الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

ياسمين فراج: أناشيد الجماعات المتطرفة عبارات استقواء وعنف

دراسات فى النقد الموسيقى
دراسات فى النقد الموسيقى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصحبكم جريدة «البوابة نيوز» على مدار ٣٠ يوميا خلال شهر رمضان الكريم وقراءة فى أحدث إصدارات دور النشر على مدار العام، وفى كل يوم نقدم قراءة فى رواية أو عمل أدبى أو سيرة لأحد المشاهير.


استطاعت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقى من خلال كتابها «دراسات فى النقد الموسيقى» والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى تقديم رؤية نقدية من خلال خمس دراسات موسيقية حول أثر بعض الأنواع الموسيقية على حركة الموسيقى العالمية.


ويتضمن كتاب «دراسات فى النقد الموسيقى» خمس دراسات موسيقية حول الموسيقى المكارونية الأغنية الجهادية عند التنظيمات الإرهابية توظيف الصوت البشرى فى الموسيقى الآلية لدراما الشاشات الفترة من ٢٠٠١ وحتى ٢٠١٦، والموسيقى الأمازيغية بين مصر والمغرب العربى، والماسونية وتأثيرها على الحركة الموسيقية العالمية. 


واستخدمت الدكتورة والناقدة الموسيقية ياسمين فراج فى هذه الدراسات طرق تحليل مختلفة، حاولت من خلالها كسر أنماط التحليل الموسيقى التقليدى المتعارف عليه، ومقتربة من حقول معرفية أخرى كاللغة وعلم الاجتماع، فى محاولة لتقديم دراسات بينية بين الموسيقى والنقد وعلوم أخرى.
وتقول فراج فى مقدمة الكتاب: «أطلق لقب عصر النقد على القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ولكن القرن العشرين يستحق هذا اللقب أيضا، إذ وصل النقد فيه إلى درجة جديدة من الوعى بالذات، ومكانة أعظم فى المجتمع، وجاء فى العقود الأخيرة منه بمناهج وأحكام جديدة».
وتتابع: «وقد ميز رينيه وبليك بين سنة اتجاهات جديدة فى النقد على الأقل خلال النصف الأخير من القرن العشرين، وإن كان لها جذور تمتد إلى الماضى وهى الماركسى النقد النفسى النقد اللغوى الأسلوبى الشكلية العضوية الجديدة النقد الأسطورى الذى يستعين بمكتشفات الأنثروبولوجيا الثقافية وأفكار كارل ينغ، وما يمكن اعتباره نقدا فلسفيا جديدا يستلهم الوجودية وغيرها من المذاهب المشابهة».
كما تطرقت «فراج» إلى أنواع النقد الذى ذكره رينيه وسيتكرر ظهوره فى الثلاث دراسات الأول من هذا الكتاب هو «النقد اللغوى»، وهو يأخذ مقولة «مالارميه» الشهيرة عن كون الشعر لا يكتب بالأفكار، بل بالكلمات مأخذ الجد، ولكن يجب أن نميز بين طرق تناول الكلمات المختلفة فى البلاد المختلفة، وهذا ما ستراه بوضوح فى دراسة الموسيقى «الماكارونية»، فقد أسست فى روسيا خلال الحرب العالمية الأولى جمعية لدراسة اللغة الشعرية «Opojaz» أصبحت فيما بعد نواة الحركة التشكيلية الروسية.
وعلى غير المعتاد فى مثل تلك الدراسات المتعلقة بالموسيقى والغناء هو استخدام النقد الاجتماعى، وهى المنهجية التى اتبعتها الدكتورة ياسمين فراج فى دراسة بعض الأنواع الموسيقية، حيث رأت إن دراسات الفنون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنقد الاجتماعى، فتحليل الفنون ونقدها نقدا موضوعيا يفصح عن نوعية المجتمع الذى أنتج هذه الفنون ونوعية المتلقى أيضا، ويفصح عن سمات المجتمعات فى الفترة الزمنية التى أنتج فيها العمل الفنى.
ولفتت «فراج» إلى ما ذكره «لو كاتش» حول الانتباه فى النقد الاجتماعى، إذ لا تنفصل الأفكار والمشاعر عن الأسلوب، فهناك عمل موحد ومجدد يمر عبر الواقع من حالة الكمون إلى الظاهر المعبر عنه، ويدعونا النقد الاجتماعى إلى مساءلة ملكتنا الذاتية.
وقالت إن القراءة الاجتماعية هى قراءة الإمكانات الكامنة للتاريخ، إنها قراءة المسيرة والتقدم حاملى التغيرات الإيجابية، هذا بالإضافة إلى المآزق الجديدة، أو ما يسمى بالصراعات الجديدة حسب أتباع سان سيمون، والتناقضات الجديدة حسب ماركس، كما أن وظيفة الكتابة والفن كمواضع ووسائل كشف وتعبير عن التاريخاية الاجتماعية باعتبارها حقل المسائل المتكررة والمتجددة للحياة والمنزلة الإنسانية.
ولعل أهم ما تميزت به هذه الدراسة هو ما قدمته الدكتور ياسمين فراج حول الأغنية الجهادية عند التنظيمات الإرهابية والتى تعتبر من الدراسات الفريدة من نوعها، والتى تناولت ما تم إنتاجه من أعمال أنتجتها الجماعات الإرهابية.
وقالت، إنه من الضرورى دراسة المنتج الفنى لهذه الجماعات الإرهابية باختلاف مسمياتها، ومنها تلك الأغنيات التى باتت تنتجها مؤسسات بعينها تابعة لتلك الجماعات لأن الكلمة واللحن والأداء الغنائى من العوامل التى تكشف الستار عن بعض أسرار وخبايا تلك الجماعات المعادية للبشرية.
وتناولت خلال هذه الدراسة ثلاث أغنيات انتشرت عن الجماعات الإرهابية وهى أغنية «صليل الصوارم نشيدة الإبادة»، والتى أنتجتها مؤسسة أجناد للإنتاج الإعلامى، ونشيد «قد عزمنا» والذى أنتجته مؤسسة البراق للإنتاج الإعلامى، ونشيد «أتينا نملأ الآفاق رعبا» إنتاج Arman.
وكان الملفت للنظر فى تلك الأغنيات والتى استقرت عليها الباحثة هى استخدام الجماعات الإرهابية عبارات الاستقواء والعنف فى كلمات تلك الأناشيد مثل صليل الصوارم ودرب القتال واقتحام يبيد الطغاة، وعبارات التعصب الدينى مثل «به عز دينى وذل البغاة، فيا قومى هبوط لدرب الكماة، وإما ممات يعيط العداة».
لعل أهم ما تميزت به هذه الدراسة هو ما قدمته الدكتور ياسمين فراج حول الأغنية الجهادية عند التنظيمات الإرهابية والتى تعتبر من الدراسات الفريدة من نوعها، والتى تناولت ما تم إنتاجه من أعمال أنتجتها الجماعات الإرهابية.