النجاح ليس له قالب ثابت للعمل به.. والجمهور «هيتخض» من مستوى التمثيل فى المسلسل
ارتبط اسم الفنان مصطفى شعبان بدراما شهر رمضان الكريم منذ ظهوره الأول فى مسلسل «عائلة الحاج متولى» أمام الفنان الكبير نور الشريف، فاستطاع أن يحجز لنفسه مكانا داخل قلوب المشاهدين، ليتصدر بعدها بطولة مجموعة كبيرة من المسلسلات، والتى حققت نجاحا كبيرا فى الشارع المصرى والعربى، وأصبحت «لزمات» الشخصيات التى قدمها على لسان جمهوره، وهو ما يعتبره شعبان دليلا على نجاح العمل ولمسه لقلوب المشاهدين مثل مقولة: «حبيبى يا ربنا»، «كله بما يرضى الله»، «أنا حزين»، «اللهم إنى صائم»، وغيرها، حيث يحرص فى كل عمل على ابتكار «لزمة».
يشارك مصطفى شعبان هذا العام فى الموسم الرمضانى بمسلسل «بابا المجال» الذى وصفه بأنه من أحلى الأعمال التى قدمها فى حياته، بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم منهم رياض الخولى، باسم سمرة، سوسن بدر، جومانا مراد، نسرين أمين، فرح يوسف، وإخراج أحمد خالد موسى.
كما أكد شعبان أن الجمهور سيتفاجأ من مستوى التمثيل داخل العمل، والمجهود الكبير المبذول لخروجه فى أفضل شكل، وهو ما سوف يضطره للتصوير حتى النصف الثانى من شهر رمضان.
التقت «البوابة نيوز» الفنان مصطفى شعبان وتحدثنا معه عن أسباب اختياره للعمل، والصعوبات التى واجهها، وشكل المنافسة هذا العام، ومن هو «بابا المجال» وغيرها من الأمور التى تناولها هذا اللقاء..
■ فى البداية لماذا اخترت «بابا المجال» للمنافسة به خلال شهر رمضان؟
أولا أنا لا أحب كلمة منافسة، فأنا اختار المواضيع التى تعجبنى وأعمل عليها، وهذا ما حدث فى «بابا المجال»، حيث إن الأمر بدأ كفكرة عرضت علىّ العام الماضى بعد انتهاء موسم رمضان، الذى قدمت خلاله «دايما عامر» فأعجبت بالفكرة، وبدأنا العمل عليها مع ورشة الكتابة والمؤلف أحمد الشواف حتى انتهى الأمر بمسلسل «بابا المجال».
■ هل تناول العمل لدراما شعبية هو ما شجعك لتقديمه؟
أنا أحب الدراما الشعبية، ولكن الشعبية التى تربينا عليها، وهنا أريد أوضح الفرق بين الشعبية والعشوائية، أما عن ما شجعنى لتقديم العمل هو أن الجمهور سوف يرى دراما جديدة وفكرة تعرض لأول مرة، يحتاج إليها الجيل الصاعد، والشباب الصغير الآن، فى قالب درامى ومسلى وشيق.
■ لكن الجيل الحالى أصبح صعب الإرضاء فى المحتوى الذى يشاهده؟
هذا حقيقى، ولكن الدراما الشعبية التى نتحدث عنها هنا سوف يجد فيها كل ما يحتاج مشاهدته سواء الكوميديا والتراجيديا والأكشن، مع رسالة وفكرة نتمنى وصولها لهم.
■ وما تلك الرسالة التى تريد إيصالها؟
الجملة مكتوبة على بوستر العمل وهى «اللى ياكل الحرام.. الحرام ياكله»،، فهذا العمل من أحلى المواضيع التى قدمتها فى حياتى، وأتمنى أن يصل هذا الإحساس والمجهود للجمهور.
■ حدثنا أكثر عن شخصيتك فى المسلسل؟
أقدم خلال العمل شخصية «زين» وهو بابا المجال فى المهنة التى يمتهنها خلال الأحداث، ويتعرض لكثير من المواقف والأحداث خلال العمل سوف نراها معا.
■ شخصية الرجل الشعبى سبق وقدمتها من قبل.. فما الذى يميز زين عن غيره من الشخصيات التى قدمتها؟
الشخصية الشعبية دائما ما تختلف من شخص لشخص، ومن عمل لعمل، ففى مسلسل العار شخصية «مختار» كان رجلا شعبيا ولكنه يختلف عن «أيوب» فى مسلسل أيوب، و«سفينة» فى ملوك الجدعنة، و«فواز» فى مسلسل الزوجة الرابعة، كل واحد منهم مختلف عن الآخر، فواحد يرتدى جلابية ويتزوج بالحلال، الآخر يتاجر بالمخدرات، وغيره، فكلها قصص شعبية، ولكن الموضوع هنا مختلف مثل ما تقدم.
