السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

الشيخ طه الإسكندراني في حواره لـ"البوابة نيوز": المنشد يصل للمستمع أسرع من الداعية.. والمبتهل يجب أن يكون صوفيا ومثقفا

"فى مدح الحبيب"

الشيخ طه الاسكندرانى
الشيخ طه الاسكندرانى فى حواره للبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ولد الشيخ طه الإسكندراني، نجل شيخ المبتهلين إبراهيم الإسكندراني أحد عمالقة الابتهال في مصر والوطن العربي، في حي السيدة زينب، وعلى أصوات الأذان والتواشيح الدينية والإنشاد والابتهالات تربى في بيئة مليئة بالروحانيات والمدائح النبوية، كما تخرج في معهد الموسيقى العربية، وتعلم المهنة من والده، حتى أصبح الآن مدرس مقامات وتخرج على يديه الكثير من المنشدين والمداحين والمبتهلين.

 «البوابة» تحاور الشيخ طه الإسكندراني في العديد من المحاور التي تخص الإنشاد الديني والابتهالات والمديح.

■ حدثنا عن الإنشاد الديني وكيف تطور حتى الوقت الحالي؟

- مصر تميزت بفن الإنشاد الديني، والناس أخذته من حبهم لآل البيت، وعندما جاء آل البيت إلى مصر وأصبحوا من سكان المحروسة، علموا أهل البلاد محبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلموهم فقه الدين والحديث ونقلوا إلينا ما تعلموه من النبي، وعلى هذا تم إنشاء الأزهر الشريف.

وأصبحت الابتهالات تقال في محبة أعظم إنسان في الوجود، والذي يستحق أجمل الأشعار والقصائد في حبه ومن أهمها بالطبع بوردة البوصيري، وقصائد حسان بن ثابت، الذي كان يقولها في مدح سيدنا النبي علي أيامه، وكان الرسول يستمع إليها.

ومع ظهور الأذان، وعندما كان سيدنا بلال يؤذن بصوته العذب، بدأ الناس في تقليد طريقته في الأذان، وبدأ بعدها ظهور فكرة استخدام الصوت البشري دون أي آلات موسيقية، وظهور فن الإنشاد في مدح سيدنا النبي وآل البيت والصحابة.

■ كيف كان وضعه في العصر الحديث بمصر؟

- ظهر في مصر مشايخنا الكبار العمالقة، أمثال محمد رفعت، وعلي محمود، وطه الفشني، ومصطفى إسماعيل وعبدالفتاح الشعشاعي، وكل هؤلاء تعلموا ممن سبقوهم، وبكل تأكيد كان يوجد جيل عمالقة آخرون لم نعرف عنهم، لأن الذي وصل إلينا من تسجيلات نادرة كان بعد ظهور الإذاعة، وما تم توثيقه هو الذي وصل إلينا.

وبدأ فن التلاوة والإنشاد مع وجود الكتاتيب في كل ربوع مصر، وكان شيوخ الكتاتيب يكتشفون الأصوات المتميزة ويقدمونهم للمستمعين وللجمهور.

وكان سيدنا الشيخ محمد رفعت يستمع للموسيقى الغربية، حتى يأخذ خيالا أو جملة ويستخدمها في مكانها أثناء تلاوته، وكان يشحن وجدانه من الخيالات الموجودة في الموسيقى الغربية، لكي يوظفها أثناء تلاوته للقرآن الكريم، لأنها تعطي جمالا لقراءة الآية.

أما الشيخ نصر الدين طوبار، فلم يأخذ كلماته من الشعر الصوفي القديم، لكنه لجأ إلى الشاعر إقبال الباكستاني، وله دواوين كثيرة، وكان يوجد في الأزهر الشيخ الصاوي الذي يدرس اللغة الباكستانية، وترجم كلمات الشاعر الباكستاني إقبال واختار منها الشيخ نصر الدين طوبار بعض الدواوين وابتهل بها.

