* لماذا غير الرسول اسم البلد الذى انتقل اليها وهل هذا طبيعى ان تنتقل الى بلد فتغير اسمها؟!
* لماذا استخدم الرسول لفظة واردة فى المصحف (المدينه) وسمى قرية يثرب بها ومنع اصحابه من نطق الاسم القديم؟!.
* لماذا وضع الرسول ميثاق لهذا التجمع البشري الجديد المختلف دينيا والمتعدد اعتقاديا؟!
* لماذا تعهد ربى فى كتابه بهلاك القرى كل القرى ولم يتعهد بهلاك المدن؟!
* لماذا سمى ربى مكة (ام القرى) ؟!
* ماذا يقصد ربى بلفظة (قرية) ولفظة (مدينه) فى المصحف؟!
* بداية نشرح المستهدف من العنوان.. كتاب الله يفرق بين لفظتى الرسول والنبى، والرسول تدل على الرسالة الربانية والنبى تدل على شخص سيدنا محمد الانسان، وكل ماورد فى كتاب الله بلفظة الرسول هو محض دين وكل ماورد من ايات بلفظة النبى هو محض تاريخ يحكى قصة النبى وقومه وهى مثل قصة يوسف ونوح لاياخذ منها تشريعات دينية، والتشريعات ناخذها من الرسالة حصرا من الرسول وعليه العنوان يطرح السؤال التالى هل الهجرة هى جزء من التاريخى ام من الرسالة الدينية، هل قام بها النبى صدفة ام اجتهاد شخصى ام بتكليف رسولى كى يطبق جانب عملى مهم فى الرسالة وينشئ مثالا للتجمع الذى يريده الله الذى هو تجمع متنوع يتأسس على قيمة عليا هى الاهم فى كتاب الله بعد الحرية وهى قيمة قبول الاخر وهو الذى يسميه ربى (مدينة) وكما كانت الشعائر الاربعه عملية كالصلاة والحج والصيام والزكاه فأمرنا الله أن نقلد الرسول فيها وليس النبى لانها جزء من الرسالة لذلك يطرح المقال فكرة ان الحدث (الهجرة) كان تنفيذ رسولى عملى لاهم مبتغيات الرسالة وهو تحول التجمعات البشرية الى التعددية وقبول الاخر وإلغاء الاحادية، والايذان ببدء مجتمعات المدينة بدلا من القرى التى هى تجمعات أحادية.
* وقبل ان نبدأ علينا ان نعرف الفرق بين دلالتى لفظتى (القرية) والمدينه فى عربية القرآن وهما لفظتان غاية فى الاهمية فى المصحف ومعايير ربى لتسمية تجمع بشرى قرية وتجمع بشرى اخر مدينة ليس الحجم او عدد السكان كما نصنع نحن الان طبعا،
* ولكن فى المصحف فى عربية القرآن الحجم لايهم نهائيا وليس هو المعيار الفارق عند الله فمكة اكبر من يثرب طبعا ولكن اطلق ربى على مكة قرية (ام القرى) وسمى يثرب تلك القرية الصغيرة (مدينة)!.
* وقرية فى المصحف تدل على (تجمع بشرى أحادى) ليس فيه اختلاف نهائى كلهم مثليون مثلا (قوم سيدنا لوط) كلهم بخلاء مثلا، كلهم مشركون مثلا، وعندما يوجد بينهم واحد فقط مختلف عنهم يحولها ربى فورا الى مدينة ويطلق فورا عليها مدينه راجع سورة يس، والكهف والجزء من قصه لوط فى سورة النملة.
* وفى قصة قوم سيدنا لوط اراد المثليون تحويل تجمعهم البشرى الى قرية متخصصة لاتحوى غير المثليين فأبادها الله انظر ماذا قالوا ۞ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) النمل
* وفى سورة ياسين مثلا قال تعالى فى البداية (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) (13) يس
وبعدها فى الاية 20 غير وصفها وسماها مدينة (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (20)يس
* لما كانت كلها كفره أحادية كلهم واحد سمها ربى (قرية) ولما اضيف الى ذلك التجمع البشرى واحد فقط مختلف مؤمن يدعوهم الى اتباع رسل الله فصارت (مدينة).
