تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بذكرى القديس بطرس أسقف سبسطية، الذي ولد نحو عام 340م في قيصرية كابادوكيا، فكان الأخ الأصغر بين عشرة إخوة، تكبرهم القديسة العظيمة ماكرينا التي كان لها دورها الفعّال في حياة اخوتها بل وفي تدبير الكنيسة. ومن بين إخوته القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية، والقديس غريغوريوس أسقف نيصص. أما والديهم فهما باسيليوس وإميليا اللذان نُفيا بسبب الإيمان.
توفي والده وهو بعد رضيع فتلقفته أخته القديسة ماكرينا التي ألهبت قلبه بالحياة النسكية والعزوف عن المراكز الزمنية والكرامات الباطلة.
التحق القديس بطرس بالجماعة الرهبانية التي أقامها أخوه القديس باسيليوس على ضفاف نهر الإيريس، فقد احتاج إليه أخوه ليعاونه في تدبير هذه الجماعة، وليكون خلفه، إذ اتسم بالحكمة والرزانة مع الحياة الفاضلة في المسيح.
حلّت مجاعة عنيفة اجتاحت بنطس وكبادوكيا فظهرت محبة هذا القديس الفائقة. بحسب الحكمة البشرية كان يليق به أن يكون مقتصدًا في العطاء للآخرين حتى يطمئن أن جماعته تجتاز هذه المحنة بسلام، لكن محبته المسيحية الباذلة أبت عليه إلا أن يفتح مخازن هذه الجماعة ليعطى بفيض للجميع، واثقًا في الله مشبع الجميع.
وسيم القديس باسيليوس أسقفًا على قيصرية كبادوكيا في سنة 370م، شجع أخاه على نوال نعمة الكهنوت.
توفي باسيليوس في أول يناير 379م، وتوفيت ماكرينا في نوفمبر من نفس العام، ثم رقد بعدهما بقليل أوستاثيوس الأريوسي أسقف سبسطية بأرمينيا المقاوم للقديس باسيليوس، فسيم القديس بطرس أسقفًا على سبسطية عام 380م لاقتلاع كل جذور الأريوسية عن الإيبارشية. في عام381 اشترك في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية حيث أظهر غيرة على الإيمان المستقيم مع حكمة وتقوى.
توفي في صيف عام 391م في سيفاس – تركيا.