للعقيدة الإسلامية أثر بالغ في نفوس معتنقيها لسماحتها وملائمتها للنفس البشرية، وهو الذي انعكس بشكل كبير على الفنون في شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية، حيث سجلت عبر التاريخ صورة صادقة للفنان المصري ومهارته، ولعل جدران المساجد ومنابرها أبرز دليل على دقة وحرفية الصانع والفنان المصري ومهارته، فعلى مدار شهر رمضان المبارك تصطحبكم "البوابة نيوز" في رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحاني في قلوب مُرتاديها.
جامع أو مسجد سيدى شبل الأسود بمدينة الشهداء بمحافظة المنوفية مصر، بنى المسجد على ضريح يقال إنه لمحمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب، للمسجد قيمة روحانية كبيرة. ويعتبر مزارًا لكثير من رواد الطرق الصوفية في محافظة المنوفية وخارجها، ويعتبر من أهم المعالم والمزارات والآثار الإسلامية في المنوفية، كما يقام به مولد سنوي بمناسبة ذكري استشهاد محمد بن الفضل بن العباس في ديسمبر.
فمسجد سيدي شبل له قيمته التاريخية، إذ يعتبر من أهم الآثار الإسلامية التي لاتزال باقية بمدينة الشهداء، آثار مسجد قديم، يتكون من صحن مكشوف تحيط به بقايا أروقة مكونة من دعائم مبنية من الآجر، ويجاور المسجد القديم من جهته الغربية بضعة أضرحة زالت معظم قبابها ولم يبق منها غير قبة واحدة تقوم على غرفة مربعة في كل ركن من أركانها الأربعة مقرنص كبير تقوم فوقه رقبة بها نوافذ صغيرة تعلوها قبة.
وتشبه هذه القبة إلى حد كبير قباب مدافن مدينة أسوان وكذا قبة المسجد العمرى بقوص ومسجد اسنا وقبة الجيوشى على سفح جبل المقطم. ولما كانت هذه القباب جميعها ترجع إلى العصر الفاطمي.
أما المسجد المعروف باسم جامع سيدى شبل فيقول على مبارك في خططه أنه بنى على ضريح سيدنا محمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب وشهرته شبل لشجاعته فهو بذلك ابن عم الرسول صلوات الله وسلامه عليه. ويقال إن سيدنا شبل ولد بالحبشة، فقد كان والده الفضل بن العباس يتاجر بأمواله وأموال غيره من العرب في بلاد الحبشة. وحدث أن خرج الفضل في السنة الثامنة للهجرة من المدينة ومعه تجارة كبيرة للعرب إلى بلاد الحبشة فلما باعها، حدث بينه وبين حاكمها خلاف على الضريبة المقدرة عليه مما اقتضى بقاءه فترة لفض هذا الخلاف.
ولما تم الصلح بين الفضل وبين ملك الحبشة وهبه الملك جارية حبشية بكرا من سرارية اسمها ميمونة هدية له، وقد تصادف عند عقده عليها أن حضر جماعة من الصحابة من المدينة المنورة إلى الحبشة يستطلعون سبب تغيبه تلك المدة الطويلة خاصة وأن معه تجارة لجماعة كبيرة من العرب، فعقد له عليها المقداد بن الأسود ومعاذ ابن جبل وعبد الله بن عمر وغيرهم. وفى السنة التاسعة للهجرة ولدت ميمونة للفضل ولده محمد شبل الأسود ولعله نعت بالأسود نسبه إلى سواد لونه الذي ورثه عن أمه الحبشية.
ومن المرجح أنه قد بنى على مقبرة الشهداء التي يرجح أن يكون من بين شهدائها أحد أفراد آل البيت رضوان أجمعين أضرحة والحق بها مساجد وأن هذه العمائر الله عليهم قد توالت عليها يد الإصلاح والترميم، يؤيد ذلك بقايا المسجد القديم وكذا القباب التي ترجع إلى العصر الفاطمي. أما المسجد الموجود حاليا فقد قامت ببنائه وزارة الأوقاف في القرن العشرين. وهو يشبه في تخطيطه العام المساجد التركية، إذ أنه يتكون من مربعين أحدهما يشمل صحن الجامع وهو مكشوف وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما المربع الثاني فهو عبارة عن إيوان القبلة ويتكون من صفوف من الأعمدة. موازية لحائط القبلة مغطاة بسقف مسطح وفي وسطه ثمانية أعمدة تقوم عليها رقبة ثمانية بكل ضلع منها فتحة للإضاءة وهي أشبه (بالشخشيخة) وفى الضلع الغربي من ايوان القبلة يوجد ضريح سيدى محمد شبل الأسود .
وتتكون واجهة المسجد من مدخلين رئيسيين أحدهما يؤدى إلى ايوان القبلة والثاني يؤدى إلى صحن الجامع. ويتقدم الواجهة ردهة بطول الواجهة تقريبا صدرها محجوز بسور مزخرف وينتهي طفاها بسلمين لارتفاع المسجد عن مستوى الشارع بمقدار سبعة أمتار .
ثقافة
منابر لها تاريخ.. جامع سيدى شبل الأسود مزار الصوفية بالمنوفية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق