «نحو استراتيجية جديدة فى مقاومة المحتل».
زعمت قناة العربية أنه هو نفسه أبو بكر ناجى مؤلف كتاب «إدارة التوحش: أخطر مرحلة ستمر بها الأمة» والذى يطرح فكر واستراتيجية جديدة لإعادة الخلافة الإسلامية.
ويؤكد الدكتور هانى السباعى، مدير مركز «المقريزى» للدراسات فى لندن، أن مؤلف كتاب «إدارة التوحش» هو محمد خليل الحكايمة، الذى عرف بكنية «أبوجهاد»، وحسب السباعى، فإن الحكايمة هو المؤلف الحقيقى لـ«إدارة التوحش»، وأنه كتبه إبان وجوده فى إيران. وقد سبقه كتاب آخر شهير له اسمه «وهم القوة».
انضم الحكايمة إلى «قاعدة الجهاد» بمبايعته لأيمن الظواهرى فى التسعينيات، وعمل فى بيشاور بشمال غربى باكستان فى مجال الإعلام، ثم فى إذاعة فلسطين من إيران فى ذلك الوقت، قبل أن ينتقل إلى بريطانيا طلبا للجوء السياسى. ومن هناك رحل مرة أخرى إلى إيران مع أسامة حسن، صهر الظواهرى، ومنها إلى إقليم وزيرستان الباكستانى الحدودي».
فى عام ١٩٩٩ بعيد وصوله إلى بريطانيا أصدر جاك سترو، وزير داخلية بريطانيا يومذاك، أمرا باعتقاله لقوة علاقته برفاعى طه «أبو ياسر» المسؤول العسكرى لما يسمى بـ«الجماعة الإسلامية» ومهندس محاولة اغتيال الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا ١٩٩٥، ففر إلى إيران، ثم الشريط الحدودى فى أفغانستان.
ويقول السباعى، فى اتصال هاتفى أجرته معه «الشرق الأوسط»، أنه تلقى من الحكايمة قبل مقتله عام ٢٠٠٨ بيان «الثابتون على العهد» عبر البريد الإلكترونى، بهدف توزيعه على وسائل الإعلام العربية والغربية.
وقال إن الحكايمة يدافع عن نفسه، وهو يريد أن يقول إن وضع اسمه على قائمة المطلوبين إلى جانب بن لادن لا يخيفه، لأنه تعرض للموت عدة مرات فى مصر وباكستان وأفغانستان. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها خصصت مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين دولار، مقابل اعتقال ثلاثة قياديين من «القاعدة»، هم محمد خليل الحكايمة «أبو جهاد» والليبى عطية عبد الرحمن، الفقيه الشرعى وخبير المتفجرات، وعبد الهادى العراقى الذى كان رجل بن لادن فى أرض الرافدين.
وظهر الحكايمة أو «أبوجهاد المصري» عام ٢٠٠٦ فى شريط فيديو إلى جانب أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى «القاعدة» حينها، وأكد أن مجموعته المتطرفة (الجماعة الإسلامية) انضمت إلى «القاعدة».
الحكايمة كان يعتبر أن مهمات «إدارة التوحش» هى «نشر الأمن الداخلى، وتوفير الطعام والعلاج، وتأمين منطقة التوحش من الأعداء، وإقامة القضاء الشرعى بين الناس الذين يعيشون فى مناطق التوحش، ورفع المستوى الإيمانى أثناء تدريب شباب منطقة التوحش على القتال، وبث العيون، واستكمال بناء جهاز الاستخبارات المصغر».
وتتلخص أفكار الحكايمة فى أن بيئة التوحش هى أفضل بيئة للجماعات المتشددة، حيث يمكنهم إثارة الفوضى، وتدريب أنفسهم، وجذب مزيد من الأنصار. ويحث الحكايمة على استهداف المصالح النفطية للدول والمنتجعات السياحية وكل ما من شأنه استنزاف هذه الدول، منبها إلى ضرورة اعتماد أقصى درجات الشدة عند تنفيذ المهمات فى مرحلة شوكة النكاية، ولا مانع من تصفية الرهائن بصورة مروعة تقذف الرعب فى قلوب العدو وأعوانه، وهو ما فعله تنظيم الدولة «داعش» وما زال حتى اليوم.
ويعد "إدارة التوحش" هو أخطر كتاب لتنظيم القاعدة، إذ يعتبر مرجعية لكيفية الوصول إلى مرحلة الفوضى فى البلاد التى يعمل بها التنظيم، ومن ثم يشرح كيف يتم التدريب عليها، وكيفية إدارة شوكة النكاية والإنهاك للدولة عبر مجموعات خاضعة له، كأنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة، وهو ما حدث فى اليمن ومصر وليبيا، حتى يصلوا للمرحلة الثالثة والأخيرة التى تقود إلى التمكين؛ أى إقامة الدولة الإسلامية، حسب الخطاب الجهادى.
النقاط الأساسية التى ضمها كتاب إدارة التوحش لوضع استراتيجية عسكرية تعمل على تشتيت جهود الحكومات واستنزاف قدراتها المالية والعسكرية:
الوصول لمرحلة الفوضى هدف وقبلها يتم التدريب على النكاية والإنهاك للأنظمة.
القيادى سيف العدل رشح نيجيريا والمغرب واليمن ومصر وباكستان والعراق وبلاد الحرمين كدول أولى فى مرحلة الإنهاك.
شروط الأنظمة المرشحة للفوضى وجود عمق جغرافى وتضاريس معقدة وضعف النظام الحاكم.
لا بد من وجود عمليات نوعية للتنظيم كل فترة تلفت أنظار الناس.
طالب بردع الإعلاميين وإجبارهم على عدم إعلان آرائهم وإبقائهم فى توجس دائم.
على التنظيمات الجهادية إنشاء جهاز استخبارات عبر تأليف قلوب "المرتدين" بشيء من المال.
جميع الأهداف جائزة لنا شرعا والسياحة والبترول والأمن هم الهدف الأسمى.
أهداف خطتنا الإعلامية تجنيد البعض من جموع الشعوب والإتيان بهم إلى المناطق التى يديرها التنظيم.
مجهول الحال بدار الكفر يجوز قتله قصدا للمصلحة.
معدل العمليات تصاعديا وفى صورة أمواج لنؤكد أن قوة الجهاديين فى تصاعد.
سياسة دفع الثمن تجعل الأنظمة تفكر جيدا قبل أى عمل إجهاضى لنا.
لا بد من إشعار العدو أنه محاصر ومصالحه مكشوفة وأنه إذا كسر مجموعة مسلحة لن يستسلم الباقون.
اختراق الجهاز الأمنى مهم وبمثابة عملية استشهادية.