يحرص المصريون كل عام فى نهاية شهر رمضان الكريم، على استقبال عيد الفطر المبارك بـ"كحك العيد"، والبسكويت والغُريبة وغيرهما من المعجنات المجهزة بالمنزل، بايادى أفراد الأسرة أو العائلة عموما، لنشر السعادة والبهجة لإتمام صيام شهر الكرم، ولكن لا يعرف الكثيرون أن هذه العادة لها جذور فرعونية قديمة، حيث تعود صناعته إلى ما يقرب من خمسة آلاف سنة، فكان يحضره المصريون القدماء، على أشكال دائرية فى الأعياد وقبل زيارة الموتى والقبور، كما يفعل المصريون الآن عند تحضيره فى حفلات الزفاف واستقبال عيد الفطر.
وأكد الدكتور وسيم السيسى، عالم المصريات، أن طريقة تحضير الكعك وصوره، منقوشة على جدران المعابد الفرعونية مثل معابد الأقصر ومنف، وعثر على صور ورسوم على جدران المعابد الفرعونية فى طيبة وممفيس، لناس يصنعون الكحك ، كما اعتاد المصريون القدماء على قولبة الكحك في أشكال هندسية مختلفة ثم أضيفت صورة آلهة الشمس القديمة آثون إلى سطح البسكويت.
وأشار عالم المصريات الى انه تم العثور أيضا على صُور تشرح كيف كانت تتم صناعة الكعك آنذاك، على جدران مقبرة الوزير رخمي رع، من الأسرة الثامنة عشرة، موضحا انه لا يوجد اختلاف فى صناعة الكحك عن عصرنا الحديث، حيث استخدم المصريون القدماء نفس المكونات التي تستخدم حاليًا في صناعة الكعك، ويحشونه بحشوات مختلفة، كما هو الحال الآن.
وتابع: "كانوا يتفنون في تشكيله بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية، كما كان البعض يصنعونه أيضًا على شكل حيوانات أو أوراق الشجر وغيرها، وكانوا يرسمون على الكعك أيضًا صورة الإله رع، على شكل قرص الشمس".
وأردف: " من غير المعروف تاريخياً عن وجود أكلات معينة كان يفضلها المصري القديم في شهر الصيام، لافتاً إلى أن الكثير من التاريخ الفرعوني قد تم إتلافه عن جهل وعدم معرفة".
واختتم:" المصري القديم عرف كحك العيد والنقوش على شاكلة الشمس ترمز الى الإله، مضيفاً أن مدفع الإفطار لم يكن معروفاً لدى المصري القديم."