الغائب الحاضر في النفوس والوجدان وسجل التاريخ حافل بالمواقف والكلمات رجل اجمع الكل علي محبته جناحي الأمة حتي لقبوه بـ" بابا العرب وحبيب الملايين والبطريرك الفيلسوف"، البابا شنودة الذى قاد الكنيسة المصرية مايزيد عن اربعون عامًا وخدم ارضها في العديد من المواقع كان جنديا في جيشها ابان حرب 73 وواصل خدمتها حتي في رداء الكهنوتية.
وفي ذكرى الرحيل الحادية عشر لم يغيب متعدد الصفات والسمات فكان لجانب من محبيه كلمات تذكارية لتخليد رجل عاشق ارض مصر ومحبا لاهلها وواحد منها ظل حامل هموم شعبه وكان سفيرا لبلادة علي كافة المستويات، ولذا قالوا عنه ..
خير سفير لبلاده
قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن البابا شنودة الثالث كان شخصية عظيمة وعلامة فارقة في تاريخ الكنيسة والوطن؛ حمل هموم الجميع وكان نموذجًا للدفاع عن وحدة البلاد، وضرب أروع الأمثال في التسامح والمحبة، كان بحق رجل المرحلة ونظرًا لدورة الوطني والروحي اصبح نبراسًا للجميع.
وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار، أننا نتحدث عن البطريرك الفيلسوف الذى جمع بين العلم والعمل والمعرفة والقيادة وكان حاضن للجميع، عهد بابتسامة طفولية وجسارة المسؤولية؛ صاحب موقف وقرار، خدم بلادة من موقع البابوية، كان سفيرًا متحدثّا باسمها ومدافع عن ارضها وأهلها.
وأكد أن البابا الراحل يظل حاضرًا علي الجبهة وسط الجنود محفزُا وهو نفسه الصوت الرافض للتدخلات الخارجية بكل أشكالها، كان مدرسة في أحتواء الأزمات بحنكة وحكمة، بحق كان رجل يستحق مقولة معلم الأجيال لما تتلمذ علي يده من مطارنة وقسوس داخل الكنيسة.
وألمح إلي أن البطريرك شنودة الثالث كان قامة دينية وروحية جليلة ولكنه اتسم بالدبلوماسية والذكاء وسرعة البديهة وكان سياسيًا حينما تتطلب الحالة في المواقف كان يلجأ للرد بالصمت وتارة أخرى بالاعتكاف والتوحد وأخيرة بالتلويح والتلميح- فكان شخص متعدد المواهب والصفات.
وتابع:" اننا في الذكرى الحادية عشرٍ على رحيله بالجسد ظل حاضرًا في عظاته واقواله وخطاباته الوطنية والروحية فلا يخلو مكان من ترديد بعض اقواله الحكيمة، فان الغائب الحاضر بابا توجّ علي قلوب المصريين بالمحبة وكان ومازال موجودا بمواقفة الوطنية الخالصة".
ذو حضور طاغي وزاخر المعرفة
قال الفنان القدير طارق دسوقي، إن قداسة البابا شنودة لا تكفي المجلدات الحديث عنه ولا الكلمات ان تسطر تفاصيله لانه ليس قيادة مسيحية فحسب بينما قامة دينية مستنيرة فاق الحدود وارفع درجات ومستويات الخطابة، فإنه البطريرك الجامع بين الثقافة والوعي.
وأضاف دسوقي لـ" البوابة نيوز" في الذكرى الحادية عشر لرحيل البطريرك، أن البابا شنودة إنسان مرهف وكان أديبًا ومفكرا وشاعر وكاتب صاحب حضورًا طاغي يمتلك مكتبة في عقله تزخر بالمجلدات علمية ودينية وكان لدية إرث من الكتب التاريخية والدينية عموما بما فيها الدين الإسلامي.
وأشار إلي أن حديث البابا الراجل وجلسته لايمكن الشعور فيها بالملل فإنه حينما يتحدث يلفظ حكم ويعلم قيم نبيلة رجل شاغله كان الإنسان دون النظر لجنس او دين او لون، اجمع عليه الكل في محبته وخفة ظل غير طبيعية.
