تمر الذكرى الرابعة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، ودحره في آخر معاقله في أعقاب المعارك التي انتهت بالقضاء عليه بقرية "الباغوز" السورية الواقعة على الحدود مع العراق، وذلك على يد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في مارس من العام 2019.
وأعلن التنظيم الإرهابي قيام دولته المزعومة "دولة الخلافة" في العام 2014، وضمت عدة مناطق سورية وعراقية احتلها التنظيم، أبرزها الموصل العراقية وإقليم سنجار ومناطق غرب العراق، ومدينة الرقة السورية ومناطق شمال وشرق سوريا.
ووفقا لبيان صادر عن المركز الإعلامي لـ"قسد"، فإن قوات سوريا الديمقراطية حذرت من استمرار خطورة داعش، كما طالبت التحالف الدولي بزيادة الدعم المقدم لها في المجال الأمني وإعادة الإعمار.
وبحسب البيان، فإن "قسد" أشادت بالمقاومة التي أبدتها قواتها بمشاركة التحالف الدولي، وإنهاء خطـر التـنظيم الذي يهدد العالم ومستقبله، مؤكدة أن التنظيم لا يزال يشكل خطرا محدقا على مناطقنا والعالم، وخاصة من خلال خلاياه، حيث يسعى لترميم تنظيمه المتهالك مجددا وإعادة سيطرته الجغرافية على بعض المناطق وتشكيل خطورة على حياة السكان.
أما الصفحة الرسمية للتحالف الدولي على فيسبوك، فقد أكدت أن الباغوز التي شهدت آخر معارك قبل هزيمة داعش "يتطلع سكانها إلى مستقبلٍ مُفعم بالأمل، حيث يواصلون إعادة بناء بلدتهم التي دمرها النزاع في يوم من الأيام".
وخلال مقاطع مرئية لسير الحياة في الباغوز، أوضح "التحالف" على لسان بعض أبناء المدينة أنها شهدت المزيد من تحسين الأوضاع الحياتية والمعيشية، حيث تحسنت الخدمات، وتحسن البناء والطرق، خاصة بعد أن تركها التنظيم مدمرة تماما، كما فخخ المنازل، فما إن عاد الأهالي للمنطقة حتى انفجرت في وجوههم المفخخات، فكانت مخلفات الحرب عائق كبير أمام عودة النازحين.
في الذكرى الرابعة لهزيمة داعش، فإن خلايا وعصابات التنظيم الإرهابي حاولت إحياء الذكرى بعملية هشة وصغيرة، حيث أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار على عنصرين من قوات سوريا الديمقراطية، أحدهما يرقد بحالة حرجة، جراء استهدافهما بالأسلحة الرشاشة، من قبل عناصر يرجح أنها تابعة لخلايا التنظيم، في بلدة حوائج بريف دير الزور الغربي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات سوريا الديمقراطية حاصرت بلدة حوائج، وفرضت حظر التجوال على البلدة، وسط معلومات عن شن حملة اعتقالات بعد اقتحام البلدة، بينما يسود حالة هلع لدى أهالي، تزامناً مع تشديد أمني.
ووثق المرصد السوري نحو37 عملية قامت بها خلايا التنظيم الإرهابي ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام الجاري، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات "المرصد" فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات 27 قتيلا، هم 5 مدنيين، و21 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية، وشخص مجهول الهوية.