الأصل العربي جنسا ولغة ومكانا وسندا من أهم أسس بناء الحضارة الإسلامية، كما كانت اللغة العربية هي أساس تقدم هذه الحضارة،حيث اهتم العرب بترجمة العلوم السابقة الي لغتهم،كما ألفوا بها العلوم المختلفة حتي أصبحت اللغة العربية هي لغة العلم والتقدمفي العصور الوسطى، واستخدمت كذلك اللغة العربية كوسيلة زخرفية علي نطاق واسع.
فكانت من أهم أسس الفنون والحضارة الإسلامية،لما اختص الله سبحانه وتعالى حضارة المسلمين بالعالمية، فهم أصحاب الدين الخاتم والرسالة الخالدة، ومن ثم كان لزاماً علي العرب حمل دينهم وحضارتهم وثقافتهم إلي شتي بقاع الأرض شرقا وغربا، فنجد مثلا أن اللغة الفارسية الجديدة تحتوي علي مفردات بنسبة ٤٠ ٪ من اللغة العربية، مما يؤكد الأثر العربي الممتد في الشعوب غير العربية ممن دخلوا إليالإسلام.
وتزخر قاعات وأروقة المتحف الإسلامي بمئات وآلاف القطع والكنوز الأثرية،والتي تستقبل زوار المتحف لتخبرهم بروعة وجمال اللغة العربيةالمكتوبة بخطوط مختلفة عليها، من مشكاوات لأبواب لأحجار وأباريق ومختلف أنواع الآثار الإسلامية بالمتحف، وذلك كما قال أحمد صيام مدير عام المتحف.
وأضاف صيام " من أبرز هذه الكنوز أول قطعة تم تسجيلها وتحمل رقم ١ في المتحف وهي عبارة عن لوحة حجرية مكتوب عليها بالنقشالبارز"بسم الله الرحمن الرحيم"، كذلك مجموعة رائعة من الأضرحة والقبور وشواهد القبور من عصور وأزمنة مختلفة، وقد كُتبت عليها كثيرمن العبارات والتفاصيل عن المتوفي باللغة العربية وخطوط رائعة.
وعن رأيه في كون اللغة العربية أساس تقدم الحضارة الإسلامية، قال د.محمد عبد اللطيف مساعد وزير الأثار السابق وأستاذ الآثارالإسلامية وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة؛ اللغة العربية لغة القرآن وهي أغني لغة في العالم، وإذا سألنا عنها أساتذة اللغة لقالوا لنا إن اللغة العربية تضم أكثر من ١٥٠ ألف مفردة، وهذا رقم ضخم جداً، خاصة أن اللغات الأجنبية لا تزيد فيها المفردات على ٨٠ أو٩٠ ألف كلمة، خاصة اللغات ذات الأصول اللاتينية مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية.
وتابع:اللغة العربية مهمة جدا، خاصة أن ثراء هذه اللغة كان يتيح للناس العثور علي مرادفات وألفاظ متقابلة مع تقدم العلوم، بالإضافة إليأن اللغة العربية جاءت في فترة من الفترات وأصبحت من شروط الحصول علي إجازة الدرجات العلمية في أوروبا، وكان حينها لا بد للمتقدمللحصول علي الدرجة العلمية أن يتعلم اللغة العربية، خاصة أنه كانت هناك حركة ترجمة كبيرة جداً قبل عصر النهضة للمراجع والمصادرالعربية والتي كانت هي أم العلوم، مثل الخوارزمي في الرياضيات وابن النفيس في الدورة الدموية والطب وغيرها من المراجع الكثيرة جداً.
وأضاف عبداللطيف: إذا قرأنا في تاريخ الأندلس سنجد أننا كما كنا في مصر خاصة خلال القرن ال ١٩ و ٢٠ نعتبر التحدث باللغة الإنجليزية والفرنسية مصدر تباه لمن يعرفها، كان التحدث باللغة العربية في الأندلس وبلاد الغال"فرنسا حالياً"مصدر تباه بأن التحدث بالعربية لغة شعوب متقدمة وبالتالي من كان يفعلها يفتخر بذلك.