تعيش كرة القدم المغربية، فترة من أزهى فتراتها في الآونة الأخيرة، امتدادًا للعام الماضي 2022، وذلك بالرغم من خروج منتخب المغرب المبكر من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021 بالكاميرون، بأقدام نجوم الفراعنة محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه في ربع نهائي الكان.
ولكن عوضت أندية المغرب إخفاق المنتخب في بطولة أمم أفريقيا التي أقيمت مطلع العام الجاري، وذلك بتتويج نهضة بركان ببطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية، على حساب أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، بعد الفوز عليه بركلات الترجيح بنتيجة 5-3 بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي قبل يتعادل الفريقين في الشوطين الإضافيين بهدف لمثله، لينجح فريق أسياد الشرق يوم 20 مايو في حصد لقب هذه البطولة للمرة الثانية في تاريخه بعدما تغلب على بيراميدز في نسخة 2020 بهدف للا شيء.
سيطرة مغربية على بطولات الأندية
وبعدها بعشرة أيام، حقق فريق الوداد البيضاوي لقبه الثالث من بطولة دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي بنتيجة 2-0، خلال المباراة النهائية التي أقيمت بينهما على ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في اللقاء الذي شهد تألق لاعب وداد الأمة زهير المترجي الذي أحرز هدفي نهائي الأميرة السمراء.
وبذلك، يواجه الوداد بطل دوري أبطال أفريقيا، نهضة بركان بطل كأس الكونفيدرالية، في كأس السوبر الأفريقي، لتكون أول نسخة من هذه البطولة تجمع بين فريقين مغربيين، ليفوز الأخير باللقب على مواطنه بثنائية دون رد، في المباراة التي جمعتهما بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط.
أسود الأطلس تزأر في المونديال
وواصلت الكرة المغربية النجاحات خلال عام 2022، حيث توج منتخب المغرب بلقب بطولة كأس العرب للصالات، بعد فوزه على شقيقه العراقي بنتيجة 3-0، في المباراة النهائية التي أقيمت بصالة الخضراء بمدينة الدمام في السعودية، ليحافظ أسود الأطلس على لقبهم العربي.
فيما كان الإنجاز الأكبر بالنسبة لكرة القدم المغربية، هو تحقيق إعجاز تاريخي في بطولة كأس العالم قطر 2022 التي بدأت منافساتها يوم 20 نوفمبر واستمرت حتى 18 ديسمبر الماضي.
وعاد المنتخب المغربي من بعيد بعد ظهوره بصورة غير جيدة في مونديال روسيا 2018، بالرغم من تقديمه أداء جيد إلا أنه حقق نتائج سيئة، حيث تذيل مجموعته الثانية برصيد نقطة وحيدة جمعها من تعادل بهدفين لمثلهما مع الماتادور الإسباني، وخسر من إيران والبرتغال بهدف للا شئ في كلتا المباراتين، ليودع منافسات المونديال الروسي من دور المجموعات، ومن ثم تأهل للنسخة الثانية والعشرين من البطولة العالمية ليسجل المشاركة السادسة في تاريخه، بعد فوزه على منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك من خلال تحقيق التعادل 1–1 في المباراة الأولى بالكونغو، وتحقيق الانتصار بنتيجة 4–1 في المباراة الثانية بالدار البيضاء.
المنتخب المغربي نال احترام جميع المنتخبات والعالم في المونديال القطري، بعد تصدره للمجموعة السادسة وفي رصيده 7 نقاط، بعد تعادل سلبي مع كرواتيا، وإلحاق الهزيمة بمنتخب بلجيكا بهدفين دون رد، والتغلب على كندا بهدفين مقابل هدف، ليتأهل لدور الـ16 ليصطدم بالمنتخب الإسباني، وتمكن بعدها من الفوز بركلات الترجيح، ليعبر إلى دور ربع النهائي في إنجاز تاريخي ليقصي البرتغال بهدف للا شئ، ليتأهل لنصف النهائي ليصبح أول منتخب عربي وأفريقي يصل لهذا الدور، وواجه حينها فرنسا بطل مونديال 2018، إذ أنه لم يستطع بلوغ المباراة النهائية، ليخوض مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام كرواتيا ويخسر بهدفين مقابل هدف، ويحصل على المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2022، لينهي مشواره مرفوع الرأس حيث أنه لم يتذوق طعم الهزيمة طوال البطولة إلا في مباراتي قبل النهائي ومباراة تحديد صاحب الميدالية البرونزية.
وتتويجًا لهذا الظهور المشرف والتاريخي، قفز منتخب أسود الأطلس قفزة هائلة بعد إنجاز المونديال، حيث تقدم بشكل كبير في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي صدر بعد نهاية الحدث العالمي، ليتقدم 11 مركزًا في التصنيف العالمي، إذ تواجد في المركز الـ11 عالميًا كأحد أضلاع المربع الذهبي في النسخة الاستثنائية من كأس العالم.
الكرة المغربية تواصل إنجاز العام الماضي
ومازالت كرة القدم المغربية، تواصل نجاحاتها بعد إنجاز مونديال قطر 2022، حيث خاض المنتخب المغربي أول مباراة له بعد الحدث العالمي منذ أيام قليلة، بمواجهة ودية أمام البرازيل، وحقق انتصارًا تاريخيًا على نجوم السامبا، بهدفين مقابل هدف، على ملعب ابن بطوطة في طنجة وأمام 65 ألف متفرج في مباراة ضمن مواجهات الأجندة الدولية.
وسجل سفيان بوفال (29) وعبد الحميد الصابيري (79) هدفي المغرب، وكاسيميرو (67) هدف البرازيل، ليسجل المنتخب المغربي الفوز الأول له على البرازيل في ثلاث مواجهات جمعت بينهما حتى الآن، بعدما خسر أمامه مرتين، الأولى كانت عندما انهزم المغرب أمام السيليساو في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 198، والثانية كانت مباراة ودية في عام 1997، والثالثة بعدها بعام واحد في دور المجموعات في مونديال فرنسا 1998.
وقدم أسود الأطلس مباراة رائعة، وكانوا ندًا أمام نجوم السيليساو، خاصة جناحا ريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور ورودريجو، وتمكنوا من تحقيق فوز مستحق على المصنف أول عالميًا، ليعتبر هو الأول لمنتخب عربي على البرازيل، كما بات منتخب المغرب ثاني منتخب أفريقي ينجح في التغلب على نظيره البرازيلي بعد الكاميرون، الذي فاز بهدف للا شئ في الجولة الأخيرة من دور المجموعات من المونديال القطري.
كما أصبح سفيان بوفال أول لاعب مغربي يسجل في مرمى المنتخب البرازيلي، حيث لم يسبق للمغرب أن سجل أي هدف في شباك راقصي السامبا في 3 مباريات سابقة، حيث انتهت المواجهات كلها بتفوق البرازيل.