أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه النية للتوصل لتسوية سلمية للحرب المشتعلة حاليا في أوكرانيا بين القوات الروسية والأوكرانية والتي تدور رحاها في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأضاف المقال، الذي كتبته الصحفية راشيل بانيت، أن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن أعلن أمس الثلاثاء عن شكوك واشنطن بشأن مبادرة السلام التي أعلنتها الصين الشهر الماضي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، حيث إنها قد تكون مجرد حيلة لتثبيت الموقف الحالي في ساحة القتال مما يتيح الفرصة للجانب الروسي لتعزيز قبضته على الأراضي التي تقع تحت سيطرته في الوقت الحالي.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكية، كما يشير المقال، أن تلك المبادرة من جانب الصين قد لا تعدو كونها مناورة من أجل كسب الوقت لصالح القوات الروسية لتعزيز صفوفها والاستعداد لشن هجمات جديدة على القوات الأوكرانية.
وتستطرد الكاتبة أنه بعد أن دخلت حرب أوكرانيا عامها الثاني في الرابع والعشرين من فبراير الماضي فقد بات من الواضح أنه ليس هناك بارقة أمل تلوح في الأفق تدل على رغبة الرئيس الروسي لوضع نهاية لتلك الحرب.
ويتناول المقال الموقف الراهن في ساحة القتال في أوكرانيا حيث يشير إلى تقديرات خبراء معهد دراسات الحرب الأمريكي أن القوات الروسية تسيطر الآن على حوالي 65 بالمائة من مساحة مدينة باخموت الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي شهدت واحدة من أعنف المعارك في الصراع الحالي بين الطرفين، حيث يؤكدون أن القوات الروسية تحقق انتصارات ملحوظة حول مدينة باخموت منذ عدة أشهر حيث تسعى إلى تطويق مدينة افديفكا في إقليم دونتيسك.
كما يشير المقال كذلك إلى تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي يقول فيها أنه من الممكن وضع نهاية سريعة لتلك الحرب إذا ما بادرت الدول الغربية في تزويد بلاده بما تحتاجه من أسلحة متطورة لمواجهة القوات الروسية.
وتعرب الكاتبة عن اعتقادها أن تلك التصريحات من جانب الرئيس الأوكراني تأتي في إطار المناشدات المتكررة للدول الغربية للإسراع في تزويد بلاده بالأسلحة المتطورة التي تحتاجها لمواكبة تطورات الموقف في ساحة القتال.
ويشير المقال في الختام إلى أن تلك التصريحات من جانب الرئيس الأوكراني تأتي في وقت تسلمت فيه أوكرانيا بالفعل دبابات ألمانية وبريطانية إلى جانب مركبات قتالية من الولايات المتحدة ضمن سلسلة من المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لكييف من أجل تحقيق التوازن العسكري للقوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.