رغم أن وسائل النقل العام في لوكسمبورج مجانية منذ 3 سنوات وأن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة للاستثمار في هذا القطاع، إلا أنها تواجه صعوبة في المنافسة مع المركبات الخاصة التي يفضلها السكان والتي تكون أكثر تكلفة.
وفقًا لخبير النقل في مركز "ليسر" للبحوث، ميرلان جيلار، فإن ثقافة السيارة ما زالت مهيمنة جدًا ويعد جذب السكان نحو وسائل النقل العامة مسألة معقدة. ويشير إحصائيات معهد "يوروستات" إلى أن لوكسمبورغ يتصدر قائمة الدول الأوروبية المنخفضة في استخدام وسائل النقل العام، حيث يمتلك 681 شخصًا من كل ألف فرد سيارة، وهو ما يجعلها ثاني أعلى معدل للاستخدام بين دول الاتحاد الأوروبي بعد بولندا.
وعلى الرغم من ذلك، تستثمر الحكومة في لوكسمبورج سنويًا 800 مليون يورو في وسائل النقل العام، وتحتل المركز الأول في أوروبا من حيث مستويات الإنفاق على الترامواي بقيمة 500 يورو سنويًا للفرد الواحد، بهدف توسيع الشبكة وتحسين نوعيتها.
ومع ذلك، فإن وزير النقل في لوكسمبورج، فرنسوا باوش، يرى أن ثقافة السيارة لا تزال متجذرة في المجتمع، ويشير إلى أن حركة المرور شهدت انخفاضًا في العاصمة منذ تشغيل الترامواي عام 2017، ولكن التحول نحو استخدام وسائل النقل العام يحتاج إلى وقت وجهود مستمرة.
ويسعى باوش والحكومة إلى زيادة الوعي بأهمية الاعتماد على وسائل النقل العام وتحسين خدماتها، وتشجيع الناس على التحول إلى استخدامها بشكل أكبر، وذلك من خلال تطوير شبكة النقل العام وتحسين وسائل الراحة والأمان والجودة.
ومن المتوقع أن يستمر العمل على تحقيق هذه الأهداف في السنوات القادمة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة استخدام وسائل النقل العام في لوكسمبورغ وتقليل استخدام المركبات الخاصة.
