أحمد عرابي (1850-1911)، كان ضابطًا في الجيش المصري وزعيمًا للحركة الوطنية المصرية في القرن التاسع عشر. قاد حملة ضد الاحتلال البريطاني في مصر في عام 1882، ولكنه هزم في المعركة وتم نفيه إلى جزيرة سيلان (سيرلانكا) حيث بقي في المنفى لمدة 20 عامًا. عاد إلى مصر بعد صدور قرار العفو عنه في عام 1901 وعاش فيها حتى وفاته في عام 1911. يعتبر عرابي واحدًا من الشخصيات الوطنية الهامة في تاريخ مصر الحديث.
عرابي كان يدافع عن حقوق الضباط المصريين ورفض التبعية للإمبريالية البريطانية وسعى لتحرير مصر منها. وقد قام بتأسيس جمعية العلماء المسلمين وكان يلقب بـ "العرابي الأكبر" نسبة لدوره البارز في الحركة الوطنية. وبعد عودته من المنفى، شارك في الحياة السياسية وعمل على تحقيق الإصلاحات الاجتماعية والسياسية في مصر. ويعتبر عرابي واحدًا من الشخصيات التي ساهمت في تشكيل الهوية الوطنية المصرية وتحرير البلاد من الاستعمار البريطاني في النهاية.
ويصادف اليوم الذكرى الـ182 لميلاد الزعيم الشرقاوي أحمد عرابي، الذي ولد في 31 مارس 1841 وتوفي في 21 سبتمبر 1911، وكان قائد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق وتم تعيينه كناظر للجهادية (وزارة الدفاع حاليًا)، وهو أول مصري من أصول ريفية يتولى هذا المنصب، وحصل على رتبة أميرالاي في الجيش المصري “عميد حاليًا”.
وكان عرابي يحفظ القرآن الكريم ويتعلم العلوم الدينية في كتاب القرية. توفي والده وهو في الثامنة من عمره، وتولى تربيته ورعايته أخوه الأكبر. انضم إلى الخدمة العسكرية عام 1854 وكان محل تقدير الولي العزيز محمد سعيد باشا لمقدرته وذكائه، وكان يعجبه كثيراً. وعندما تولى ابنه الأكبر محمد توفيق الحكم في 1879، كانت الديون الأجنبية تشكل مشكلة بالنسبة لمصر، مما جعل الإنجليز والفرنسيين يتدخلون في شؤون البلاد الداخلية والخارجية.
بدأ عرابي يدعو إلى الوطنية وإصلاح حال البلاد والشعب، ورفع يده عن المواطنين المظلومين. وقدم شكوى من سوء المعاملة التي يتعرض لها الضباط المصريون وحرمانهم من الرتب الكبيرة في الجيش.
في يناير 1881، قدم أحمد عرابي واثنان من زملائه الضباط عريضة إلى ناظر النظار، تطالب بتشكيل مجلس نواب ورفع الأجحاف عن الضباط المصريين وعزل ناظر الجهادية الذي كان يتعصب للأتراك والشراكسة. وقد ألقت الحكومة القبض عليهم وأودعتهم السجن.
في 5 فبراير 1882، تم تعيين أحمد عرابي وزيرًا للحرب في حكومة محمود سامي البارودي باشا، وأصبح زعيمًا. وفي 10 يونيو 1882، قام الإنجليز بقصف الإسكندرية بالمدافع من الأسطول، وهرب الجنود والأهالي إلى كفر الدوار وتحصنوا فيها، وهرب الخديوي إلى الإسكندرية ليطلب الحماية الإنجليزية.
تحصن العرابيون في التل الكبير لصد الإنجليز عند قناة السويس، لكن الخيانة لعبت دورها في الجيش المصري وخسر عرابي. دخل الإنجليز القاهرة واحتلوا البلاد وألقوا القبض على عرابي وقادته، وحكموا عليهم بالإعدام أمام محكمة عسكرية، وتم تغيير الحكم إلى النفي المؤبد خارج البلاد في 3 ديسمبر 1882.