الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

ديفيد سفوركادا يكتب: الفرانكفونية .. طموح حقيقى أكثر من الفولكلور 

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يجب على فرنسا، حتى لا تتخلى عن نفسها، أن تروج للغتها وفنانيها. ويجب أن تقاوم التوحيد العالمى. للثقافة الذى. يجعل كل شيء غير الأنجلو ساكسونى، أمرًا عفا عليه الزمن تلقائيًا. ولا شك أن الدفاع عن الفرنسية وثقافتنا وفنوننا ليس معركة خلفية ولا ننسى أنه إذا تمكنت فرنسا من الحفاظ على نفسها طوال تاريخها، فإن ذلك يرجع جزئيًا إلى لغتها وتأثيرها الثقافى. الذى. تستحقه. ويجب أن نقوم بتذكير سياسيينا ودبلوماسيينا باستمرار، أن يكون التعبير والتحدث باللغة الفرنسية أينما كانوا وتعزيز استخدامها فى. المنظمات الدولية وكذلك فى. العالم الاقتصادى.
بعيدًا عن كونها أيديولوجية متخلفة، فإن الفرانكوفونية هى استثمار فى المستقبل، وأحد التحديات التى يمكن أن تحشد العديد من الفرنسيين. إنها أحد شروط نفوذ فرنسا فى عالم متعدد الأقطاب حيث أصبحت الحرب الاقتصادية، والثقافية أيضًا، منتشرة فى كل مكان. تؤكد كل من الفرانكوفونية المنتشرة والفرنكوفونية المنظمة فى العولمة على مفهوم الإنسان والعلاقات الدولية التى تعارض كل من «العولمة» الأمريكية وانسحاب الهوية. 
 


كما أنها رفض لتغليب المادية و«صدام الحضارات»، التى قدمها هنتنجتون على أنها حتمية، بل مرغوبة. إن «الإنسانية، احترام الحضارات المختلفة، والحوار بين الثقافات» كما أنها التضامن المتميز والنموذجى إضافة إلى أنها فرصة لإحياء التنوع اللغوى والثقافى وبالفعل تعتبر الفرصة التى لم تنتهز بعد. فكرة وجود مجتمع يتحدث الفرنسية مزعجة ويفترض أن سيزيف وجد الشجاعة لرفع صوته؛ فلقد حان الوقت لتصميم وتنفيذ سياسة حقيقية للمجتمع الفرانكوفونى، مجتمع قائم على المساواة فى الكرامة.. إذا كانت فرنسا، أولًا «الابنة الكبرى للكنيسة»، فإن «أم الثورات» هى أمة لا تستند إلى مجموعة عرقية بقدر ما تعتمد على لغة وثقافة ومجموعة متعددة الثقافات. إذا كانت نوعًا من «الجمهورية الكونية»، أو تصورًا للإنسان، أو رسالة إنسانية، أو «صوت فى العالم»، أو سياسة خارجية، فلا يمكن أن تكون إمبريالية، ولا على العكس، مع الموافقة على استيعابها فى إمبراطورية ما. يجب على فرنسا أن تميز نفسها عن «الغرب» الأمريكى والأنجلو ساكسونى الذى لا ينتمى إليها، والذى يصبح بالنسبة لها، مثل الاتحاد الأوروبى، ضيقًا جدًا وعفا عليه الزمن وخطيرًا على العالم.
كل شيء متعلق ببعضه: السيادة المستعادة ستسمح بسياسة حقيقية للفرنسية والفرانكوفونية. وستكون مثل هذه السياسة شرطًا للممارسة الكاملة للسيادة المتجددة، وقبل كل شيء «الفخر بتنفيذ مشروع إنساني». لا يعتبر أى من هذين المنهجين شرطًا أساسيًا لنجاح الآخر بل يجب تنفيذ الإثنين معًا كما يجب على السياسة الفرنسية أن «تسير على قدميها الإثنتين».

معلومات عن الكاتب: 
ديفيد سافوركادا.. ضابط سابق في البحرية الفرنسية  ومدرب في عدة جهات أمنية خاصة وعضو في العديد من الجمعيات السيادية والوطنية. يشغل حاليًا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية ورئيس حركة  «النداء من أجل الشعب». يتناول قضية الفرانكوفونية وأهميتها لفرنسا.