واختتم قائلا:" افتقدنا جسده ولكن روحه وفكرة لازال باقيًا وأحاديثه نعود إليها دائمًا وأري إنها نبراسًا للاجيال حتي تؤكد علي وسطية وأعتدال الفكر ، فضلا عن دوره الوطني حتي النخاع ولعل مقولة مصر ليست وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا كان يحققها بكل ما تحمل حروفها، فكان رجل فعل لاقول، رحمه الله عليه وهو في موضوع أفضل بكثير"
خدم بلاده من قلب الجيش
قال اللواء طيار أحمد المنصوري، أحد أبطال حرب أكتوبر 73، إن شعب مصر كله قبط منهم المسلمون والمسيحيون ونحن أبناء مصر نسيج واحد لأمة عريقة، وألاب شنودة كان واحد من الرموز الدينية وساهم بصورة كبيرة في إثراء الروح الوطنية وخدم مصر ضابط احتياطي بالقوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر المجيدة.
وأضاف المنصوري لـ" البوابة نيوز"، أن مصر جيش خرج من قلبه الشعب، فإن رصاص العدو عبر التاريخ والحروب لم يفرق عبر التاريخ بين المسلمين والمسيحيين فكان كلاهما علي خط الدفاع الواحد عن الوطن وقدموا تضحيات ورفعوا راية العلم.
وأشار إلي أن مصر أرضها مباركة زارها المسيح وقال عنها مبارك شعبي مصر العظيم فإن الوطن مبارك بكل ابنائهم في الحقوق والواجبات، رأيت وعاصرت هذا الكلام وكان البابا شنودة رجلًا ضمن جنود ورجال الجيش للدفاع عن الأرض وشعبها.
وتابع:" بلادنا جميلة ومحفوظة من الله ولن يقوي عليها او ينال من نسيجها شئ لانا الجميع علي قلب رجل واحد، وعن بابوات الكنيسة المصرية لديهم سجل حافلًا من المعجزات والبركات وخدمة الوطن البابا شنودة التف علي محبته الجميع، والبابا كيرلس لديه معجزات وبركات ومنها واحدة للرئيس عبد الناصر".
ووصف الدكتور إكرام لمعي المفكر والكاتب وأستاذ مقارنة الأديان، البابا شنودة الثالث بأنه شخصية استثنائية في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية في التاريخ المصري عامة ذلك لعدة أسباب وأولها أن الكنيسة التي يقودها البابا شنودة أطلق عليها الكنيسة المصرية لأنها مغروسة في تاريخ وتراب وأرض مصر منذ دخول المسيحية، وكانت سباقة في التصدى لمحاولة السيطرة عليها .
وقال لمعي، إن البابوات تعرضوا للعديد من الضغوط وكان بعضهم يتركا الكرسي البطريركي في الإسكندرية ويهيمون على وجوههم في الصحراء حتى لا تكون هناك مواجهة بين الحاكم والكنيسة؛ ولكنها كانت دوما الكنيسة هي المزيج بين الإيمان والوطنية والمدافع عن الهوية.
وأضاف ان الكنيسة مصرية بينما يمكن توصيفها بانها مصر عاش فيه المسيحيون المصريون هويتهم الوطنية والدينية واحدة ومصطلح " قبط " تعنى " مصر " من هنا علينا كمصريين أن نرجع إلى أصولنا وجذورنا وأن نتحد معا لأننا جميعا مصريون سواء كنا من المسلمين أو المسيحيين.
كلمات البابا لا تّخلو من حب مصر
قال الدكتور عماد البناني رئيس المجلس القومى للرياضة الأسبق ورئيس الاتحادين المصرى والعربى لاتحاد الرياضة للجميع، وعضو المكتب السياسي بحزب المصريين الأحرار، اننا في الذكري الخالدة لرحيل البابا شنودة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية نتذكر الكلمة التي طالما رددها نقلاً عن مكرم عبيد وزير مالية مصر الأسبق«مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا».
وأضاف، اننا نتذكر البابا بكل مواقفة الوطنية وكلماته الطيبة في عظاته وصلواته ولقاءاته وكل المناسبات يجود بأقوال مأثورة وحروف في حب الوطن والمصريين إلي جانب دعواته الدائمة من اجل سلام ارض مصر وشعبها الذى احبهما حتي المنتهي.
واختتم ":لعلنا نجتهد أن تكون مصر وطن يعيش فينا ..تحيا مصر وتحيا ذكري طيب الذكر"
دعم المجهودات الحربية
قال الدكتور فريدي البياضي عضو مجلس النواب، إن البابا شنودة الثالث هو شخصية تاريخية، قرأت عنه و قرأت له وكان لي الشرف لقاءة به في مناسبات رسمية و غير رسمية و زيارات عائلية بحكم قربه من والدي الدكتور القس صفوت البياضي الرئيس الفخري للطائفة الإنجيلية.
