مع ارتفاع اسعار الدولار، ووجود أزمة في الرقائق الإلكترونية منذ العام 2021 عقب جائحة كورونا، كان العديد من الخبراء يتوقعون ان تنتهي بنهاية العام 2022، إلا أنها لم تنته مع ارتفاع استهلاك الاشخاص للهواتف الذكيه وخصوصا الجيل الخامس.
وطبقا لتقارير صحفية، أهم أسباب الأزمة هو الزيادة الكبيرة بشكل مفاجئ في الطلب على أشباه الموصلات، وذلك لكي يتم تجهيز الكثير من المنتجات الإلكترونية التي زاد الطلب عليها منذ تفشّي فيرس كورونا، والأمور التي ترتبت على ذلك مثل العمل عن بعد، وكذلك الحجر المنزلي، وفرض الحظر في دول العالم.
أما السبب الثاني فهو كان موجودًا بشكل فعليّ، ويتمثل فى الحرب التجارية بين كلٍّ من الولايات المتحدة الأميركية والصين.
الجدير بالذكر أن بعض الشركات لجأت إلى تخزين كميات من أشباه الموصلات لكي تعمل على تخفيف حدة النتائج المترتبة على نقص هذه الرقائق، كما ساهمت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في ارتفاع الأزمة.
ولا تتوقف صناعة الرقائق الالكترونية عند الهواتف فقط، بل انها تقريبا متصلة بكل الأشكال الحديثة الصناعات التكنولوجية من السيارات والأقمار الصناعية اجهزة الحاسوب.
ومن أهم مكونات الرقائق الالكترونية الرمال البيضاء، والتي تعتبر أحد أهم عناصر البيئة، وهي ثروة وطنية كبري لم تنل الاهتمام الكافي، للاستثمار الجيد علي الرغم من عوائدها العالية، وطبقا لدراسة حديثة، تقدر القيمة السوقية للرمال ب70 مليار دولار على الأقل.
وقد أكد خبراء الاقتصاد أن استثمار مادة السيليكا «رمال الكوارتز» يعد أحد أهم عناصر الاستثمار التي لم تحظَ بالاهتمام المناسب مع أن الرمال توجد بوفرة منقطعة النظير، حيث تغطي أغلب مساحة مصر.
و الرمال البيضاء هي المادة الخام لعنصر السيليكون والذي يُشكل عصب التطور التكنولوجي العالمي، وهو الخام الرئيسي في صناعة الخلايا الشمسية والرقائق الإلكترونية والتي هي قلب الطفرة التكنولوجية الهائلة التي انتقلت بالعالم إلى القرن الحادي والعشرين، وهي عبارة عن صخور رملية بيضاء نقية، تحتوي على نسبة عالية من عنصر السليكا SiO2 بنسبة تزيد عن أكثر من 99% وتتكون من حبيبات معدن الكوارتز بشكل رئيس، ويطلق مصطلح الرمال الزجاجية على رمال السليكا أو الكوارتز التي تتمتع بمواصفات فيزيائية وكيميائية تلائم صناعة الزجاج، فعلى سبيل المثال حجم حبيباتها يتراوح عادة ما بين 100 و500 ميكرون.(Fe2O3) فتقل عن حوالي 0.05%.
في تصريحات صحفية سابقة قال د.كريم غنيم رئيس شعبة الاقتصاد الرقمي والتكنولوجي بالغرفة التجارية ان هناك نقلة كبيرة في تصنيع الرقائق الإلكترونية والدولة التي ترغب في مواكبة التطور التقني والثورة الصناعية التكنولوجية يجب أن تهتم بصناعة من أهم صناعات العالم الان.
وأضاف أن الرمال البيضاء تحوي كنوز الدنيا واستغلالها يحقق مكاسب بالمليارات عند استخدامها في صناعات إلكترونية ورقمية تعد مناخًا خصبًا لصناعات متطورة.
أوضح أن مادة السيلكون أو أشباه الموصلات. هما بترول القرن الـ 21 بلا منازع. إذ أنه لتوليد الطاقة الشمسية. فسيتم الاعتماد بشكل زائد علي السيلكون. سواء بألواح الطاقة الشمسية. أو الإلكترونيات مثل الهواتف الذكية والأجهزة الكهربائية كذلك انتاج السيارات سيتم توليدها باستخدام السيلكون. وكل السيارات سيتم استخدامها عبر السيلكون فصناعة السيارات سيحدث لها تحول كبير كباقي الصناعات التحويلية باستخدام الرمال البيضاء وهو ما يتطلب وضع استراتيجية لجذب الاستثمارات لتنشيط الصناعات المتطورة باستخدام الرمال البيضاء المفتاح السحري لصناعة الرقائق الإلكترونية وهو ما تسعي الدولة لدخول عالم الرمال البيضاء لفتح آفاق أرحب في المنظومة الصناعية.
ويقول الدكتور علي الادريسي الخبير الاقتصادي، الرمال البيضاء هى عصب وعضو اساسى للصناعات الحديثة بجانب صناعة الزجاج والسيلكون والخلايا الشمسية، والدولة تسعى لتوطين الصناعة بشكل عام والاستفادة من الثروات المعدنية، وخلق قيمة مضافة للمواد الاولية بدل تصديرها كما هى، العمل على تصنيعها.
واضاف في تصريحات خاصة لل"البوابة نيوز" طبقًا للتقديرات يبلغ احتياطي مصر من الرمال البيضاء نحو 20 مليار طن، موزعة على صحاري مصر المتنوعة
مشيرا الي ان مصر تصدر الطن الخام من الرمال البيضاء بقيمة 40 دولار والخام المصدر من مصر يعاد بيعه للمستهلك بأكثر من 150 دولارا في الدول الرائدة فى صناعة التكنولوجيا مثل الصين وأمريكا وغرب أوروبا التي تصنعه على شكل زجاج ليصل سعر الطن إلى 1000 دولار وقد يصل لحوالى 10000 دولار فى صناعات اخرى كالخلايا الشمسية.
وأوضح الادريسي ان هناك اتجاه من الدولة لوقف تصدير الرمال البيضاء والعمل على استغلالها وتصنيعها، لتوفير العملة الصعبة وخلق اسواق عمل جديدة.
وفي السياق ذاته قال الدكتور، عادل عامر مدير مركز المصري للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، ان ضعف الترويج الإعلامي لهذه الثروة،يمثل احد أهم العوائق التي تواجه النهوض بالمشاريع الاسـتخراجية وغيـاب التعريف بمواصفات وجودة الخامات المحلية بـدلًا مـن التركيـز علـى استيراد المنتجات من الخارج التي تصنع من الخامات الأولية المشابهة لما هو موجود في مصر
وشدد على ضرورة تنمية وتطوير الثروات المعدنية، وتنمية الاقتصاد الوطني عن طريق تنويع مصادر الدخل، توفير العملات الحرة
