مع تحول الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، تقترب المملكة العربية السعودية وسوريا من اتفاق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بعد مفاوضات بوساطة روسية، وفقًا لمسؤولين سعوديين وسوريين مطلعين على المناقشات.
قال المسؤولون إن المحادثات استمرت بعد جولات من المناقشات في موسكو والرياض في الأسابيع الأخيرة. إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيشكل خطوة مهمة لإعادة دمج سوريا وزعيمها بشار الأسد في المنطقة الأوسع بعد حرب أهلية وحشية.
في أعقاب الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بين المملكة العربية السعودية وإيران بشأن استئناف العلاقات هذا الشهر، فإن التقارب الناشئ بين دمشق والرياض، إذا تمسك، سيترك الولايات المتحدة على الهامش مرة أخرى بشأن تطور رئيسي آخر في الشرق الأوسط.
قال مسؤولون سعوديون وسوريون إن مفاوضين يهدفون إلى إبرام اتفاق قبل زيارة محتملة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق بعد عطلة عيد الفطر في أواخر أبريل.
أفاد التلفزيون الرسمي السعودي، مساء الخميس، أن المفاوضات بدأت مع سوريا لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية اللازمة لكلا البلدين، نقلًا عن مصدر في وزارة الخارجية.
قال مسؤولون من المملكة العربية السعودية وسوريا ودول عربية أخرى إن الحكومة الروسية توسطت في اتفاق مبدئي عندما زار الأسد موسكو الأسبوع الماضي. ثم قام مسؤولون سوريون كبار بزيارة المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة.
إذا تم التوصل إلى اتفاق رسمي، فإن التصويت على إعادة دمج سوريا في المنطقة الأوسع وإعادة إعمارها سيكون على جدول أعمال القمة العربية المقبلة المتوقعة في مايو في المملكة العربية السعودية، وفقًا لمسؤولين عرب.
تحرك جزء كبير من العالم العربي لإبعاد الخصومات التي أغرقت المنطقة في الفوضى في أعقاب الانتفاضات التي بدأت في 2011 وأطاحت بالعديد من حكومات الشرق الأوسط. أجرى السيد الأسد محادثات مع عدة دول عربية لإنهاء أكثر من عقد من العزلة، وقال وزير الخارجية السعودي مؤخرًا إن الوضع الراهن مع سوريا ليس مستدامًا.
أي اتفاق بين المملكة العربية السعودية وسوريا، بوساطة روسية، سيمثل خطوة دبلوماسية رائعة أخرى من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.