حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، من عواقب وخيمة حال حدوث مواجهة بين جيشي روسيا والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية اليوم الجمعة، عن مدفيديف قوله في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية "الشيء الأول هو أن الصراع الحقيقي فقط هو الذي يمكن أن يقرر من هو الجيش رقم 1 ومن هو الجيش رقم 21".. و"سيكون من الخطأ قول أن الجيش الأمريكي هو رقم 1، بينما جيشنا هو رقم 2 لسبب واحد بسيط. إذا بدأت هذه الجيوش حربا، كيف يمكننا أن نقول من هو المنتصر؟ من الواضح أنه لن يكون هناك منتصر".
وحذر السياسي الروسي من أن المواجهة المحتملة "ستؤدي إلى عواقب وخيمة". وقال "سيكون من المستحيل تحديد جيش من هو الافضل".
وبحسب مدفيديف، كان يمكن اعتبار الجيش الأمريكي الأفضل "على الأقل خلال تلك الفترة التي كان فيها نشطا على الأرض كالعادة، وليس على أرضه، في ذلك الوقت"، في إشارة إلى الاحتلال الأمريكي لفيتنام. وقال إنه صدم عندما علم بمقتل 3 ملايين فيتنامي في ذلك الصراع.
وقال "لذلك، لن أتكهن فيما إذا كان أحد الجيوش أقوى من الآخر. الجيش المقاتل هو جيش قوي".
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن روسيا لا تخطط لتصعيد الحرب بالوكالة مع الغرب من خلال تحويلها إلى صراع مباشر.
وقال ميدفيديف، عندما سئل عما إذا كان الأمر يستحق الانتقال من حرب بالوكالة إلى صدام مباشر مع الغرب، "إننا مهتمون بحل الأزمة سلميًا، من خلال المحادثات، هناك مسألة أخرى، في الوقت الحالي، حيث يخبرنا الطرف الآخر، على الأقل علنًا، أنهم غير مهتمين بذلك. يقولون هذا لحقيقة بسيطة وهي أنهم لم يؤذن لهم بعد للقيام بذلك".
وأضاف أن الجانب المعادي لموسكو لديه شغف واحد فقط هو إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالاتحاد الروسي، وأشار إلى أن خطر نشوب صراع نووي لم ينته بعد، مؤكدا أنه على العكس تمامًا، فقد زاد ويستمر في الزيادة مع توفير أسلحة أكثر خطورة لأوكرانيا.
تقدم لليونسكو بيانات عن قصف أوكراني لمنشآت مدنية
وفي سياق متصل، قال رينات عليوتدينوف، المبعوث الروسي لدى اليونسكو، إن الدبلوماسيين الأجانب في اليونسكو لديهم فرصة لتجميع صورة موضوعية لما يحدث في دونباس بفضل البيانات المتعلقة بالضرر الناجم عن القصف الأوكراني للمنشآت المدنية التي قدمها الوفد الروسي.
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء (تاس) الروسية "البيانات المتعلقة بالمرافق المتضررة التي يتم تلقيها من سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجاتنسك الشعبية، نقوم بنقلها بانتظام إلى أمانة اليونسكو، وكذلك إلى وفود الدول الأعضاء. كما يخبرنا زملاؤنا الأجانب، بفضل هذه المواد، لديهم الفرصة لتكوين صورة موضوعية عما يحدث في دونباس".
وفقا لعليوتدينوف، تتعلق البيانات بالمباني السكنية والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الثقافية، من بين أشياء أخرى. وقال إن هذا القصف مستمر منذ ما يقرب من تسع سنوات، وإن المعلومات التي قدمناها تؤكد أيضا أن القوات المسلحة الروسية في سياق العملية العسكرية الخاصة تمتثل لمعايير القانون الدولي ولا تضرب المنشآت التي لا تستخدم لأغراض عسكرية".
وميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على أكثر من 380 جنديا أوكرانيا على محور دونيتسك خلال اليوم الماضي، كما دمرت مستودع ذخيرة لمرتزقة "الفيلق الأجنبي" في دونيتسك أيضا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف -في بيان أوردته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية - "إنه على محور كوبيانسك بلغت خسائر الجيش الأوكراني نحو 60 جنديا، وعلى محور كراسني ليمان 125 جنديا، وأكثر من 40 جنديا على محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، و40 آخرين على محور خيرسون، في حصيلة يومية عامة تصل إلى 645 قتيلا.
