الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بابا الفاتيكان يوجه رساله لمستخدمي السوشيال ميديا

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فيما يخص استخدام وسائل التواصل، انه بفضل التطوّر التكنولوجي، أصبح سهلا لدرجة أنه يتيح أمام العديد من المستخدمين إمكانية التقاسم الفوري للأنباء ونشرها على نطاق واسع للغاية. وهذه الأنباء قد تكون سارة أو سيّئة، صحيحة أو كاذبة. 

وأضاف : كان آباؤنا في الإيمان قد تحدّثوا منذ القدم عن الذهن البشري مشبّهين إياه بحجر الطاحون الذي تحرّكه المياه ولا يمكن إيقافه. لكن القيّم على الطاحون بإمكانه الاختيار بين طحن القمح أو الزؤان. الذهن البشريّ يعمل باستمرار ولا يستطيع التوقّف عن "طحن" ما يتلقّاه، لكن يتعيّن علينا نحن اختيار المادة التي نقدّمها
 

وتابع البابا : أودّ أن تتمكّن هذه الرسالة من بلوغ وتشجيع الأشخاص الذين "يطحنون" يوميّا الكثير من المعلومات، أكان في مجال العمل أم في العلاقات الشخصيّة، ليقدّموا خبزا ذكيّا وطيّبا للمتغذّين من ثمرة تواصلهم. أودّ أن أحثّ الجميع على تواصلٍ بنّاء يقوم، من خلال نبذ الأحكام المسبقة تجاه الآخرين، بتعزيز ثقافة اللقاء التي نتعلّم بواسطتها النظر إلى الواقع بثقة فطِنة.
وأعرب عن اعتقاده أن هناك ثمّة حاجة لكسر حلقة الغمّ المفرغة واحتواء دوّامة الخوف، التي هي ثمرة الاعتياد على صبّ الاهتمام على "الأنباء السيّئة" (الحروب، الإرهاب، الفضائح وكلّ أشكال الفشل البشريّ). بالطبع ليس المراد هنا الترويج للتضليل الذي يتمّ فيه تجاهل مأساة الألم، أو الانزلاق نحو تفاؤل زائف لا يتأثّر بفضيحة الشرّ. بل على العكس أودّ أن نسعى جميعًا إلى تخطّي شعور الاستياء والاستسلام الذي غالبا ما يستحوذ علينا ويرمينا وسط اللامبالاة مولّدًا الخوف أو الانطباع باستحالة وضع حدّ للشرّ. عدا ذلك، ففي منظومة من التواصل يطغى عليها المنطق القائل إن الخبر السار لا يثير الاهتمام وبالتالي ليس خبرا، وحيث يتحوّل بسهولة لغزُ الشرّ ومأساة الألم إلى استعراض جماهيريّ، يمكن التعرّض لتخدير الضمير أو الانزلاق نحو اليأس.
واستطرد البابا : أودّ أن أقدّم إسهامي في البحث عن نمط مفتوح وخلاّق للتواصل، لا يترك للشرّ حصّة الأسد، بل يسعى إلى إبراز الحلول الممكنة، ملهما مقاربةً بنّاءة ومسؤولة لدى الأشخاص الذين يُنقل إليهم الخبر. أرغب في دعوة الجميع لأن يقدّموا إلى رجال ونساء زمننا الحاضر روايات مطبوعة بمنطق "الخبر السار".