بالعربي
حقق الاكتتاب العام لشركة النفط الإماراتية أدنوك نجاحًا كبيرًا بجمع أكثر من ٢.٥ مليار دولار.. وذلك فى أكبر إدراج للشركة هذا العام منذ أن تم تداول أسهم الشركة فى ١٣ مارس. هذا الانفتاح لرأس المال هو أيضًا جزء من عملية التنويع الاقتصادى.
وقال خالد الزعابى، الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك، فى بيان: "ترحب أدنوك بالطلب غير المسبوق على أسهم أدنوك من مستثمرى التجزئة في الإمارات العربية المتحدة وكذلك المستثمرين من المؤسسات المحلية والعالمية". وقد أعلنت الشركة الإماراتية فى ٢ مارس فى بيان لها أنها ستجمع حوالي ٢.٣٧ مليار يورو عند طرح الأسهم للاكتتاب العام فى ١٣ مارس. وفى ٣ مارس، حددت شركة النفط العملاقة السعر النهائي للاكتتاب العام بعد ان حققت نسبة طلب قياسية.
حددت الشركة في بيان لها سعر السهم بقيمة ٢.٣٧ درهم. مع توقع إجمالى بنحو ١٢٤ مليار دولار. بالنظر إلى المؤشرات الإيجابية لسوق الأسهم، تبيع أدنوك حوالى ٣.٨٤ مليار سهم فى قطاع الغاز، وهو ما يعادل حوالى ٥٪ من رأس مالها المصدر (٤٪ كان مخططًا مبدئيًا). بمجرد اكتمال البيع، ستستمر الشركة في حيازة ٩٠٪ من الأسهم المسيطرة. يعد الاكتتاب العام لشركة أدنوك هو الأكبر على الإطلاق فى سوق أبوظبى للأوراق المالية (مؤشر اتجاه سوق الأسهم)، متجاوزًا صفقة شركة بروج الكيماوية البالغة ٢ مليار دولار في عام ٢٠٢٢.
وقال مدير الشركة: "إن أدنوك غاز تمثل عرضًا ذا قيمة جذابة للغاية ويدعم الدور الرئيسي لأدنوك كعامل مساعد رئيسى للنمو الاقتصادي الوطني وتنويع السوق المالية في الإمارات العربية المتحدة". وبالتالي، فإن الشركة، التى تشكلت في بداية العام للجمع بين عمليات تشغيل وصيانة وتسويق الغاز والغاز الطبيعي المسال من الإمارة الخليجية، تستفيد من السياق الدولي المحفز لإدراجها في سوق الأوراق المالية.
في الواقع، منذ بدء الصراع في أوكرانيا في ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، أصبحت إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا نادرة بسبب فرض عقوبات اقتصادية. وكبديل لذلك ركزت القارة العجوز الطرف علي الدول الأخرى المنتجة للغاز، بما فى ذلك الجزائر ودول الخليج (الإمارات في الصدارة). بعد اتفاقية الطاقة بين ألمانيا وأبو ظبي الموقعة في سبتمبر ٢٠٢٢، تسلمت الشركة الألمانية روي RWE Aktiengesellschaft (RWE) أول شحنة لها من الغاز الطبيعي المسال الإماراتي الشهر الماضى.
أخيرًا وليس آخرًا، يهدف هذا الاكتتاب قبل كل شىء إلى تعزيز زمن بعيد، في عام ٢٠٠٨ خطة، تهدف إلى الخروج من فخ عائدات النفط. من خلال سلسلة من عمليات الخصخصة، والانفتاح على الاستثمار الأجنبي وشراء العديد من الشركات في مختلف القطاعات، تمكنت البلاد من تخطى عتبة استثمارالذهب الأسود لتتجاوزه للاستثمار في مجالات رئيسية أخرى مثل التنمية المستدامة، أو الرقمية أو قطاع التكنولوجيا.
معلومات عن الكاتب:
ألكسندر عون.. صحفى فرنسى من أصل لبنانى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط.. يستعرض خطة طرح الشركة الإماراتية العملاقة أدنوك فى البورصة، مشيرًا إلى خطة متكاملة وضعتها الدولة للاستثمار فى مجالات عديدة وعدم الاعتماد على النفط فقط.
