الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

لو كان لديك فانوس بشمعة فأنت من الوقادين فى شوارع المحروسة.. اعرف أصل الحكاية

من التراث

مجموعة من المشكاوات
مجموعة من المشكاوات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ربما لا يدري كثيرون أن فكرة هذه الفوانيس تعد امتدادا تاريخياً منطقيا لجانب مهم جداً من جوانب التميز والإبداع في الحضارة الإسلامية، وهو ما عرفناه من أحمد صيام مدير عام المتحف الإسلامي بالقاهرة، والذي كشف لنا عن براعة المسلمين في ابتكار وتطوير أشكال متنوعة من وسائل الإضاءة الصناعية، وهذه البراعة لم تكن وليدة الصدفة.

وتابع "صيام" قائلا: برع المسلمون في الاستفادة أولا من ضوء الشمس، وذلك عبر توظيف عناصر الإضاءة الطبيعية بالمنشآت المعمارية كالشبابيك والصحون المكشوفة وغيرها، وتطورت هذه البراعة لابتكار وسائل الإضاءة الصناعية، والتي كانت تراعي الفوارق المادية بين الأغنياء والفقراء.

سألنا "صيام" وكيف كان ذلك؟، فكان رده: صنعوها من المواد الأرخص ثمناً مثل المسارج الفخارية، وحتي المواد باهظة الثمن المزينة بخيوط من الذهب أو الفضة أو ما عرف وقتها بالتكفيت، وظهر ذلك علي الثريات والتنانير المعدنية والقناديل، وقد كانت وسائل الإضاءة هذه تجارة رائجة، حتي أنه أيام الفاطميين عرفت مدينة الفسطاط سوقاً كبيراً حينها اسمه سوق القناديل، وكانت تباع فيه وسائل الإضاءة الحديثة.

وحسب ما أخبرنا به مدير عام المتحف الإسلامي، فكلنا نعرف أن عصر المماليك كان درة الفنون الإسلامية وهو ما يظهر بوضوح في عمائرهم وآثارهم، وقد ألقي ذلك بظلاله علي وسائل الإضاءة حينها، والتي كانت بجانب وظيفتها الأساسية، فهي قطعة فنية رائعة بما عليها من زخارف وصناعة بديعة، ومنها المسارج والمشكاوات والشماعد، بجانب الثريات والفوانيس والتنانير، وكلها تمثل دليلاً أكيدا علي عظمة حضارة أجدادنا ودورهم في إبداع كثير من الأشياء ليست في مصر بل للإنسانية كلها.

وكأننا نسير علي خطي وارث أجدادنا في اهتمامهم بالإضاءة، حيث كانوا ونحن نفعل مثلهم الآن، يربطون الاحتفال بمناسباتهم المختلفة بإيقاد وسائل الإضاءة المختلفة، وكان المسلمون في ذلك يستخدمون الشموع والزيوت النقية الطبيعية مثل زيوت اللوز والفجل واللفت، وستندهش عندما تعلم الإضاءة كانت وظيفة لها أهمية، ومن يعملون بها كانوا يسمونهم "الوقادون"، ووظيفتهم إيقاد المصابيح وصيانتها وتنظيفها في شوارع المحروسة ومنشآتها قبل سنوات بعيدة.

ويزخر المتحف الإسلامي بالقاهرة بعشرات من الكنوز الأثرية الرائعة من وسائل الإضاءة التي عرفها وابتكرها المسلمون، خاصة التنانير والمسارج والمشكاوات، وهي الأكثر انتشاراً خاصة في العصر المملوكي، وقد وصلنا منه مجموعة من أروع المشكاوات الزجاجية المزخرفة بخطوط عربية وتشكيلات من الزخارف النباتية.