يشارك الفنان طارق لطفى فى السباق الرمضانى الحالى بمسلسل «مذكرات زوج» والذى يشاركه البطولة فيه مجموعة من النجوم منهم الفنانة التونسية عائشة بن أحمد، خالد الصاوى، سما إبراهيم، إدوارد، عمر الشناوى وسارة الشامى، هناء الشوربجى، والعمل مأخوذ عن رواية الكاتب أحمد بهجت، وسيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج تامر نادى، ويعرض مسلسل مذكرات زوج فى الجزء الأول من رمضان فى إطار 15 حلقة.
«البوابة» أجرت حوارًا مع الفنان طارق لطفى، وتحدثت معه عن مسلسله الجديد وأشياء أخرى، وإلى نص الحوار..
* فى البداية ما فكرة تقديمك لـ«مذكرات زوج» فى الوقت الحالى؟
- أنا كممثل أعشق الأدوار الصعبة جدًا وأميل إليها طوال الوقت، وتقديمى لمسلسل «مذكرات زوج» ليس استراحة محارب على الإطلاق، ولكنه دور بسيط جدًا وبساطته تجعله أكثر صعوبة، فدائمًا تجد الفنان يميل للأدوار الصعبة والمركبة لإظهار إمكانياته التمثيلية، ولكن من وجهة نظرى أن الأدوار الأصعب هى الأدوار البسيطة التى تشبه أغلبية الناس، فما يميز مسلسل «مذكرات زوج» أن الناس ستشاهد نفسها فيه بكل تفاصيلها البسيطة العادية جدًا، وأعتقد أن هذا العمل يمكن تحويله إلى عمل يتناسب مع كل المجتمعات حول العالم، لأنه يطرح قضايا اجتماعية وإنسانية تشبه الكثيرين.
* وماذا عن الشخصية التى تقدمها فى العمل؟
- الشخصية التى أقدمها كاركتر بسيط، شبهى وشبهك وشبه ناس كتير أوى فى المجتمع، وهنا تأتى الصعوبة والهم الأكبر، ولكن الموضوع نفسه أبسط ويحمل مفاهيم ومعانى إنسانية بشكل أكبر، ولا يحمل أى عمق أو ما ورائيات ولا يستدعى وجود مثقفين لاستيعاب رسائل العمل.
* هل نعتبر «مذكرات زوج» مسلسلا كوميديا؟
- لا طبعًا، مسلسل «مذكرات زوج» لا ينتمى للدراما الكوميدية، فهو عمل اجتماعى لايت، ولكن تأتى الكوميديا فى العمل من علاقة المشاهد بالأحداث، فهو يشاهد واقعه فى العمل، ومهما كانت المواقف بسيطة ولايت واجتماعية وإنسانية، سيضحك المشاهد أثناء متابعة العمل، لأنه سيشاهد نفسه وواقعه فى الأحداث، وسيجد أن أغلب المواقف قد عاشها هو نفسه فى الواقع ومن هنا تأتى الكوميديا أو الضحك، ولكن العمل نفسه اجتماعى إنسانى لا يمكن تصنيفه كمسلسل كوميدي.
* كيف كان استعدادك للشخصية التى تقدمها؟
- أولًا جلست بالفعل مع مراقب جوى أكثر من مرة، وعندما ذهبت إلى برج المراقبة جمعت معلومات عن طبيعة المهنة نفسها وطريقة العمل والتعامل لهذه الشريحة الموجودة فى المجتمع بشكل محدود، ولكن أيضًا وهو الأهم، أن طبيعة الشخصية نفسها هي شخصية عادية جدًا وبسيطة تشبه أغلب المواطنين فى ظروفهم المحيطة فى المجتمع المصرى، وحتى مشكلاته لا تختلف كثيرًا عن مشكلات أى زوج، ودراميًا الشخصية نفسها لها خلفية سابقة وطموحات لم تتحقق، أبرزها أنه كان يحلم بأن يكون طيارًا، وهذا الحلم لم يتحقق، ولذلك قرر أن يعمل مراقبًا جويًا، وهذا جزء شخصى خاص بالشخصية نفسها، لأن ليس كل مراقب جوى كان يتمنى أن يكون طيارًا، وهنا ستجده يوميًا يرصد حلمه الذى لم يتحقق أمام عينيه فى عمله، وهذا أحد أسباب إحباطه فى الحياة.
