السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

آثار أسوان والنوبة.. جبانة الكاب مدفن الأبطال وكبار المُحاربين

شمس الجنوب..

من مقبرة باحري
من مقبرة باحري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خلال شهر رمضان الفضيل، تصحبكم "البوابة" في رحلة عبر تاريخ المصري القديم، ننطلق خلالها من أقصى جنوب مصر، لنستعرض أهم المعالم الأثرية التاريخية، مُسلطين الضوء على آثار أسوان والنوبة، من خلال عرض لأبرز المعالم الأثرية، من واقع كتاب "آثار أسوان والنوبة"، للدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان الأسبق، في سلسلة حلقات تتناول هذا الإرث الحضاري الهام على بقعة غالية من أرض الوطن.

في الحقلة الثالثة من "شمس الجنوب"، نواصل الحديث عن مقابر جبانة "الكاب"، وأبرزها "مقبرة باحري"، وتؤرخ بعصر الملك تحتمس الثالث، وتقع في النهاية الشرقية للممشى الحديث الذي أقامته وزارة الآثار، ويبلغ طول المقبرة ثمانية أمتار ونصف وعرضها أربعة أمتار، وارتفاعها 3 أمتار ونصف، ويتميز سقفها بأنه مقبى، وفي نهاية المقبرة يوجد تجويف به ثلاثة تماثيل وجدرانها مليئة بالمناظر الملونة، كما يظهر الحائط الذي على اليسار، باحري وهو يُشرف على أعمال الزراعة، مثل البذر والحصاد، وفي الصف الثاني حصاد الكتان والقمح، وعلى الحائط الأيمن باحري وزوجته أمام مائدة قرابين وابنهما يُقدم القرابين إليهما، كما يظهر والدي باحري وأحفاد باحري، وكل منهم مسجل اسمه بجواره.

كما تضم جبانة الكاب، مقبرة "أحمس بن أبانا" عاش أحمس بن أبانا في زمن الأسرة الثامنة عشرة ولد في مدينة الكاب، وإبانا لم يكن اسم أبيه بل اسم أمه، وكان ضابطا في عهد الملوك الثلاثة الأوائل من الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية، وهم أحمس وأمنحتب الأول وتحتمس الأول، وقد شارك في الكثير من العمليات الحربية فقد حارب ملوك الرعاة الهكسوس في أواريس، وكان له دور بارز في تلك المعركة، وكان الملك أحمس الأول معجبا ببراعته في القتال، كما شارك أيضًا في حصار شاروهين، البلدة التي تقهقر إليها الهكسوس، وفي عصر الملك أمنحتب الأول، وشارك في حملة بحرية ضد النوبة، وكافأه جميع الملوك الذين حارب في عهودهم لشجاعته وبسالته وبطولاته ومنح الكثير من الذهب والعبيد، وعندما أصبح كهلاً قضى بقية حياته في مدينة الكاب، ومقبرته مستطيلة الشكل، تحتوي على حجرة تؤدي إلى حجرة الدفن حيث يظهر على الجدار الشمالي احمس ابن إبانا وزوجته، وعلى الجدار الجنوبي يظهر وأمامه النص الشهير الذي يحكي تاريخ معارك التحرير، وعليه أيضا معلومات مهمة عن الأسرتين السابعة عشرة والثامنة عشرة.

كما تعد مقبرة رني، من أهم مقابر "الكاب"، وكان رني كبيرًا للكهنة في الكاب، وعمدة للمدينة في عصر الملك أمنحتب الأول، وبمقبرته نقوش تصور الزراعة، ومنظر القوارب الجنائزية التي وضع في إحداها التابوت وحوله الكثير من الأقارب والقرابين، وصور في الخلف للنساء وهن يجذبن شعورهن حزنًا، وفي نهاية المقبرة نجد بقايا تمثال مهشم لرني یحیط به اثنان من حیوان "ابن آوى"، وسقف المقبرة رُسم بشكل جميل ليشبه سقف قماش الخيمة، أو المظلة.

وتضم جبانة الكاب، مقبرة سيتاو، وكان سيتاو كاهنًا للإلهة نخبت في عصر رمسيس الثالث وعلى جدران واجهة مقبرته لوحة تصور سیتا ووزوجته، وهما يتعبدان لرع حور أختي وخبري، وتضم مقبرته الكثير من المناظر، لكن المنظر الأكثر حفظًا يصوره هو وزوجته جالسين والأبن الأكبر لهما يقدم إليهما القرابين، وفي مواجهته تجلس عائلته، وفي أسفل هذا المنظر يظهر القرد الجميل تحت كرسي سيتاو.

يقدم الكتاب رؤية مميزة حول آثار أسوان والنوبة المصرية في عمل يعد وثيقة مهمة ترصد واقع الحالة لآثار تلك المنطقة المهمة تاريخيا وأثريًا، والتي تبدأ من مدينة الكاب القديمة في الشمال، وتنتهي في جزيرة سهيل في الجنوب، ومن منطقة النوبة المصرية أمام خزان أسوان حيث جزيرة فيلة في الشمال وتنتهي عند مدينة "أبو سمبل" على الحدود المصرية السودانية. 

شغل المؤلف مهامًا وظيفية عدة كان من بين أهمها أنه كان مديرًا لآثار أبو سمبل ومعابد النوبة من 2010 إلى 2014م، ومدير عام صندوق انقاذ آثار النوبة 2014 إلى 2015م، ومدير عام آثار أسوان من 2015 إلى 2020م، ما يعني أن هذا الكتاب هو حصيلة تقدير ومحبة من عالم كان من بين حراس الحضارة المصرية والأمناء عليها.