ورغم ظهور الشيخ طوبار وسط العمالقة، إلا أنه اشتهر لأنه اختار كلمات مميزة وجديدة ولم يقترب منها أحد، ونجح وأخذ صيتا، وأصبح من أهم المبتهلين في مصر وصنع لنفسه مدرسة في الأداء ولم يقلد أحدا.

وما الرسالة التي يحملها فن الإنشاد والابتهال؟

الإنشاد فيه إرشاد، والإرشاد لابد أن يكون من خلال الكلمة التي ينشدها المنشد، والكلمة تحمل رسالة لكي تصل للمتلقي للاستفادة منها، وفي الغالب يصل الإنشاد للمستمع بطريقة أسرع من الداعية الذي يخطب على المنبر، لأنه يقدم بصورة جميلة وصوت حسن ويتم تقديمه للإنسان على طبق من فضة.

■ وما علاقة ذلك الفن بالتصوف.. وشروط النجاح فيه؟

التصوف هو الحب الحقيقي لسيدنا النبي وآل البيت، ومن خلال الحضرة والذكر نتعلم حب آل البيت وكيفية الصلاة على سيدنا النبي، ومجالس الذكر كلها لحظات مع الله ومع سيدنا النبي ولحظات روحانية، تخرج منها لتشعر براحة نفسية وروحية، ونتعلم من مجالس الذكر كيف تعمل في خشوع وسكينة وحب وصدق مع النفس ومع النبي.

والمنشد الناجح لابد أن يرتبط ارتباطًا كاملًا بالتصوف وبآل البيت وصادق في حبه لما ينشده من مديح لسيدنا النبي، ولابد أن يكون المنشد صادقا وفاهما لمعني الكلمات التي يؤديها من خلال الفن الذي يقدمه، ولذلك علاقة المنشد بالتصوف شيء واحد لا يتجزأ.

كما يجب أن يكون مثقفا موسيقيا، وصاحب صوت متميز وجيد، وذو مساحة عريضة للوصول لكل المقامات، ولابد أن يكون المنشد مستمعا جيدا لكل المشايخ العظماء، ومطلع على كل الأعمال الفنية الدينية، مثل التواشيح، والابتهالات، والإنشاد، والقصائد.

■ كيف أصبح الشيخ ياسين التهامي من رموز الإنشاد في مصر والعالم؟ 

- الشيخ ياسين التهامي حالة، وهو قدوتنا جميعا، ودائما أنصح المنشدين بما يفعله لأنه حافظ جيد لكل القصائد، كما يمتلك اتقانا جيدا للقصائد بالفهم والحب، وهو متربع على عرش الإنشاد الديني في زمننا هذا.

وما قدمه التهامي لم يقدمه أحد، لأنه اختار مدرسة وطريق مختلف عن باقي المنشدين، وكما فعل الشيخ نصر الدين طوبار، عندما أتى بكلمات وأشعار للشاعر إقبال، أيضا الشيخ ياسين اختار أشعار وقصائد ابن الفارض وابن العربي، وكلها قصائد صعبة للغاية وأشعار في حب الذات الإلهية، كما تميز بها بشكل كبير، وهو متقن جدا في عمله منذ بدايته حتى الآن، وأدعو الله أن يعطيه الصحة والعافية.

■ وماذا عن الشيخ عبدالعظيم العطواني؟

- الشيخ العطواني أعظم من قدم قصيدة البردة، ولما أنشدها، أنشدها العالم من خلفه، وهو صاحب السبق الأول في إنشاد البردة، رغم أنها باللغة العربية القديمة الصعبة، ولكنه تميز بها واشتهر بها عالميا. وعندما أنشدها أمام شيخه في "الكُتاب" في قرية عطوان، اشتهر بها حتى ذاع صيته في كل بلاد العالم، وأشاد به الكثير، ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قال إن الإمام البوصيري كتب البردة من أجل أن تنشدها أنت.

336600395_975775140087242_8234526184977084462_n
336600395_975775140087242_8234526184977084462_n
336380536_800530114955767_4235113260524701013_n
336380536_800530114955767_4235113260524701013_n