تقدم «البوابة نيوز» فى هذه النافذة على مدار شهر رمضان كل يوم رائدًا من رواد التنوير فى مصر،
للتعرف على دورهم فى محاربة الظلام والفكر المتطرف وإنارة طريق العقل والتنوير للسير فى درب التقدم والتطور ومواكبة العالم
ولد جمال البنا ١٥ ديسمبر ١٩٢٠، وتوفى ٣٠ يناير ٢٠١٣ القاهرة، وهو مفكر إسلامى
مصرى والشقيق الأصغر لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، غير أنه يختلف مع فكر الجماعة.
واصل جمال البنا مطالعته، وأصدر كتابه الأول سنة ١٩٤٥، وهو عن الإصلاح الاجتماعى، وفى العام التالى ١٩٤٦ أصدر كتابه «ديمقراطية جديدة» الذى تضمن فصلا بعنوان «فهم جديد للقرآن» استعرض فيه فكرة المصلحة كما قدمها الإمام الطوفى، وانتقد الموجة
الحماسية لدى بعض الدوائر بفعل نجاح دعوة الإخوان المسلمين وقال: «لا تؤمنوا بالإيمان.. ولكن بالإنسان» وهذه الملاحظة لا تزال أحد معالم دعوة جمال البنا فى الإحياء الإسلامى.
فى عام ١٩٥٢ أصدر «مسئولية الانحلال بين الشعوب والقادة كما يوضحها القرآن الكريم» كما أسس ١٩٥٣ ــ
١٩٥٥ الجمعية المصرية لرعاية المسجونين، وحققت الجمعية ثورة فى إصلاح السجون،
وأدت إلى مجابهة بينه وبين السلطات.
عندما قامت الثورة فى مصر بقيادة عبد الناصر فى ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢ بدأ الأستاذ جمال
البنا فى كتابة كتاب باسم «ترشيد النهضة» ارتأى فى الفصل الأول أن هذه الحركة هى انقلاب عسكرى وليست ثورة، وما أن اطلع الرقيب على ذلك حتى أصدر أمرا بمصادرة الكتاب، وأخذ كل الملازم
المطبوعة، وبهذا التصرف تأكد جمال البنا من أن الحركة ذات طابع ديكتاتورى، وأن لا
فائدة من محاولة تقدم الرأى والمشورة.
عنى جمال البنا خلال الحقبة الناصرية بالحركة النقابية، فأصدر وترجم الكثير من الكتب
والمراجع التى نشرتها منظمة العمل الدولية بجنيف والجامعة العمالية بمدينة نصر والدار
القومية، كما حاضر بصفة منتظمة فى معهد الدراسات النقابية منذ أن تأسس سنة ١٩٦٣
حتى سنة ١٩٩٣ عندما انتقد التنظيم النقابى القائم.
وقد كان آخر كتبه النقابية عن «المعارضة العمالية فى عهد لينين» الذى كتبته مدام كولونتاى، فقام بترجمته والتعليق عليه.
فى سنة ١٩٨١ أسس جمال البنا الاتحاد الإسلامى الدولى للعمل، وكانت منظمة العمل
الدولية قد استعانت به فى عـدد من الترجمات، كما استعانت منظمة العمل العربية به كخبير
استشارى.
وبحكم هذه الصفات نظم شبكة من العلاقات بقيادات اتحادات ونقابات فى كثير من الدول
الإسلامية، وفى ١٩٨١ دعا معظمها للاجتماع فى جنيف خلال انعقاد مؤتمر العمل الدولى
بها، وفى هذا الاجتماع تأسس الاتحاد الإسلامى الدولى للعمل من مندوبى اتحادات عمالية
فى الأردن والمغرب وباكستان والسودان وبنجلاديش. وللاتحاد مكتب فى كوالامبور وآخر
فى الرباط.
مع بداية السبعينيات وملاءمة المناخ للعمـل الإسـلامى بدأ الأستاذ جمال البنا كتاباته التى كان أولها «روح الإسلام» و«الأصلان العظيمان: الكتاب والسنة»، وعددا آخر من الكتب.
ابتداء من ١٩٩٠ شغل بإصدار كتابه الجامع «نحو فقه جديد» فى ٣ أجزاء، دعا فيه إلى إبداع فقه جديد يختلف عن الفقه القديم، ولا يلتزم ضرورة بالتفسيرات، أو علوم الحديث، أو أصول الفقه، وصدر الجزء الثالث عام ١٩٩٩.
أثار الكتاب ضجة كبيرة ودعا بعضهم لمصادرته، ولكن المسئولين تنبهوا إلى أن هذا سـيذيع دعوته فمارسوا مؤامرة صمت إزائه، رد عليها جمال البنا عام ٢٠٠٠ بإعلان تأسيس «دعـوة الإحياء الإسلامى» التى ضمنها خلاصة فكره الإسلامى والسياسى والثقافى.
فى سنة ١٩٩٧ أسس بالمشاركة مع شقيقته السيدة فوزية «مؤسسة فوزية وجمال البنا للثقافة والإعلام الإسلامى»، وتبرعت السيدة فوزية بقرابة
نصف مليون جنيه للمؤسسة مكنتها أن تؤدى دورها فى غنى عن السؤال.
يرى فى أن المرأة لها حق الإمامة من الرجال إذا كانت أعلم بالقرآن كما يرى أن الحجاب
ليس فرضا على المرأة، وأن القرآن الكريم خص به نساء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الارتداد من الإسلام إلى اليهودية أو المسيحية لا يلزم عليه حد القتل، حيث لا يوجد فى القرآن ما يسمى بحد الردة، وأن التدخين أثناء الصيام لا يبطل الصوم خصوصا لغير
القادرين عن الإقلاع عنه.
كما يذكر جمال البنا بأنه لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته منفردا، وذلك كونه تزوج منها
بصفة رضائية وبالتالى يتوجب الطلاق رضا الطرفين واتفاقهما لكى يتم الانفصال، ويقول
بجواز تبادل القبلات بين الجنسين.