الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

آثار أسوان والنوبة.. مدينة الكاب مركز عبادة الإلهة «نخبت» «2»

شمس الجنوب

الإلهة المصرية  القديمة
الإلهة المصرية القديمة "نخبت"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خلال شهر رمضان الفضيل، تصحبكم "البوابة" في رحلة عبر تاريخ المصري القديم، ننطلق خلالها من أقصى جنوب مصر، لنستعرض أهم المعالم الأثرية التاريخية، مُسلطين الضوء على آثار أسوان والنوبة، من خلال عرض لأبرز المعالم الأثرية، من واقع كتاب "آثار أسوان والنوبة"، للدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان الأسبق، في سلسلة حلقات تتناول هذا الإرث الحضاري الهام على بقعة غالية من أرض الوطن.

في الحقلة الثانية، نتحدث عن آثار مدينة إدفو، ونبدأ بالحديث عن مدينة الكاب القديمة، " تقع مدينة الكاب القديمة على الضفة الشرقية للنيل شمال مدينة إدفو، وقد أطلق عليها المصريون القدامى اسم "نخب"، وكانت نخب عاصمة المقاطعة الثالثة بمصر العليا، وكانت الإلهة الرئيسية التي تعبد فيها هي الإلهة "نخبت"، التي مثلت دائما على شكل طائر العقاب الأبيض، أو على شكل امرأة متوجة بتاج الوجه القبلي ولم تكن نخبت إلهة محلية في إدفو فقط، وإنما كانت إلهة لكل المصريين، وكان على ملوك مصر أن يتقربوا إليها باعتبارها رمزا لصعيد مصر.

وفي عصر ما قبل الأسرات كانت الكاب عاصمة مصر، وحملت على عاتقها وحدة مصر، وعثر بها على أقدم مركز عمراني في مصر، وكانت داخل أسوار ضخمة، وبقايا هذه المدينة توجد على يمين الطريق البري وأنت متجه إلى أسوان، وحوائطها الضخمة من الطوب اللبن بناها الملك نختنبو الثاني الأسرة "30" في القرن الرابع قبل الميلاد لتكن حائطا دفاعيًا حول المدينة، وتبلغ مساحة المنطقة المسورة 25 ألف متر مربع ويوجد في مركز المدينة معبد للإلهة نخبت مشيد بالحجر الرملي ويؤرخ بناء المعبد ما بين الأسرة الثامنة عشرة والأسرة الثلاثين، أي ما بين القرن السادس عشر ق.م والقرن الرابع ق.م، ولكن أساسات المعبد بنيت فوق بقايا قديمة، وهناك أيضا معبد ان للإله سوبك والإله تحوت.

كما تقع جبانة الكاب على بعد خمسمائة متر شمال بقايا مدينة الكاب القديمة وهي منقورة في صخرة تل من الحجر الرملي، وتؤرخ الجبانة اعتبارا من الدولة القديمة وحتى عصر الدولة الحديثة، وعدد مقابرها أكثر من ثلاثين مقبرة، لكن المقابر الأشهر بها أربع مقابر وهي مقبرة باحري عمدة مدينة الكاب في عصر الملك تحتمس الثالث، ومقبرة بطل حرب مصر ضد الهكسوس أحمس بن ابانا ومقبرة رني، ومقبرة سيتاو الكاهن الأكبر للإلهة نخبت الذي عاش في عصر الملك رمسيس التاسع.

يقدم الكتاب رؤية مميزة حول آثار أسوان والنوبة المصرية في عمل يعد وثيقة مهمة ترصد واقع الحالة لآثار تلك المنطقة المهمة تاريخيا وأثريًا، والتي تبدأ من مدينة الكاب القديمة في الشمال، وتنتهي في جزيرة سهيل في الجنوب، ومن منطقة النوبة المصرية أمام خزان أسوان حيث جزيرة فيلة في الشمال وتنتهي عند مدينة "أبو سمبل" على الحدود المصرية السودانية. 

شغل المؤلف مهامًا وظيفية عدة كان من بين أهمها أنه كان مديرًا لآثار أبو سمبل ومعابد النوبة من 2010 إلى 2014م، ومدير عام صندوق انقاذ آثار النوبة 2014 إلى 2015م، ومدير عام آثار أسوان من 2015 إلى 2020م، ما يعني أن هذا الكتاب هو حصيلة تقدير ومحبة من عالم كان من بين حراس الحضارة المصرية والأمناء عليها.