تستعد أوكرانيا لشن هجوم ربيعي مضاد لاستعادة الأراضي التي استولى عليها الروس، وتأمل في تكرار نجاح هجماتها المضادة في سبتمبر الماضي.
ولم تخف أوكرانيا خططها لشن هجوم مضاد في الربيع واستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية منذ أن شنت موسكو غزوها في فبراير 2022.
ونفذ الجيش الأوكراني بالفعل هجمات مماثلة في سبتمبر الماضي، مما أدى إلى تراجع القوات الروسية في خاركيف ومقاطعات خيرسون.
وتلقت أوكرانيا العديد من عمليات تسليم المعدات العسكرية التي تم الإعلان عنها على نطاق واسع من داعميها الغربيين في الأيام الماضية، بما في ذلك المركبات المدرعة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا.
يقول المؤرخ والعقيد السابق في مشاة البحرية الفرنسية، الكولونيل ميشيل جويا، إن العتاد العسكري لا يضمن تحقيق نصر كبير.
وأضاف في حواره مع شبكة دويتش فيله الألمانية، أن الأوكرانيون ملزمون بشن هجمات كبيرة، ولا يمكنهم تحمّل تدمير دفاعات العدو مثل الروس، ويجب أن تضمن كييف انتصارات كبيرة في أسرع وقت ممكن، من أجل تحرير أكبر قدر ممكن من الأراضي، مع إلحاق أكبر ضرر ممكن بالقوات الروسية، ولتحقيق ذلك، سيتعين على الجيش الأوكراني اختراق الخطوط الروسية وتعطيل تشكيلتهم.
وأوضح أن الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية المتنقلة التي قدمها الغرب لكييف ستسمح ببناء وحدات قتالية متماسكة وصلبة، والتي يمكن أن تقود الهجوم. لكن الإمدادات الحالية ستسمح فقط للقوات الأوكرانية بتكوين ثلاثة إلى أربعة ألوية على الأكثر، وهو ما لا يكفي لتحقيق نصر حاسم.
وأشار إلى أن كييف ستحتاج إلى ما لا يقل عن عشرة ألوية حتى يكون هجومها فعالًا - كما كان الحال في سبتمبر الماضي. علاوة على ذلك، ربما تكون الخطوط الروسية الآن أقوى مما كانت عليه في ذلك الوقت، مما يعني أن الأوكرانيين سيحتاجون إلى مضاعفة عددهم.
وقال إن هناك نتيجتان محتملتان في حالة وقوع هجوم أوكراني، إما أن تفشل، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى صراع تكون فيه القوات الأوكرانية غير قادرة على اختراق الدفاعات الروسية، أو تنجح، الأمر الذي من شأنه زعزعة التوازن الحالي على الأرض، ولا يمكن لروسيا أن تظل مكتوفة الأيدي إذا تقدمت القوات الأوكرانية في مقاطعتي زابوريزهزهيا أو لوهانسك، خاصة وأن قوات كييف ستقترب من المناطق الحساسة مثل شبه جزيرة القرم وجمهوريات دونباس الانفصالية.
وأضاف أنه لا يمكن للهجوم المضاد الأوكراني إلا أن يؤدي إلى رد قوي من روسيا، وسيتطلب هذا تعبئة جديدة للأفراد العسكريين، مثل تلك التي حدثت في سبتمبر الماضي، عندما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تعبئة جزئية لجنود الاحتياط العسكريين.