كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية عن أبرز الظواهر الفلكية لشهر أبريل المقبل وفي مقدمتها حدوث كسوف كلي للشمس لن يرى في مصر، وسبع إقترانات للكواكب والنجوم، وظهور القمر "الوردي"، وشهب "القيثارة".
وقال الدكتور أشرف تادرس - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم- إن أولى تلك الظواهر تبدأ باكتمال بدر شهر رمضان يوم 6 أبريل، حيث يظهر قرص القمر بدرا كامل الاستدارة يشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويبلغ لمعانه 100 % ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
وأضاف أن القمر سيبدو لنا كما لو كان بدرا في الفترة من 4 الى 7 أبريل، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع إدراك النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة في هذه الفترة.
وأوضح أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم القمر "الزهري أو الوردي" أو قمر "العشب" دلالة على أجواء الربيع ونمو الأزهار والعشب في هذا الوقت من العام، مؤكدا أن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت في الشهر لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وأشار إلى انه في 9 أبريل المقبل سيقترن القمر مع النجم أنتاريس Antares أو قلب العقرب وهو نجم عملاق أحمر يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض، وهو ألمع نجم في برج العقرب، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة باتجاه الجنوب الشرقي في الـ 10:30 مساء حتى بزوغ فجر اليوم التالي.
ولفت الى أنه في 11 أبريل سيقترن كوكب الزهرة مع الحشد النجمي بلايدس Pleiades (الثريا أو الأخوات السبعة)، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاوران في السماء باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة حتى غروب هذا المشهد في الـ 9:15 مساء.
وأوضح أن الحشد النجمي (الثريا) هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والتي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة كعنقود بجوار نجم الدبران في برج الثور.
وقال إنه في يوم 11 أبريل كذلك سيصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة شرقية له تبلغ 19.5 درجة من الشمس، وهذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له في السماء فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة إلى أن يغرب في الـ 7:45 مساء تقريبا في ذلك اليوم.
ونوه عن اقتران القمر يوم 16 أبريل مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في الـ 3:30 صباحا باتجاه الشرق قبل شروق الشمس مباشرة في ذلك اليوم إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي.
وأوضح أنه في 20 أبريل سيظهر القمر الجديد (محاق شهر شوال)، ولن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيء مواجها للشمس ووجه المظلم أو ظله مواجها للأرض.
وأكد أن هذه الليلة تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال الشهر عموما والتي يفضلها الفلكيون كثيرا حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
وكشف عن حدوث يوم 20 أبريل كسوف كلي للشمس لا يرى في مصر، ويسمى هذا الكسوف بالكسوف الشمسي الهجين لأن القمر سيكون قريبا من الأرض فيحجب قرص الشمس تماما علما بأن هذا الكسوف سيظهر كليا في بعض أجزاء من العالم، كما سيظهر حلقيا في أجزاء أخرى.
واوضح أن مسار الكسوف سيبدأ في جنوب المحيط الهندي ويتحرك عبر أجزاء في غرب أستراليا وجنوب إندونيسيا، أما الكسوف الجزئي فسيكون مرئيا في معظم أنحاء إندونيسيا وأستراليا.
وأشار إلى اقتران القمر يوم 22 أبريل مع الحشد النجمي بلايدس Pleiades - الثريا أو الأخوات السبعة - حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاوران في السماء باتجاة الغرب بعد غروب الشمس مباشرة حتى بداية غروب المشهد في الـ 8:30 مساء.
وأوضح انه في 23 أبريل ستضىء زخة شهب "القيثارة" السماء، وتحدث هذه الظاهرة سنويا فيما بين يوم 16 إلى 25 أبريل، وتبلغ ذروتها في 22-23 أبريل وترى هذه الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة (القيثارة) وهو سبب تسميتها.
وأضاف أن شهب القيثارة تنتج من مخلفات مذنب تاتشر الذي تم اكتشافه عام 1861، ويصل عدد الشهب فيها الى حوالي 20 شهابا في الساعة ويمكن رؤيتها بالعين المجردة بشرط ظلمة السماء وخلوها من السحب مؤكدا ان أفضل مشاهدة تكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن إضاءة المدينة بعد منتصف الليل.
ولفت إلى اقتران القمر يوم 23 أبريل مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) حيث نراهما بالعين المجردة متجاورين في السماء في ذلك اليوم باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة حتى بداية غروب المشهد في الـ 9:40 مساء تقريبا.
وأوضح أنه يلاحظ الإرتفاع التدريجي لكوكب الزهرة في السماء فوق الأفق الغربي يوما بعد يوم خلال شهر أبريل بعد غروب الشمس مباشرة.
وأشار إلى اقتران القمر يوم 25 أبريل مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر)، ويمكن مشاهدة هذا الإقتران بالعين المجردة بعد غروب الشمس مباشرة وعند دخول الليل في ذلك اليوم، حيث نراهما متجاورين في السماء إلى أن يبدأ في الغروب في الـساعة 11:30 مساء تقريبا.
ونوه عن اقتران القمر يوم 26 أبريل مع النجم بولوكس Pollux - وهو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية،و يكون هذا الاقتران في برج الجوزاء/ التوأمان، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة وعند دخول الليل إلى أن يبدأ في الغروب بعد منتصف الليل تقريبا.
وأكد الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك أن جميع الظواهر والأحداث الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس، حيث إن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا، أما باقي الظواهر الفلكية فتحدث ليلا أثناء غياب الشمس ومشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة والمهتمين لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
