رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دولة التلاوة.. الشيخ محمد الصيفى.. قارئ الشعب ورفض القراءة أمام الملك فاروق

الشيخ محمد الصيفي
الشيخ محمد الصيفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

القراءة المطلوبة يجب أن يشترك فى ترتيلها اللسان والعقل والقلب.. جملة مر عليها أكثر من نصف قرن، وضعها الشيخ محمد الصيفى نصب عينيه، الشيخ محمد الصيفى، الذى تفرد بالتلاوة فى زمنه، وكان قبلة الشعب والملوك، ورغم أنه تفوق على الكثيرين من أبناء جيله، إلا أنه بعد الرحيل لم يكن الأشهر من بينهم.

ولد الشيخ «الصيفى» عام 1885 بمحافظة القليوبية وقرية تحمل اسم البرادعة، نال من الألقاب الكثير، جميعها تأكد أنه الأكثر تمكنا فى زمنه فى قراءة القرآن الكريم، فأطلق عليه القارىء العالم، ولُقب أيضًا بـ«أبو القراء والتلاوة»، فجمع من القراءات العشر الكبرى، وعلى يده تخرجه أعلام التلاوة فى مصر فى القرن العشرين، وتحديدا فى منتصفه.

كان الشيخ عبدالعزيز السحار، صاحب مدرسة شهيرة فى قاهرة المعز، يقبل عليه الطلاب ليتتلمذوا على يده، فكان الشيخ الصيفى تلميذًا نجيبًا له، تلقى منه العلم، وترجمه فى قراءة القرآن، ثم أثقل التلاوات بالدراسة فى الأزهر الشريف، فتخرج فى كلية الشريعة والقانون عام 1910.

كانت بداية ابن قرية البرادعة فى حى العباسية، وهناك تأثر برئيس جمهورية التلاوة الشيخ أحمد ندا، وبدأ حياته مع الشيخ طه الفشنى، وصادق الشيخ على محمود، بينما كان الشيخ محمد رفعت هو الأقرب إلى قلبه، والأكثر جلوسًا معًا، فكان يقرأ القرآن فى الإذاعة المصرية بالتناوب مع الشيخ محمد رفعت.

ورغم أن الشيخ «الصيفى» كان يحصل على نفس المبلغ الذى يتقاضاه الشيخ محمد رفعت وقتها «50 قرشًا» ووصل بعد ذلك إلى 10 جنيهات، إلا أنه لم يحظ بشهرته بعد الرحيل، ربما لتشابه الأصوات بينهما، ولكن عندما سُئل الشيخ الصيفى عن أعظم قارىء فى وقته، لم يختر الشيخ محمد رفعت، فتعجب الجلوس، وقال أحدهم فأين الشيخ رفعت، فرد الصيفى: «الشيخ رفعت ليس كباقى الناس، نُجرى عليهم الأحكام، لأنه هبة من السماء» واصفًا الشيخ عبدالعظيم زاهر، بأنه الصوت الباكى، والشيخ على محمود صاحب الانقلاب فى التواشيح والمدح، مثلما ذكر الواقعة الكاتب محمود السعدنى فى كتابه «ألحان من السماء».

قرأ الشيخ محمد الصيفى، فى عزاء الزعيم سعد زغلول، وعزاء الملك فؤاد، ورغم ذلك رفض القراءة فى القصر الملكى، عندما طلب الملك فاروق أن يحضر الشيخ إلى القصر للاستماع للقرآن منه، فكان رده يستطيع جلالة الملك أن يستمع إلى عبر الإذاعة، أما أنا فلا أستطيع الذهاب إليه، صحتى لا تساعدنى على ذلك.

كما ذكر مكرم عبيد، أنه تعلم أحكام القرآن من الاستماع للشيخ الصيفى، لعذوبة صوته، وتنقله بين المقامات.

ومن المفارقات أن أبناء الشيخ الصيفى وأحفاده لم يتجهوا للتلاوة، وكانت طريقهم نحو الإخراج والتأليف السينمائى، فابنه المخرج الشهير حسن الصيفى، الذى قدم للسينما المصرية 150 عملًا من أهمها: «عفريتة إسماعيل يس، وممنوع ليلة الدخلة، والمجانين فى نعيم»، وتزوج من الفنانة زهرة العلا، ومن أحفاده المخرج عمرو الصيفى، والمخرجة منال الصيفى، ورحل الشيخ الصيفى عن عالمنا فى 25 ىسبتمبر عام 1955.