* هل شخصيتك الحقيقية تشبه شخصيتك فى المسلسل؟
- حقيقة الكاركتر واخد جزء كبير منى شخصيًا، فى الهدوء وقلة الكلام وحتى الملامح والشكل واللبس، وأعتبر الشخصية قريبة من كل زوج وليس منى فقط، لأنه بعد فترة من الزواج، يتوقف الشخص أمام نفسه ويسأل عدة أسئلة، وهذه التساؤلات التى سيشاهدها الجمهور فى العمل مرت على كل زوج.
* هل من الممكن أن تؤثر طبيعة عمل الزوج على شخصيته؟
- بالطبع تؤثر كثيرًا، وهذا ما وجدته فى شخصية مسلسل «مذكرات زوج»، فطبيعة عمله تؤثر عليه فى حياته بشكل كبير، لأنه شخص لا يمتلك علاقات اجتماعية، وكل تعاملاته مع أجهزة ومعدات وشاشات طوال الوقت، فبعض المهن مثلًا ستجد لها علاقات اجتماعية بحكم العمل وطبيعته فى وجود زملاء وأصدقاء يتم التواصل والتعاون معهم، بخلاف شخصية المراقب الجوى، الذى يتواصل ويتعامل يوميًا من خلال الأجهزة مع أشخاص لا يعرفهم ولم يشاهدهم، فتواصله يكون مع طيارين وفرق طيران فى الجو دائمًا.
* هل تعطى ملحوظات خلال مرحلة التحضير للعمل؟
- بشكل شخصى دائمًا أكتب ملحوظات على الورق طوال الوقت خلال مرحلة القراءة، وعندما أجتمع مع الصناع سواء الكاتب أو المخرج، أطرح رؤيتى فيما دونته خلال مرحلة القراءة، وهذه الروح أتعامل بها دائمًا فى كل أعمالى، ويجب أن يقتنع الجميع قبل أن نصور المشهد، حتى ينعكس هذا الاقتناع على المشاهد نفسه.
* دائمًا تميل لاختيار الأعمال التى تحث على التفكير وتتجنب الرسائل المباشرة.. ما السر فى اتجاهك لهذه النوعية من الأعمال الدرامية؟
- الرسالة تصل للمشاهد بشكل أكبر وأسرع عندما يفكر، وأرى أنه لابد أن «الناس عقلها يشتغل»، كما أرى أن الرسائل المباشرة دائمًا أقل تأثيرًا وأبطأ وصولًا للجمهور، والأعمال التى تعمل العقل وتشرك المشاهد فى التفكير يرتبط بها بصورة أسرع وأكبر، وتصل رسالتها بصورة أعمق، وأرى أن أحد أبرز عيوب أى موضوع درامى هو أن يكون مباشرًا، لأن المباشرة فى الرسالة «عيب مش ميزة»، والميزة أن تشرك المشاهد معك بعقله، دائمًا أسعى فى اختياراتى لهذه النوعية من الأعمال.
* هل تأثير الدراما السلبى يؤثر على المجتمع؟
- بالطبع، دور الدراما فى المجتمع خطير جدًا ومؤثر فوق ما يتخيل أى شخص، والواقع أن تأثير الدراما فى المجتمع وعلى الجمهور أكبر بكثير من التوجيه والنصيحة المباشرة، فالدراما قادرة على التوجيه والتثقيف والتوعية والتأثير فى الرأى العام وتنوير المجتمع، والعكس أيضًا صحيح، فمن الممكن أن يكون تأثير الدراما سلبيا وضد المجتمع ومضر بالأخلاق، لأن أحيانًا يحدث تقليد سلبى لبعض النماذج الدرامية، ولذلك علينا أن نستخدم الدراما فى الارتقاء بالمجتمع، ويجب أن يتمتع أى فنان بالقدر الكافى من الضمير والوعى.