■ فى دراما رمضان يبحث الجمهور عن الكوميدى أكثر من الشعبى.. هل تتفق مع ذلك؟
الجمهور فى رمضان يبحث عن الموضوعات التى تلمسه، والأعمال الشعبية تلمس القطاع الأكبر من الناس ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة العربية كلها، وأقصد هنا بالشعبى، الذى خرجنا منه، الشعبى الذى تعلمنا فيه الجدعنة وفيه ابن البلد والأصول وتعلمنا منه العادات والتقاليد، والتى كنا نراها فى الأعمال التى تربينا عليها قديما، ولكن ما يتم ترويجه الآن ليس شعبيا، فأصبح هناك خلط بين الشعبى والعشوائى، فنحن نتحدث فى الشعبى، هى الأصول والعادات المصرية الحلوة، والحارة الشعبية وليس عن العشوائيات والمشاكل والأزمات وخلافه، وهى الدراما التى يبحث عنها الجمهور وبها خليط من المشاعر.
■ معنى ذلك أنك تبحث عن المضمون بعيدا عن المخاطرة بالنجاح؟
النجاح ليس له قالب ثابت، ولا نستطيع أن نجزم به، ففى النهاية كل واحد منا يجتهد ويحاول أن يصيب الهدف خلال الموسم، ولا أتحدث هنا عن مصطفى شعبان فقط، بل فريق عمل كبير يحاول معك ويجتهد، ممكن الشعبى يكون أنجح قليلا لأن الفئة الأكبر من المشاهد الناس الشعبيين، ويوجد فئة قليلة خارج نطاق الشعبى تشاهد المسلسل.
■ لكن الجمهور الآن ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى؟
الدراما الشعبية واحد فى العالم العربى كله فى السعودية والمغرب وليبيا، فهى دراما الشارع التى تعجب الناس، فستجد فيها تراجيدى وكوميدى وأكشن وجميع الأفكار فدائما الشارع هو صاحب ومنبع الأفكار التى تصدر وتحقق نجاحا، فغرضنا هنا فى العمل أن المسلسل يقدم للقطاع العام من الناس، بطريقة تجارية تتوافق مع مصر والعالم العربى بطريقة مناسبة لشهر رمضان، ولكل الأسرة.
■ هل هناك شبه بين شخصية زين فى «بابا المجال» وبين مصطفى شعبان فى الحقيقة؟
لا أستطيع الإجابة عن الشبه بينى وبين الشخصية، لأنى عندما أصور فأنا شخصية زين فقط وليس مصطفى، فأثناء تصوير كل عمل أكون الشخصية التى أجسدها بشخصيتها، فمثلا فواز أكون فواز فى مسلسل الزوجة الرابعة، أو حسام أكون حسام فى فيلم مافيا، أو مختار فى العار وأيوب هو أيوب، ليس له علاقى بى وهكذا، فأنا أترك شخصيتى خارج الاستوديو.
■ «فى كارنا مفيش مفيش مقارنة» و«اللى ياكل الحرام.. الحرام يأكله» و«وأخوك على أده بس مفيش حد أده».. لماذا تقصد وجود «لزمات» فى كل عمل تقدمه؟
عندما أجد الجمهور يردد «لزمات» المسلسل فى الشارع أعرف أن العمل نجح، وفى هذا العمل تحديدا وضعنا «جمل ولزمات» حقيقية من الشارع، لذلك سوف تجدها علقت مع الجمهور بمجرد عرض البرومو الخاص بالعمل.
■ بمناسبة البرومو.. عندما تم عرضه أصبح تريند تويتر فى ساعات قليلة.. ما كان شعورك؟
بالتأكيد شعرت حينها بسعادة من المردود على برومو العمل.
■ وماذا عن حلقات المسلسل.. هل تتابع دائما ما يكتب عن أعمالك؟
فى رمضان دائما بكون غير مهيأ لمتابعة أى شئ لأن كل ما يهمنى هو التصوير فأنا استمر فى التصوير حتى آخر شهر رمضان، ويهمنى الانتهاء منه سريعا لذلك لا أتابع بشكل كبير ما يكتب.
