نظرا لما يعانيه العالم بشكل عام من الإرهاب والتطرف والفكر الظلامي، وخصوصا في منطقتنا العربية، سوف تقدم «البوابة» في هذه النافذة وعلى مدار شهر رمضان المبارك بشكل يومي، واحدا من هؤلاء المخربين الذين عملوا طوال حياتهم على إرهاب الشعوب وتخريب أوطانهم.
قضت محكمة النقض المصرية، الإثنين ١٤ يونيو ٢٠٢١، بتأييد إعدام ١٢ متهما من بينهم قيادات من تنظيم الإخوان الإرهابي، لتكون أحكاما نهائية واجبة النفاذ ضمن قضية اعتصام رابعة العدوية التي يعود تاريخها إلى عام ٢٠١٣، ومن بين المحكوم عليهم عبدالرحمن عبدالحميد أحمد البر.. واحد من أهم أعضاء مكتب الإرشاد بالجماعة، لقب بمفتي الجماعة، عاقبته محكمة جنايات القاهرة في سبتمبر ٢٠١٧ بالمؤبد، وأيدت عليه محكمة النقض في يونيو ٢٠١٩، وذلك لاتهامه وآخرين قاموا بتدنيس مسجد الفتح وتخريب وتعطيل إقامة الصلاة والقتل العمد والشروع فيه تنفيذا لأغراض إرهابية والتجمهر والبلطجة.
اشتهر "البر" بالتصريحات المثيرة للجدل من على منصة اعتصام جماعة الإخوان برابعة العدوية، وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة في ١٤ أغسطس عام ٢٠١٣، ولد بقرية سنبخت مركز أجا بمحافظة الدقهلية عام ١٩٦٣، التحق بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة وحصل منها على ليسانس أصول الدين قسم التفسير والحديث عام ١٩٨٤.
حصل على ماجستير في الحديث وعلومه من كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام ١٩٨٩، إضافة لحصوله على الدكتوراه في ذات التخصص عام ١٩٩٣، من كلية أصول الدين بالقاهرة.
فى يونيو ٢٠١٥، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على الإرهابي عبدالرحمن البر ومحمود غزلان بمدينة ٦ أكتوبر، بناء على أمر نيابة أمن الدولة بسرعة ضبط وإحضار المتهمين بإثارة الفتن، ونشر الفوضى في الاعتصام المسلح برابعة العدوية، ودعوة الشعب للتظاهر.
لُقب عبد الرحمن البر بخطيب منصة اعتصام رابعة، وطالب في كل كلماته بعودة المعزول محمد مرسي، إضافة إلى أنه أجاز في فتوى شهيرة له لأعضاء الإخوان، بمقاتلة الآخرين إذا أخذوا أموالهم أو قاتلوهم، ودعاهم إلى الجهاد، معتبرًا الإسلام اعتبر انتصاب المسلم للدفاع عن نفسِه ضد كل من يطمع في ماله وعرضه، نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله، وطالبهم بإراقة دماء أي مصري يرفض الانصياع لأوامر أعضاء الجماعة المحظورة ومرشدهم الأعلى، بعدم المشاركة بالنزول إلى الميادين في ثورة ٣٠ يونيو.
أفتى «البر» لأعضاء الإرهابية، إبان ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، بالجهاد وحمل السلاح ضد رجال وأبناء الشرطة والجيش، معتبرًا كل من هو ليس معهم فهو ضدهم، مما يستوجب عليهم القتال ضده حتى ولو كان سلميا، من أجل إثارة الفتن ونشر الفرقة والفوضى والوقيعة بين أبناء الشعب الواحد، ودعا المواطنين للتظاهر، معتبرا أن الفتنة الدائرة في سوريا، بين السنة والشيعة نوع من أنواع الجهاد الوجوبي.
أثارت تصريحات مفتي الجماعة الإرهابية، سيلًا من الاستفزازات، بعد إفتاءه بـ «جواز إفطار معتصمي رابعة والنهضة لأنهم يجاهدون في سبيل الله»، والتي رفضها الأزهر الشريف ودار الإفتاء، وأكدوا أنها تحريض على القتل وسفك دماء المصريين، لنشر الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
وعبد الرحمن البر، شارك في العديد من القضايا الجنائية، ومنها قضية اشتراكه في «قطع طريق قليوب»، والتي قضت فيها محكمة جنايات شبرا الخيمة، غيابيا، بإعدامه وتقدم بطعن أمام محكمة النقض لإلغاء الحكم، وتم قبوله.
وصدر حكم عليه بالسجن المشدد ٥ سنوات، إلى جانب محاكمته في قضايا أخرى لعل أبرزها قضية «فض رابعة، أحداث مسجد الفتح»، بعد إلقاء القبض عليه بصحبة ٥ آخرين، بتهمة تشكيل خلية إرهابية، داخل إحدى الشقق السكنية في مدينة ٦ أكتوبر، وسط اتهامات بارتكاب أعمال عنف والتخطيط لعمليات تخريب في الجامعات، وتم إدراج اسمه على قوائم الإرهاب بقرار محكمة جنايات الجيزة.