* ماذا عن البطولة المطلقة؟
- فى البداية أرى أنه لا يوجد عمل درامى أو سينمائى فى العالم يعتمد على البطولة المطلقة، ولا يمكن لأى فنان أن ينجح بمفرده، ولذلك أنا أومن بأن جميع الأعمال بطولة جماعية، وجميع الأدوار فى العمل لا تقل أهمية عن دور البطل، وكل من ساهم فى عمل فنى ناجح هو أحد أبطاله، فكرة أن يقف بجانبك فى عمل واحد كم من النجوم وأصحاب الموهبة وأسماء لها ثقلها الفنى، هذا الأمر فى حد ذاته يُجبرك على تفضيل البطولة الجماعية، لأنها تضيف لأى فنان، وستجد أنه لا يوجد مشهد واحد أقل من المطلوب فى العمل الذى يضم نخبة ممثلين موهوبين.
وبصفة شخصية لو خيرتنى بين بطولة مطلقة وبين عمل يشارك فى بطولته مجموعة من الفنانين الذين يمكن تصنيفهم «ممثلين تقال»، سيكون اختيارى للبطولة الجماعية، لأن المشاهد سيرى مبارزة فنية مميزة جدًا وأداء متميزًا وراقيًا.
وبالطبع هنا المنافسة الفنية سوف تضيف للعمل وتصب فى صالحنا جميعًا، وفى صالح المشاهدين، فأنا أرى دائمًا أن أصل الفن هو العمل الجماعى.
* حدثنا عن المسلسل بشكل مختصر؟
- العمل دراما اجتماعية تحمل جرعة من التشويق، والتشويق للأحداث المتتالية يجذب الجمهور ويجعله يطرح التساؤلات طوال الوقت، وينتظر إجابات قد تتوافق مع شخصيته أو حتى لا تتوافق، حول حياة الزوج «أى زوج» فتفاصيل الأحداث كما ذكرت تشبه كل زوج مصرى، ولو لم تكن الدراما تشويقية سيشعر المشاهد بالملل، حتى فى الموضوعات الاجتماعية والكوميدية وأى طبيعة عمل درامى تتجاهل التشويق لا تجذب الجمهور.
أضيف إلى ذلك أننا عملنا على المط والتطويل فى الأحداث، وارتأينا أن العمل لا يستوعب عدد حلقات أكثر من 15 حلقة محكمة فى الكتابة والإخراج وكل التفاصيل.
* ما الشخصية التى تستمتع بأدائها أكثر؟
-شخصية الشر أمتع فى التمثيل، فهى تترك بصمة حقيقية لدى الجمهور سواء بالسلب أو بالإيجاب، ولكنها فى النهاية تترك بصمة، بالإضافة إلى أنها تشبع رغبات الفنان، والإفيهات التى يقولها الفنان فى أدوار الشر يحفظها الجمهور ويرددها دائمًا فى مواقف مماثلة، ولكنى أحب التنوع بين الخير والشر.
* هل تفضل عرض الأعمال حصريًا؟
- لا أفضل عرض الأعمال حصريًا، لأن ذلك يقلل من فرصها فى المشاهدة، وكان اتفاقى من البداية مع الشركة المنتجة على تسويق المسلسل لأكثر من قناة، لأن ذلك يخلق فرصًا جيدة لزيادة نسب المشاهدة والوصول إلى عدد مشاهدين أكثر، وأعتقد أن هذا ساهم كثيرًا فى انتشار المسلسل وارتفاع نسبة مشاهدته.