تتولّى روسيا الرئاسة الدوريّة لمجلس الأمن الدولي، اعتبارًا من غدًا السبت 1 أبريل ولمدّة شهر، وسط انتقادات لا سيما من جانب الولايات المتحدة المساندة لأوكرانيا التي وصفت الأمر بأنه "مزحة سيئة"، و يرأس وزير الخارجيّة الروسي سيرجي لافروف، الشهر المقبل، اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، وذلك خلال تولّي روسيا الرئاسة الدوريّة لهذه الهيئة التنفيذيّة للأمم المتحدة.
وبحسب تقرير عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، قالت الناطقة باسم الخارجيّة الروسيّة ماريا زاخاروفا إنّ "حدثًا رئيسيًا آخر للرئاسة الروسيّة سيكون مناقشة علنيّة على مستوى عالٍ لمجلس الأمن حول تعدّدية فعّالة عبر الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، موضحة أنّ "هذا الاجتماع سيكون برئاسة وزير الخارجيّة الروسي سيرجي لافروف"، كما يرأس لافروف أيضًا جلسة مناقشات حول الشرق الأوسط في 25 أبريل.
وكانت أوكرانيا وصفت الرئاسة الروسيّة لمجلس الأمن بأنها "مزحة سيّئة"، وكتب وزير الخارجيّة الأوكراني دميترو كوليبا :" روسيا اغتصبت مقعدها وتشنّ حربًا استعماريّة ورئيسها مجرم حرب مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة خطف أطفال"، في حين انتقدت الولايات المتحدة خطوة روسيا والمقعد الذي تشغله في مجلس الأمن، وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض إنّ "دولة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بصفاقة وتغزو جارتها لا مكان لها في مجلس الأمن".
وبحسب التقرير على «القاهرة الإخبارية»، أوضحت الناطقه باسم البيت الأبيض "للأسف روسيا عضو دائم في مجلس الأمن ولا يوجد مسار قانوني دولي عملي لتغيير هذا الواقع"، واصفةً منصب رئاسة مجلس الأمن بأنّه "فخريّ إلى حدّ بعيد".
واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد أن روسيا "يجب ألا تكون" عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، وقالت في مقابلة حصرية مع "فرانس برس" من كوستاريكا حيث تشارك في قمة الديموقراطية إن "روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، يجب ألا تكون كذلك بسبب ما فعلته في أوكرانيا لكن ميثاق (الأمم المتحدة) لا يسمح بتعديل وضعها كعضو دائم".
ومع ذلك، أكدت السفيرة الأمريكية أنها تتوقع من روسيا أن تتصرف "بطريقة مهنية" حين تتولى الرئاسة رغم تشكيكها في ذلك. وقالت: "نتوقع أيضًا أن تسعى إلى فرص للدفع قدمًا بحملتها للتضليل الإعلامي ضد أوكرانيا والولايات المتحدة وكل حلفائنا"، وتابعت: "في كل فرصة، نعبر عن قلقنا بشأن تصرفات روسيا"، مكررة تنديد واشنطن بـ"جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان ترتكبها" في أوكرانيا.
وشددت توماس-جرينفيلد على أن الولايات المتحدة ستدين تصرفات روسيا وستطلع العالم بأسره على "ما تقوم به روسيا وعواقب أفعالها ضد أوكرانيا"، وتقول روسيا إنّها تواجه في الأمم المتحدة "الغرب الجماعيّ" الذي أقصاها من الأسرة الدوليّة منذ شنّ هجومها العسكري على أوكرانيا في فبراير 2022، وتعود آخر زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الأمم المتحدة في نيويورك إلى سبتمبر خلال حضوره الجمعيّة العامّة.