احتفلت وزارة الأوقاف، بذكرى انتصار العاشر من رمضان بمسجد سيدنا عمرو بن العاص "رضي الله عنه"، بالقاهرة اليوم الجمعة عقب صلاة التراويح، بحضور كلًا من:
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر نائبًا عن الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، واللواء أحمد شاهين نائب مدير إدارة الشئون المعنوية نائبًا عن القوات المسلحة، والشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والسيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والمهندس محمود الشامي عضو مجلس النواب، والدكتور أيمن محسب عضو مجلس النواب، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني، والدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، وعدد من القيادات الدينية والشعبية.
قدم وزير الأوقاف التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي ولقواتنا المسلحة الباسلة في تلك الذكرى العظيمة، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعل أيام مصر كلها نصرًا وعزًّا، والتهنئة الثانية فهي من صميم الأولى فلولا الأمن والأمان والاستقرار والعزة والنصر ما كان لنا أن نجتمع مثل هذا الاجتماع في أمن وأمان، مهنئًا أهل مصر كلها على هذا التطوير الفريد لمسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، سائلًا الله (عز وجل) أن يجزي الرئيس على عنايته وتوجيهه بعمارة بيوت الله (عز وجل) وأن يجزي كل من ساهم في هذا العمل خير الجزاء.
وأكد أننا في يوم عظيم من أيام الله (عز وجل)، وهي أيام العزة والفخار والنصر، موضحًا أن الحياة كلها قائمة على الامتحان والابتلاء وسنة التدافع، يقول الحق سبحانه: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"، والإيمان ليس بالكلام بل الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، يقول سبحانه: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"، ويقول سبحانه: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"، ويقول سبحانه: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"، وأن للإيمان بالله (عز وجل) أثر في تحقيق النصر، فأول عامل لتحقيق النصر الإيمان بالله والثقة بالله، يقول سبحانه: "وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، ويقول سبحانه: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"، ويقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، ويقول سبحانه: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" على أن نحقق الإيمان الحقيقي، ويقول العلماء من الصعب على الإنسان أن يجاهد عدوًا وعدوه الذي بين جنبيه متحكم فيه، فالإعداد الإيماني يبدأ بحمل النفس على الطاعة وكف النفس عن المعصية، حتى تتأهل لنصر الله "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".
واشار الى أن المؤمن يقدم على الشهادة لأنه يدرك أن الموت هو مجرد انتقال من الحياة الدنيا الفانية إلى الباقية فإما إلى نعيم دائم لا يدانيه أي نعيم وإما إلى عذاب دائم والعياذ بالله، قسمان لا ثالث لهما: "فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ" نسأل الله أن يحشرنا معهم، والشهادة أقرب السبل إلى الجنة، والشهداء أول من تفتح لهم أبواب الجنان، والمؤمن يتمنى الشهادة لأنه يدرك أنه سينتقل إلى نعيم لا يدانيه نعيم، فالإيمان يدفع الإنسان إلى مجابهة العدو والدفاع عن المال والأرض والعرض والوطن والنفس، مؤثرًا الباقية عن الفانية.
وأكمل حديثه : أما الأمر الثاني فحسن الإعداد والتخطيط والتسليح والأخذ بالأسباب من منطلق قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة" من قوة علمية وقوة اقتصادية وقوة عسكرية وقوة استراتيجية فالإيمان بالله لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب بل يستوجب الأخذ بالأسباب وبهذين العاملين بالتسلح بالإيمان بالله وبالأخذ بأقصى الأسباب المتاحة حينئذ تسلحت قواتنا المسلحة الباسلة في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر بسلاح الإيمان وسلاح الإعداد بأقصى المتاح، إعداد الرجال، إعداد الأسلحة، الإعداد الكامل تخطيطًا وعملًا فكان فضل الله (عز وجل) وكان تأييده لقواتنا المسلحة الباسلة، والتي عبرت القناة والسدود التي قيل أنها لا تُعبر.
واستطرد قائلا : ها هي قواتنا المسلحة الباسلة الأبناء والأحفاد يواصلون مسيرة الآباء والأجداد في مواجهة التحديات المعاصرة، وتحديات الدول لا تنتهي وإنما تتنوع، من تحد إلى تحد آخر ها هي في شجاعة باسلة تواجه جماعات الإرهاب والشر من جهة ثم تعبر بنا إلى البناء والتعمير من جهة أخرى بالعبارة الراسخة في وجدان الشعب المصري (يد تحمي وتحرس .. وأخرى تبني وتعمر)، فكل التحية والتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة في احتفالاتها واحتفالاتنا واحتفالات الشعب المصري بهذه الذكرى الطيبة انتصارات العاشر من أكتوبر نستمد من روح الآباء والأجداد روحًا عظيمة في العمل والعطاء والفداء لهذا الوطن، فالوطن يحتاج منا جميعًا العمل، يحتاج من الطبيب الإخلاص في طبه، ومن المهندس الإخلاص في هندسته، ومن المعلم الإخلاص في تعليمه، ومنا جميعًا حتى من العامل والحرفي فالوطن لكل أبنائه وهو بهم جميعًا
جاء ذلك في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف في إذكاء الروح الإيمانية والوطنية، ونشر الوعي الديني والمجتمعي.