وأضاف كوناشينكوف أنه تم تدمير مدفع هاوتزر D-20 وآخر من طراز D-30، و3 مدافع ذاتية الحركة Krab بولندية الصنع، وراجمة صواريخ "غراد"، ودبابة، و3 قطع من مدافع ذاتية الحركة "غفوزديكا"، ومدفع М777 أمريكي الصنع، إضافة إلى عدد من المدرعات والمركبات العسكرية الأخرى.
كما تم إصابة 87 وحدة مدفعية أوكرانية في مواقع إطلاق النار وقوات ومعدات عسكرية في 109 مناطق، وتدمير حظيرة بما فيها من طائرات بدون طيار أوكرانية في منطقة أوديسا وتدمير رادار أمريكي مضاد للبطارية AN / TPQ-37 واعتراض 3 قذائف من راجمات الصواريخ هيمارس وإسقاط 18 طائرة بدون طيار.
فيما قال فلاديمير روجوف عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيه، إن وحدات الجيش الأوكراني تستعد لتنفيذ اختراق لخطوط الجبهة في منطقة أوريخوف بمقاطعة زابوروجيا.
وأشار روجوف -حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم)- إلى أن الهجوم الأوكراني قد يبدأ في الأيام القريبة المقبلة، وأن القوات الأوكرانية تقوم بحشد وتجميع قوات احتياط إضافية وكذلك مدرعات في منطقة أوريخوف؛ لتنفيذ اختراق لخط الجبهة من خلال عمليات هجوم استطلاعية، مشددا في الوقت ذاته على أن القوات الروسية في مقاطعة زابوروجيه تستعد لمواجهة القوات الأوكرانية بكل قوتها.
فيما أعلنت الإدارة العسكرية الإقليمية لمدينة "سومي" شمالي أوكرانيا أن شخصين اثنين لقيا حتفهما فيما أصيب تسعة آخرون جراء قصف القوات الروسية للمدينة.
وأوضحت الإدارة -حسبما ذكرت قناة "سي إن إن" الأمريكية- أن القصف الروسي تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بأربعة مناطق في المدينة، كما تسبب في تدمير مباني سكنية وإدارية.
كان مسئولون أوكرانيون قد أعلنوا في وقت سابق أن طائرة مقاتلة روسية أطلقت أكثر من 10 قنابل موجهة ضد أهداف في مدينة "سومي" مساء أمس الخميس.
وفي سياق آخر، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في آخر تحديث استخباراتي لها حول أوكرانيا، أن روسيا كانت تدرب القوات العسكرية في بيلاروسيا لأسباب عملية وسياسية.
وأوضحت الوزارة وفقا لما اوردته صحيفة (ذا جارديان) البريطانية عبر موقعها الالكتروني، أنه "اعتبارًا من منتصف مارس 2023، كانت روسيا قد أعادت نشر ما لا يقل عن 1000 جندي كانوا يتدربون في ساحة تدريب بجنوب غرب بيلاروسيا".
ولفتت الى ان على الرغم من عدم ملاحظة أي تناوب جديد للقوات من المحتمل أن تكون روسيا قد تركت المخيم في مكانه مما يشير إلى أنها تفكر في مواصلة برنامج التدريب.
ووفقا لوزارة الدفاع البريطانية، فحقيقة أن روسيا لجأت إلى تدريب أفرادها تحت قيادة الجيش البيلاروسي الأقل خبرة تسلط الضوء على كيف أدت "العملية العسكرية الخاصة" الروسية إلى خلل شديد في نظام التدريب العسكري الروسي.
وأضافت أن هناك احتمالات في أن تنظر روسيا أيضًا إلى دعم بيلاروسيا المستمر غير المباشر للعملية باعتباره رسالة سياسية مهمة.
يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، في 24 فبراير الماضي، شن عملية عسكرية ضد أهداف في أوكرانيا بهدف حماية سكان منطقة دونباس، الأمر الذي دفع العديد من دول الغرب والولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية ضخمة ضد روسيا.