أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، اهتمام القيادة السياسية بالمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، وفقًا لتوجهات الدولة، نحو توفير حياة كريمة للمواطن المصري وأسرته.
جاء ذلك خلال ترؤس وزير الصحة والسكان، اليوم الأحد، الاجتماع الثالث للمجلس القومي للسكان، وذلك بمقر المجلس القومي للسكان، وبحضور كافة الوزارات والقطاعات والهيئات وبعض الجهات المنوطة بملف القضية السكانية، لتبادل النقاش والأفكار، ودراسة الأسباب والدوافع المؤدية لتفاقم الزيادة السكانية، والوصول إلى حلول تشاركية مبتكرة تساهم في الحد من الزيادة السكانية، وتوفير حياة صحية واجتماعية واقتصادية آمنة للأسرة المصرية.
في بداية اجتماعه، وجه الوزير الشكر إلى فريق العمل من كافة الهيئات والقطاعات من المعنيين بالقضية السكانية، تقديرًا لجهودهم المبذولة وإسهاماتهم في هذا الشأن، متطلعًا إلى تكثيف جهودهم التعاونية لتحقيق الأهداف المرجوة بهذا المشروع القومي، خلال الفترات المقبلة.
وقال عبدالغفار، إن وزارة الصحة حريصة على تبني خطة استراتيجية متطورة لوضع ضوابط منظمة للحد من الزيادة السكانية، وعلى رأسها تكثيف الحملات الإعلامية المرئية بنطاق الجمهورية.
اطلع الوزير على نماذج من استطلاعات رأي أجراها فريق العمل خلال الفترات الماضية، على بعض السيدات بالفئة العمرية من 15 إلى 49 في عدد من أماكن الريف والحضر، بهدف دراسة ورصد الموروثات الثقافية وتأثير القيم الاجتماعية على السلوكيات المتعلقة بالإنجاب، ومدى استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وتفضيلات الإنجاب والزواج المبكر وأنماط الزواج، لدراسة تأثير هذه العوامل بشكل مباشر على المشكلة السكانية، مشددًا على ضرورة استمرار توافر وسائل تنظيم الأسرة بجميع أنواعها، وعلى رأسها الوسائل طويلة المفعول.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزير حرص على مناقشة التحديات التي تواجه هذا الملف، وعلى رأسها «التسرب من التعليم، الزواج المبكر، عمالة الأطفال» حيث وجه بتشكيل لجنة عمل طارئة، لدراسة الأسباب والدوافع، ووضع حلولا وخططا مستقبلية هدفها القضاء على هذه الظواهر، مؤكدًا أن مثل هذه المشكلات هي الأكثر تسببًا في زيادة الكثافة السكانية.
وأشار إلى أن الوزير وجه بتشكيل لجنة عمل لوضع معايير لتوحيد رسائل التوعية الإعلامية المرئية، حيث أنه وفقًا لنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن 43% من السيدات يحصلن على معلوماتهن من التليفزيون، الأمر الذي يضمن وصولها للجمهور المستهدف بالمنازل، والمدارس، والجامعات، وأماكن عمل السيدات، فضلًا عن وضع خطط مستقبلية لجذب الجمهور وتحقيق المستهدف وضمان استمرارية حملات التوعية، بالإضافة إلى التعاون مع الكيانات الدينية بالدولة لاستخدام الوازع الديني للتأكيد على أهمية هذه القضية.
وتابع أن الوزير وجه بتكثيف حملات التوعية وزيادة أنشطة البرامج التثقيفية بين السيدات بجميع محافظات الجمهورية، وخاصةً في الأماكن التي تشهد كثافة بمعدلات الإنجاب، كما وجه بضرورة تواجد طبيبة متخصصة بكل وحدة صحية على مدار الساعة، مع مراعاة تحسين الوضع المادي لتحفيزهن وتحسين بيئة العمل الصحي، مثمنا جهود الرائدات الريفيات في هذا الملف، ومؤكدا ضرورة استمرار تقديم الدورات الطبية لجميع أعضاء الفريق الطبي، لضمان تقديم أفضل خدمة للأم وطفلها.
وعلق الوزير على ظاهرة انخفاض نسب مشاركة السيدات في سوق العمل، موضحًا أنها واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي لتفاقم الزيادة السكانية، حيث وجه بضرورة التنسيق والتشارك مع الجهات المنوطة بتوفير فرص عمل تتناسب مع هؤلاء السيدات، إلى جانب إشاركهن بمشاريع قومية، بما يساهم في الخروج بحلول حقيقة للقضية السكانية، تماشيًا مع رؤية الدولة، بتوفير الحياة الصحية الكريمة لكل أسرة مصرية، مؤكدا تقديم كافة سبل الدعم للقضاء على هذه الظاهرة.
واختتم وزير الصحة لقائه بالتشديد على توقيع الإجراءات العقابية على الفرق الصحية التي تمارس ظاهرة ختان الإناث، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تختلس حقوق الفتيات، ولها عواقب صحية جسيمة.