يقول الأنبا يؤانس أسقف الغربية في موسوعة عن تراث القبط ذاكرًا الحياة النسكية للرهبان وكيف يعيشونها.
كان الطعام يقدم للرهبان في قاعة المائدة مرتين كل يوم ظهراً ومساء. ولم يكن الحضور إلزاميًا حتى تتاح الفرصة لبعض النساك الذين يتبعون نظاماً خاصاً في حياتهم ولا يتناولون إلا وجبة واحدة من الخبز والملح عند الغروب.
وكان الطعام يتألف من الخبز والخضر والحساء والجبن والفاكهة، وعلى ذلك فقد كان الرهبان الباخوميون نباتيين، لا يأكلون اللحم ولا يشربون النبيذ إلا في ظروف المرض.
وكانوا يدخلون قاعة المائدة حفاة الأقدام حتى لا يسببوا إزعاجاً وهم لابسـون القميص والفروة والعباءة والطاقية والقلنسوة، ويأكلون في سكون دون أن ينظر الواحد منهم إلى جاره، وفي أعلى القاعة منصة يقرأ من فوقها أحد الرهبان بعض القراءات المقدسة حتى ينتهى الرهبان من الطعام.