■ لكن لا يوجد شخص لا يتابع ما يكتب عن عمله خاصة فى ظل موسم كبير مثل رمضان؟
أحيانا فى أوقات الاستراحة انظر إلى ما يكتب على السوشيال ميديا بشكل سريع، لكن لا أستطيع المتابعة بشكل كامل.
■ معنى ذلك أنك تتأثر بنقد الجمهور على السوشيال ميديا؟
مبدأيا كل الناس أصبحوا نقاد على السوشيال ميديا، لكن مثل ما قلت إننى أصور حتى آخر رمضان فأقوم بمتابعة ما يكتب على السوشيال ميديا، ويوجد نصائح كثيرة أخذ بها من الممكن أن تكون من أشخاص عاديين وليسوا نقادا، فاستفاد مما يكتب وأعمل به.
■ ماذا عن بعد انتهاء رمضان؟.. تشاهد أم تغلق صفحة العمل من حياتك؟
بالطبع أشاهد لعدة أسباب مهمة، أهمها كى أشاهد لأى مدى نجحت فى تقديم الشىء الذى كنت أريد تقديمه، ولأى مدى استطعت توصيل الفكرة للجمهور، وأقيم نفسى من جديد، وأرى هل الفكرة حققت ما أريده أم كنت مخطئا؟.
■ هل تعتبر نفسك «بابا المجال»؟
بالطبع لا.. مصطفى شعبان هو بطل «بابا المجال»، وهو اللقب الذى يطلق على الشخصية التى أجسدها فقط، فمثل ما قال فى البرومو «فى كارنا مفيش مقارنة» فهنا يقصد بها نفسه وليس أنا.
■ تحدثنا كثيرا عن الشخصية ولم نتحدث عن الصعوبات التى تواجهها أثناء التصوير؟
الحمد لله لا يوجد أية صعوبات إلا التوقيت فقط، فنحن كالعادة مثل كل رمضان نبدأ تصوير فى وقت متأخر وهذا ما يخلق حالة من الأزمة فى اللحاق بالعرض ونستمر فى التصوير حتى نهاية رمضان.
■ قلت إنك لا تحب كلمة منافسة.. ما الأعمال التى تعرض فى الموسم تعد ندًا لـ«بابا المجال»؟
أنا «مثل خيلى» أنظر دائما أمامى ولا أنظر بجانبى، أركز على الموضوع الذى أقدمه، وأتمنى التوفيق لكل الأساتذة الذين يعملون معى فى العمل، فيوجد معى أساتذة كبار، مخلصين جدا للموضوع الذى نقدمه، وهذه صفة مشتركة بيننا، فموضوع المنافسة ليس لنا شأن به، الإعلام والنقاد هم الذين يرونه، وأتمنى يتحدثون عنه، لكن كل ما أثق فيه أن المشاهدين «هيتخضوا» من مستوى التمثيل.
■ دائما ما يكون العدد الكبير من النجوم داخل العمل الواحد ضد وليس لصالحه.. ما رأيك فى ذلك؟
مسلسل «بابا المجال» به كم مرعب من النجوم والممثلين الذى أتشرف بالعمل معهم، ومنذ فترة كبيرة لم يقدم عمل بهذا الكم من النجوم، وهناك حالة تمثيل طول الوقت جميلة جدا.
من حظى الحلو أن أعمل مع رياض الخولى بعد أن عملنا معا فى العميل ١٠٠١، وكان من أجمل الأعمال التى قدمتها فى حياتى، وأيضا أعمل مرة أخرى مع سوسن بدر، فنحن عملنا معا فى عمل واحد فقط من قبل ولم يكن بيننا مشاهد كثيرة فى فيلم الوتر، وبقية الزملاء لم يسعدنى الحظ أن أعمل معهم من قبل، ولكنى سعيد جدا بوجودهم معى هذا العام، فيوجد حالة فى كواليس العمل سعيد بها جدا.
■ ما سبب ظهورك كتريند كل رمضان؟
هذه أرزاق ليس لى دخل بها بالعربى «مش بتاعتى» أو ممكن أصبحت «عِشرة» مع الجمهور فى شهر رمضان منذ ظهورى وتقديمى مسلسل عائلة الحاج متولى وهذا سبب وجودى تريند كل رمضان.
■ ما الجديد لديك خلال الفترة القادمة؟
إن شاء الله هذا العام لدى عمل سينمائى كبير، والعمل يضم أفكارا عديدة وليس رومانسيا كما قيل، وأيضا لدى مشروع آخر بعد رمضان وهو مسرحية ستعرض فى السعودية قريبا جدا إن شاء الله.