وفى سورة الكهف تجمع بشرى احادى كلهم بخلاء سماهم ربى قرية (فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) ﴿٧٧ الكهف﴾
* قال تعالى وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) الاسراء
* وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١ الأنبياء﴾
* وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴿٥٨ القصص﴾
* ومدينة فى كتاب الله تعنى تجمع بشرى تعددى مختلف الصفات قائم على قبول الاخر يتعايش فيه الجميع ولايريد احد ان يطرد المختلفين منه كما اراد قوم لوط أن يخرجوا لوط لانه ليس مثلهم من راغبى المثلية، لقد أرادوا يومها ان يحولوا المختلف الى واحد وأن يحولوا التعددية الى احادية فدمرهم ربى تدميرا وبوسائل عدة.
* الرسالة الاخيرة اغلق ربى بها المحرمات تماما فلاتحريم بعد ذلك وختم الرسالات ايضا فسيدنا محمد هو خاتم النبيين ولا رسالة دون نبوة تسبقها طبعا واسس ربى للتجمع البشري الجديد الذى يريده فى هذا الكوكب، هو لايريد قرى ولكنه يريد مدن والمدن حسب المصحف هى تجمعات تعدية وهو التجمع القائم على التعدد والاختلاف ويتأسس على قيمة قبول الاخر المختلف فى العقيدة او الملة والقرية فى المصحف تتشبه بالله احادية ليس فيها مكان لاخر مختلف كلهم واحد وهذا مخالف للمصحف فربى واحد ومخلوقاته متعددة وربى ثابت ومخلوقاته متغيرة تأفل وتهرم وتموت ولا يجب ان يشترك احد مع الله فى ذاته او فى صفاته.
* لا اقول بأن هجرة الرسول كانت صدفة أو كما بسطوا لنا الامر وارجعوها فى السيرة الى اضطهاد اهله له ولاتباعه، ولا ارى ذلك
* وأرى ان الرسول كانت هجرته رسولية اى من الله اى جزء من رسالته وليست نبوية من نفسه او من اصحابه أى اننى اقول بأن الهجرة الرسولية هى ذلك الجزء العملى التطبيقى لما جاء بالرسالة من مصطلحين مصحفيين (قرية) و(مدينة) وهما اهم مصطلحات المصحف على الاطلاق ودلالتهم الربانيه فى غاية الخطورة
* وكان على الرسول أن ينفذ على الارض ذلك التجمع البشرى الجديد القائم على التعدد القائم على الاختلاف الذى يقبل فيه الجميع الجميع مجتمع المدينة الذى نادى به الله فى كتابه مجتمع المدينه الذى اعلن القرآن بدايته على الارض المجتمع الذى يريده الله فالله يريد تحويل جميع القرى الى مدن بداية من تلك الرسالة هذا وقد تعهد ربى بهلاك القرى وسمى مكة ( أم القرى) كى لايهلكها ويستثنيها،
* وإلا لماذا غير الرسول اسم تلك القرية الصغيرة التى تدعى يثرب وسماها(المدينة) ومنع اصحابه من نطق كلمة (يثرب)؟!
* ولماذا وضع ميثاق المدينة المعروف واملاه بنفسه على الكتبة واسسه على اساس (المواطنة) (المساوة) بين الجميع رغم اختلاف الملل والعقائد، وقال بالنص الواضح نحن ويهود بنى قريظه... امة واحدة لهم مالنا وعليهم ماعلينا وندفع تكاليف الحرب سويا اى اذا اعتدى معتدى مسلم على المدينه سنقف معا ونكافحه ونحاربه ونتحمل تكاليف الحرب سويا.