الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رسائل الإمام محمد عبده .. «الإنسان عالم صناعى»

الامام محمد عبده
الامام محمد عبده
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بوصف "الإنسان عالم صناعي" يحدد الإمام محمد عبده خارطة طريق للإنسان ـ المسلم ـ واضحة المعالم، فيها تنفصل إرادته الدُنيوية عن إيمانه، دون التباس من شأنه أن يضع الفخاخ للمسلم في طريقه بتدخل ـ عبر حاجياته الدنيوية ـ الآخر / رجل الدين في شئونه بذريعة سؤال أهل الذكر في كل أمور الدين والدنيا، لكن بتأمل بسيط سيأخذنا فهم المنهج إلى رؤية أوضح للدين الإسلامي.
ويقول الإمام محمد عبده في كتابه "الإسلام بين العلم والمدنية" تحت عنوان "الإنسان عالم صناعي": "ولو نفض يديه ـ أي الإنسان ـ من العمل لنفسه ساعة من الزمان، وبسط كفيه للطبيعة، ليستجديها نفسا من حياة لشحت به عليه بل دفعته إلى هاوية العدم"، بهذا المنطق المتغلغل في المجتمع العالمي تتسع الرؤية وترتفع عن الحوائط التي حجبت النور عن العقول طوال فترة احتلالها بفكر ماضوي.
ويتسم منهج الإمام محمد عبده بأنه الأرحب بعصريته ومناهضا لمحاولات رجالات الإسلام السياسي فرضه بتجهيل جمهوره بالبُعد عن الحديث العلمي ـ واتهامه الدائم بالتجرؤ على الدين الذي من شأنه ـ أي العلم ـ ترتيب حياة المسلم العملية دون خلل في إيمانه، على عكس خطابهم الذي يحقر العلم ويدفع الإنسان المسلم إلى دين التشدد والغلظة فانبثقت "داعش" مثلا، والتي رفعت شعار الجهاد بديلا عن شعار العلم والعمل، والأنكى أنها كانت تقتل المسلمين بعقيدة فاسدة لم ينزل بها الله من سلطان.
يربط الإمام محمد عبده في متن حديثه ما بين مفهوم الإسلام كدين وبين العلم والمدنية خلال تربية الإنسان ـ بمعنى تجاربه ـ ليؤكد أن طبيعة الدين والعلم والمدنية متجانسة ولا يفصل بينهم سوى الجهل بالدين يقول:
"من الإدراك والتعقل والإخلاص والملكات والانفعالات الروحية، تجده فيها ـ أي الإنسان ـ أيضا عالما صناعيا، شجاعته وجبنته، جزعه وصبره، كرمه وبخله، شهامته ونذالته، قسوته ولينه، عفته وشرهه، وما يشابهها من الكمالات والنقائص جميعا تابع لما يصادفه في تربيته "الإسلام بين العلم والمدنية"
الأولى ـ أي دين الإسلام ـ  وما يودع في نفسه من أحوال الذين نشأ فيهم وتربى بينهم مرامي أفكاره ومناهج تعقله ومذاهب ميله ومطامح رغباته ونزوعه إلى الأسرار الإلهية.
إلى البحث في الخوض في الطبيعة وعنايته باكتشافه الحقيقة في كل شيء، أو وقوفه عند بادئ الرأي فيه وكل ما يرتبط بالحركات الفكرية إنما هي ودائع اختزنها لديه الآباء والأمهات والأقوام والعشائر والمخالطون".