كشف تقرير جديد لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) عن التحديات والمصاعب التي تواجهها الأسر الريفية السورية بعد الزلازل المدمرة، والبحث في وسائل وآليات تقوم بها المنظمة لمساعدتهم في إعادة إنتاج الأغذية والحفاظ على سبل عيشها الزراعية.
وذكر التقرير- بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- أن العديد من الهزات الارتدادية القوية، أدت إلى إلحاق الدمار بعدة مناطق في سوريا، ممّا أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين، بالإضافة إلى قطع أرزاق العائلات المتضررة ولاسيما الريفية منها.
وأضاف التقرير أن الزلزال في سوريا أزهق أرواح آلاف الأشخاص وشرّد أكثر من مئة ألف أسرة، وكان أثر الزلزال على سكان منطقة الغاب مدمرًا، حيث يعتمد معظمهم اعتمادًا وثيقًا على الزراعة من أجل ضمان سبل عيشهم، كما أن الأسر السورية كانت تعاني بالفعل من الفيضانات والظواهر المناخية القاسية وارتفاع أسعار الأغذية ومحدودية الوصول إلى الأسواق، أضف إلى ذلك سنوات النزاع المسلح.
وأشار إلى أن المزارعين الذين بقوا على قيد الحياة، يواجهون مشاكل أخرى منها نفوق حيواناتهم أو إجهاض أبقارهم أو انخفاض إنتاجها من الحليب بسبب الصدمة التي تعرضت لها حيواناتهم، وقد تضرر بفعل كل ذلك مصدر دخلهم الوحيد.
وأجرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تقييمًا مبدئيًا للمناطق المتضررة من الزلزال، والذي أظهر تكبّد خسائر فادحة في الثروة الحيوانية وأضرارًا جسيمة لحقت بعدة مجالات منها المعدات الزراعية والبنية التحتية، بما في ذلك الدفيئات والري ومرافق التخزين، فضلًا عن مرافق إنتاج الأعلاف، وتفضي جميع تلك العوامل إلى اختلالات في إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية وتشكّل تهديدًا فوريًا وطويل الأجل للأمن الغذائي للسكان.
وقالت منظمة (الفاو) إن أولوياتها في سوريا هي ضمان تمكّن المجتمعات الريفية استئناف إنتاج الأغذية الأساسية وتأمين سبل عيشها الزراعية، وأكدت أنها ستقوم بتزويد المزارعين بالمدخلات الزراعية، بما في ذلك الأعلاف للحيوانات والبذور والشتلات والأسمدة والوقود والأدوات والمعدات، كما أنها ستؤمن الرعاية البيطرية لمعالجة الثروة الحيوانية وتوفير اللقاحات لها، وستقوم بتوفير تحويلات نقدية غير مشروطة.
وأضافت أنها تساعد حاليًا 17 ألفا و880 أسرة ريفية، أي 107 آلاف و280 شخصا عن طريق توفير الأعلاف لمربي الماشية في محافظة حلب، والأسمدة للمزارعين في محافظة اللاذقية، والدعم لإعادة تأهيل قنوات الري في محافظة حماة.