الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

مخربون.. أبو بكر البغدادي.. وتأسيس التنظيم الأكثر توحشًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظرًا لما يُعانيه العالم بشكل عام من الإرهاب والتطرف والفكر الظلامي، وخصوصا في  منطقتنا العربية، سوف تقدم «البوابة» في هذه النافذة وعلى مدار شهر رمضان المبارك بشكل يومي، واحدًا من هؤلاء المخربين الذين عملوا طوال حياتهم على إرهاب الشعوب وتخريب أوطانهم.

قُتل الزعيم الأول لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة شنها الجيش الأمريكي مساء السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠١٩ في قرية باريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

"أبو بكر البغدادي" والذي كانت القاعدة تعتبره بمثابة وريث "بن لادن" في العراق، لما حققه من إنجازات للتنظيم منذ توليه قاعدة العراق، ولكن بعد أن اتخذ العديد من القرارات الأحادية الجانب، منها تدخله في أراضي الجماعات في سوريا، الأمر الذي تسبب في انقسامات بين جبهة النصرة وبين تنظيم القاعدة الأم.

كما تبنى العديد من العمليات الإرهابية التي خرجت عن مسارها عن تنظيم القاعدة، الأمر الذي جعل الأخيرة تعلن في مطلع العام  ٢٠١٤ فصل أبي بكر البغدادي عنها باعتباره "منشقا" عن القاعدة، وكان يعد  "الرجل الزئبقي" في العراق وسوريا، وذلك بسبب صعوبة التعرف على مكان محدد له،  وكان واحدا من أكثر عشرة إرهابيين خطورة في العالم، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة  تعرض مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء المعلومات التي تؤدي إلى القبض عليه حيا أو ميتا. هو أبو دعاء بن إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني السامرائي، والمعروف دوليا باسم (أبوبكر البغدادي)، قائد تنظيم القاعدة في العراق والملقب بأمير دولة العراق الإسلامية، ليس معروفا له تاريخ ميلاد محدد ولكن الاستخبارات الأمريكية حددت أنه ولد عام ١٩٧١،  ولد في مدينة سامراء شمالي بغداد، وينحدر من عشائر الأشراف البدريين – والمسماة بـ"البوبدري" – الرضوية الحسينية الهاشمية القرشية النزارية العدنانية، عمل كأستاذ ومدرس تربوي سابق، تخرج من جامعة بغداد حيث حصل على شهادة الدكتوراه منها في الشريعة الإسلامية، ثم عمل بعد  تخرجه بالدعوة، كما درس في علوم التاريخ والأنساب.

من التدريس إلى الجهاد

بدأ البغدادي عمله الإرهابي مع عدد من رفاق دربه، وقاموا بإنشاء جماعة "جيش أهل السنة والجماعة" التي نشطت بالأخص في محافظات ديالى وسامراء وبغداد، حيث تولى البغدادي الهيئة الشرعية بالجماعة، وعمل كأمير القسم الشرعي لهم، وبعد أسبوع من تأسيس الجماعة قامت بمبايعة مجلس شورى المجاهدين والانضمام له، وعمل خلال تلك الفترة مع أبي مصعب الزرقاوي، والذي يعد واحدا من أشهر الإرهابيين في العراق، ومنه انتقل البغدادي إلى الهيئات الشرعية في المجلس كعضو في مجلس الشورى.

وساعد نفوذ وشهرة البغدادي بين قبيلته وتوسع علاقاته وتأثيره الواضح على أفراد عشيرته في ديالى وسامراء، إلى أن يتخذ خطوات واسعة في الجماعة، وكان له دور بارز ومؤثر في انضمام جزء من عشائر سامراء لمبايعة البغدادي الأولى، حتى أعلنوا وبكامل إرادتهم ويقينهم التام بيعتهم لدولة العراق الإسلامية منذ إعلان قيامها وإعلانها رسميا في ٢٠٠٦،  والتي عرفت فيما بعد بـ"داعش"، بعدها تسلم أبو دعاء مهمة المشرف العام على الهيئات الشرعية للولايات وعضويتها في مجلس شورى داعش.

وتولى البغدادي قيادة فرع القاعدة في العراق في أعقاب مقتل أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، واللذين يعدان من كبار قادة التنظيم، خلال تنفيذ عملية أمريكية – عراقية مشتركة في أبريل عام ٢٠١٠، بالقرب من تكريت، قام بعمل توسعات داخل التنظيم لضم متطوعين جدد إلى جماعته، وتزامنت قيادة البغدادي للقاعدة في العراق مع العام والنصف عام الأخيرين للوجود العسكري الأمريكي في العراق، وخلف الانسحاب الأمريكي في ديسمبر ٢٠١١ فراغا أمنيا عارضا استطاع البغدادي استثماره.

واستطاع البغدادي توسيع أنشطة قاعدة العراق بعد توليه فرع التنظيم، فقام المقاتلون بالسيطرة على مدينة الرقة في ١٥ مارس ٢٠١٣، والتي تمثل صورة من حلم البغدادي في بناء دولة، حيث أقام فيها محاكم وسيطر على توزيع المساعدات الإنسانية، كما تحكم بآبار النفط، ومصافيه.

ظل أبو بكر البغدادي لفترة طويلة، وبالتحديد حتى نهاية ٢٠١٣، المسئول عن كل النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق، حيث أدار مجموعة كبيرة من العمليات الإرهابية، في  عام ٢٠١٣ أعلن البغدادي ببدء حملة "كسر الجدران"، حيث داهم واقتحم فيها أكثر من  ثمانية سجون، منها سجن بغداد المركزي (أبو غريب سابقا)، واستطاع أن يهرب مئات من معتقلي القاعدة لإرسالهم مجددا إلى سوريا، العمليات التي عززت كثيرا من صفوف الجماعة وزادتها هيبة بين المتعاطفين مع الإرهابيين.

كان لدى البغدادي طموح جامح خاصة فيما يتعلق بمفهوم دولة الخلافة الإسلامية، الأمر الذي دفعه أن يضيف كلمة "والشام" إلى نهاية اسم جماعته " دولة العراق الإسلامية"  لتصبح "دولة العراق الإسلامية والشام"، غير أن تدخله في أراضي الجماعات السورية الأخرى تسبب في انقسامات بين صفوف المتشددين، الأمر الذي دفع بالظواهري زعيم تنظيم القاعدة حينها إعلان عدم صلة القاعدة بداعش، خاصة بعدما حاول دون جدوى إنهاء الاقتتال الداخلي الذي اندلع بين مقاتلي داعش والجماعات السورية، والذي تحول إلى حرب مفتوحة ونتج عنه مقتل أكثر من ١٧٠٠ شخص في الاشتباكات بين داعش والجماعات السورية الأخرى.