في عام ٢٠١٧، قدم الفنان السوري تيم حسن، واحدًا من أشهر أدواره التليفزيونية وهو «جبل شيخ الجبل»، خلال أحداث مسلسل «الهيبة»، والذي بفضله صعد نجم «حسن» في الدراما التليفزيونية مما دفع صناع العمل لتقديم ٤ أجزاء أخرى من المسلسل، وتحويله في النهاية إلى فيلم سينمائي.
ويبدو أن تيمة الثأر التي دارت في فلكها دراما «الهيبة»– بداية من مقتل والد جبل «شيخ الجبل» من طرف عائلة السعيد، وانخراط العائلتين في صراعات عشائرية لا نهاية لها، ينتج عنها تعقيدات وصراعات يتصدى لها جبل منفردًا – كانت تميمة النجاح بالنسبة للبطل ولصناع العمل، فحاولوا استثمارها مرة أخرى، ليس من خلال جزء جديد لـ«الهيبة»، وإنما بعمل يحمل اسم «الزند.. ذئب العاصي».
وتدور أحداث المسلسل في عام ١٨٧٩ خلال فترة الاحتلال العثماني للشام، في المنطقة الجغرافية الواقعة بين سوريا ولبنان، وبالتحديد على ضفاف نهر العاصي، حول شخصية عاصي «تيم حسن»، الذي يرى والده يُقتل أمام عينه دفاعًا عن أرضه، وعندما يشتد عوده يقرر الانتقام لوالده والثأر له، ويعود إلى قريته بعد تأديته الخدمة العسكرية، فيجد نفسه في مواجهة النورس باشا وما يملك من نفوذ وسلطة قوية.
ليطلب «عاصي» من أحد أصدقائه مساعدته في إثبات حقه بالأرض، ليكتشف «عاصي» أن نورس هو ابن الباشا الكبير ويتبع نفس نهج والده في الاستيلاء على أراضي الأهالي، بالفعل يتوسط صديق عاصي لحل نزاع الأرض، لكن يتم قتله على يد النورس، ويُتهم عاصي بقتله، وتتوالى الأحداث.
ومع طرح أولى حلقات «الزند»، استقطب العمل التاريخي أنظار المشاهدين مع عرض أولى حلقاته، وحظي بطله تيم حسن على إشادة واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين بأدائه الاحترافي واهتمامه بجميع تفاصيل الشخصية التي يجسدها، وخروجه عن عباءة «الهيبة»، التي تأطر فيها على مدى خمس سنوات.
ما دفع النجمة السورية سلاف فواخرجي، للإشادة بالعمل عبر حسابها على «فيسبوك»، معلقة: «مسلسل الزند: ذئب العاصي.. بداية رائعة بكل تفاصيلها، تنسيك تزاحم المسلسلات الرمضانية لتعيش في عمل فني حقيقي.. شكرًا للقائمين عليه والعاملين به، أتمنى أن يستمر بنفس بدايته ويزداد جمالًا ومتعة. تيم العزيز، مكانك لا يملأه غيرك، للبطولة أهلها».
تعليق «فواخرجي» دفع المتابعين على الإشادة بالعمل وبطله عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتعددت آراء الجمهور الإيجابية حول المسلسل، فهناك من رحب بعودة تيم حسن، بدور جديد، ومنهم من أثنى على تفاصيل أدائه، فيما أثنى الكثيرون على قوة النص، الذي كتبه عمر أبو سعدة.
وكان هناك تخوف لدى الجمهور من سيطرة شخصية «جبل» على تيم، إلا أنه استطاع تجاوزها وهو ما برز في أحد التعليقات: «أكثر فنان قادر يشتغل على أدق التفاصيل، من نبرة الصوت والمشية وطريقة الكلام والشكل الخارجي، تحسو انو فعلًا غرقان بتفاصيل الشخصية بعيدًا عن التكلف والمبالغة بلبس الشخصية».
فيما انتقد آخر اللهجة الساحلية في المسلسل قائلًا: «مسلسل الزند شكله قوي ومعمول بطريقة محترفة، إنتاج ضخم واضح على مواقع التصوير، لكن للأسف الكثير من المشاهدين لا يستطيعون فهم لهجة أهل الساحل السورية فعزفوا عن المشاهدة. حبذا لو كان هناك ترجمة مكتوبة».
وسبق أن تعاون تيم حسن مع المخرج السوري سامر البرقاوي، في مسلسل «الهيبة» بأجزائه الخمسة، كما سبق وتعاون مع تيم في مسلسلي «تشيللو» و«نص يوم»، وبدأ «البرقاوي» مسيرته الفنية بالعمل كمساعد مخرج في مسلسل «صلاح الدين الأيوبي» إنتاج عام ٢٠٠١، مع المخرج السوري الراحل حاتم علي.
