الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

منابر لها تاريخ.. ضريح فاطمة خاتون «2»

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

للعقيدة الإسلامية أثر بالغ في نفوس معتنقيها لسماحتها وملائمتها للنفس البشرية، وهو الذي انعكس بشكل كبير على الفنون في شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية، حيث سجلت عبر التاريخ صورة صادقة للفنان المصري ومهارته، ولعل جدران المساجد ومنابرها أبرز دليل على دقة وحرفية الصانع والفنان المصري ومهارته، فعلى مدار شهر رمضان المبارك تصحبكم «البوابة نيوز» في رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحاني في قلوب مُرتاديها.
وفي سنة ٦٨٧ مرض الملك الصالح مرضًا شديدًا أدى إلى وفاته، وقد صلي عليه بالقلعة قاضي القضاة تقى الدين ابن بنت الأعز إمامًا والسلطان خلفه في بقية الأمراء والملك الأشرف خليل، واشتد حزن السلطان عليه وجلس للعزاء بالإيوان الكبير، وأنشئت كتب العزاء إلى النواب بالممالك، ورسم فيها ألا يقطع أحد شعرًا ولا يلبس ثوب حداد ولا يغير زيه. ويحمل ضريح فاطمة خاتون رقم ٢٧٤ آثار، ويعود إلى دولة المماليك البحرية تحت اسم قبة فاطمة خاتون، وتقع بحي السيدة والخليفة، هذا الأثر الذي يصبغ بصبغة الإهمال ومعرض للخروج من السجل الأثري.
يقع المدخل في الجهة الشمالية ويتكون من مدخل مقبى سعته ٣.٤٥ متر و٣.٥ متر عمقه وارتفاعه ٧ أمتار، وكان يوجد على جانبي المدخل عمودان اندثرا الآن، وعلى جانبي هذا المدخل توجد مصطبة كان يعلوها زخارف قالبية، وفى نهاية المدخل المقبى يوجد باب سعته ٢.٥م وارتفاعه ٣.٥٦م يعلوه عتب يفتح على حنية عمقها ١.٢٠ متر يعلوها قبو من الآجر.
وتفتح هذه الحنية على فضاء أخلته الحفائر حديثًا، وعلى عين هذا الفضاء توجد صالة يدخل إليها من فتحة مرتفعة جداً بنى جانيها بأحجار دقشوم ويبلغ طول الصالة ٨.١٠ متر وعرضها ٢.٦٥ من الداخل ويضيئها صفان من النوافذ المستطيلة الضيقة أحدها في الضلع الشمالي بجوار المدخل واثنان في الضلع الغربي الصف الأول من هذه النوافذ يعلوها عتب استخدم كقواعد النوافذ الصف الثاني التي تصغر نوافذ الصف وقد كانت هذه الصالة مغطاة بقبو زال معظمه الآن ولم يبق إلا أجزاء منه عند الأول، وكانت الصالة مغطاة بقبو زال معظمه الآن ولم يبق منه إلا أجزاء عند نهايتي الصالة.
ويعلو هذه الفتحات كما هو ويتقدم الضريح سقيفة مثل سقيقة السيدة رقيقة وشجر الدر والأشرف خليل، وتبلغ مساحة هذه السقيفة «١١.٥١×٤.٨» متر من الداخل وبها ثلاث فتحات في الضلع الشمالى وفتحتان في الضلع الغربي. ويعلو الفتحات عتب من الخارج ومن الداخل عتب يعلوه عقد عاتق مبنى من الحجر والأجر وكل هذه الفتحات في السقيفة كذا الصالة يحيط بها من الخارج إطار مستطيل داخلى على شكل حنية بعضها يعلوه زخرفة قالبية على شكل «Covetto» أو صفان من الدلايات. والسقيفة غير مسقوفة الآن وإن كان من المؤكد أنه كان يتطيها سقف خشبى تحت مستوى نوافذ الضريح مباشرة، ويعتقد أن السقف الخشبي كان يعلو أفريزًا خشبيًا والمسامير التي ثبت بها على الحجر ما تزال ظاهرة.
أما الضريح فهو عبارة عن مكعب من الآجر يقوم على مدماكين من الحجر ويبلغ سمك الجدار ١.٩٠ متر ويبلغ طول ضلع الضريح من الداخل ١٠.٤٢ متر . ويتوسط كل ضلع من أضلاع الضريح عدا حائط القبلة باب عرضه ١.٧٦ متر وارتفاعه ٢.٨٨ متر ويكتنف الباب الذى يطل على السقيفة حنيتان كان على جانبي كل منهما عمودان يحملان عقدا ذا زاوية، ويعلو الأبواب عرق خشي فوقه عقد عاتق من الأجر.
وتمتاز النوافذ بأنها مستديرة هذه الفتحات وجه بيع وفى وسط كل ضلع من أضلاع الضريح توجد نافذة كبيرة مكونة من فتحتين مستطيلتين يعلوهما عقد على شكل حدوة الفرس. وفوق الفتحتين فتحة الثلاث محصورة داخل إطار معقود حدد بزخارف قالبية على «Cavetitio» وهذه الطريقة في زخرفة النوافذ تعتبر الأولى من نوعها فى العمارة المصرية، وهذه النوافذ خالية من الزخارف فيما عدا النافذة في الضلع الشمالي الشرق التي ما تزال تحتفظ ببعض الزخارف الجصية وكتابة كوفية تشبه إلى حد كبير الزخارف الموجودة في نوافد قلاوون بالنحاسين.
وزخرفت جدران الضريح من الخارج على ارتفاع ١٤ مترًا بكرنيش حجرى يحمل كتابة اندثر معظمها، ويعلو ذلك شرفات ظاهرة في حائط القبلة، ويغطى الضريح من الداخل طبقة من الجص لا يوجد بها زخرفة، وطلى المحراب بطبقة من الجير رسمت عليه زخارف حديثة هزيلة، ويقع الباب الذى يتوسط كل ضلع من أضلاع الضريح عدا حائط القبلة في حنية على مستويين يبلغ عمق الأولى بالإضافة إلى أن سمك حائط الباب ١.٠٥ متر فيكون المجموع ١.٩٠ متر هو سمك الجدار.