نجحت مجموعة من العلماء في فك شفرة رائحة العطر الذي يقال إن الملكة كليوباترا كانت تستخدمه والذي كتبت وصفته في النقوش المحفورة على جدران المعابد، قيل إن صانعي العطور تمكنوا من التوصل إليه بعد تسخين الزيت لمدة 10 أيام قبل نقعه في الأخشاب.
ووفق تقرير نشرته "سي إن إن" فالعلماء أصبحوا اليوم قادرين على فك رموز الروائح السابقة بدقة أكبر، من خلال عدة تقنيات يسمح بعضها بدراسة البقايا الموجودة على زجاجات العطور، بغرض إعادة تركيب رائحة العطر من جديد.
ارتكزت هذه الأبحاث على دراسة زجاجات عطور وآنية تحتوي على بقايا عطر جافة. وقد تمّ الاتصال بين عالميّ الآثار والباحثين دورا غولدسميث وشون كوغلين الخبيرين في العطور المصريّة القديمة لاختبار وصفات مختلفة من العطور القديمة. كل ذلك بهدف إعادة إنتاج العطر الذي كانت الملكة كليوباترا تعتمده، وذلك من خلال الأساليب التقليديّة الموصوفة في النصوص القديمة.
ففي القرن الرابع قبل الميلاد، كانت وصفات العطور المصريّة تُدوّن باللغة اليونانيّة أما في القرن الأول قبل الميلاد فظهرت بعض هذه الوصفات في نصوص لاتينيّة.
وخلال السنوات الماضية، كثف علماء جهودهم لإعادة تركيب عطر كليوباترا، وكان من بينها ما فعله الخبيران روبرت ليتمان، وجاي سيلفرشتاين عام 2019 بينما في عام 2009، قام ليتمان بالتنقيب في موقع تل التيماي الذي يحتضن بقايا مدينة ثمويس القديمة، التي شهدت ازدهارا بين القرنين الخامس قبل الميلاد والثامن الميلادي.
وكانت ثمويس مركزا رئيسيا لإنتاج العطور من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث ميلادي، حيث اشتهر عطر يُدعى "مندسيان". وعام 2014، صادف الفريق مجمعا كبيرا للأفران ارتبط بتصنيع زجاجات العطور، وعند وصفه لرائحة العطر، قال ليتمان إنها "دافئة، وغنيّة، وحلوة، وتتميز بنكهة خفيفة من القرفة".