وأضاف البياضي لـ" البوابة"، إنني عرفته محباً لوطنه و مخلصاً لكنيسته و مولع الذكاء، سريع البديهة لا شك أن دراستة للتاريخ و عمله بالتدريس و الصحافة في بداية حياته، بالإضافة لخدمته كأسقف عام للتعليم أثقلت اهتمامه بالشأن العام و بقضايا الوطن.
وأشار إلي أن البابا كانت له آراء و مواقف إقليمية ، خصوصاً في القضية الفلسطينية، حازت إعجاب العرب حتى أطلقوا عليه (بابا العرب )، من مواقفه الوطنية في حرب أكتوبر 1973،ولاسيما بانه وجه الكهنة والجمعيات القبطية لدعم المجهود الحربي، قدمت الكنيسة مائة الف بطانية لوزارة الشؤون و30 الف جهاز نقل دم لوزارة الصحة.
واستطرد: كان رجل يتعامل مع السلطة بحكمة و بجرأة، كيف يؤيد و متى يعارض و يواجه الظلم، أتذكر بيتاً من أبياته الشعرية التي كتبها في حب مصر يقول فيه: «جعلتك يا مصر في مهجتي..وأهواك يا مصر عمق الهوى..إذا غبت عنك ولو فترة..أذوب حنينا أقاسي النوى».
البابا شنودة سطر التاريخ بحروف من الذهب
قالت الدكتورة منجية السوايحي، استاذ التعليم العالي المتميزة بجامعة الزيتونة، ان شخصية البابا شنودة الثالث كتب التاريخ بكلمات من ذهب ، اتحدث في جزئين الأول موقف البابا من الحوار الديني حيث لم يكن الحوار عند البابا حوار العقائد، واتذكر كلامه وهو يقول هذه الجملة الرائعة نحن لا ندخل اطلاقاً في الخلافات العقائدية ومناقشتها إنما حوار الاديان يشمل تعاون الاديان في القضايا الاخلاقية المشتركة ، الكلمة كم هي رائعة، وكم هي رشيقة وكم هي تراعي العلاقات الانسانية والحريات الدينية حيث اعتبر ان الحوار الهدف منه نشر السلم والمحبة والتعاون الذي يسير الحياة بين الشعوب بمختلف عقائدهم.
وأضافت" السوايحي"، أن هذا ما نحتاجه اليوم في زمن كثرت فيه الفتن وانتشر فيه الارهاب باسم الاديان ، والاديان براء منها ، فاذا وجدنا علماء علماء ورجال دين في المسيحية والأسلام بهذه النظرية للحوار فاننا سنخرج من الازمات ومن الكراهية وننتقل الي المحبة الكونية التي تشمل كل بني البشر الذين كرمهم الله سبحانه وتعالي .
وأشارت " السوايحي" الي موقف البابا شنودة والتي اعتبرته موقف الرجال العظماء هو رايه حول الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ويعتبر ذلك من الظلم ونقد موقف إسرائيل المتمثل في هجومها بقوة عسكرية ووحشيه علي اطفال يتعاملون بالحجارة، نبه اتباعه الذين يزورون القدس مبينًا بان زيارة الاراضي المقدسة في ظل الاحتلال ليس امر لائقا، وطالب الجانبين الفلسيطيني والإسرائيلي ان يجدوا طريقا للفاهم للحد من هذا العنف والقتل والانفجارات وتهديد البوت والاعتداء علي الامنين، رحمه الله واسعة فقد كان رجل سلم ورجل ادب ورجل علم ورجل دين تحمل مسئولية الانسانية وافاد كل البشرية ولم يكن متحيز لمدرسته فقط وكم نحتاج اليوم إلي امثاله ليحيا الانسان في امن ومحبه .
نادِ بالعدالة لقضية القدس المحتلة
قال المطران الدكتور منيب يونان ، رئيس الاتحاد اللوثري العالمي سابقا، الرئيس الفخري لمؤسسة الاديان من أجل السلام – القدس ، تعرفت علي قداسة البابا شنودة في مجلس كنائس الشرق الأوسط حيث كان لفترة طويلة احد رؤساء المجلس يمثل العائلة الأرثوذكسية الشرقية، وبالطبع ربطتني معه صداقة خاصة مميزه ولذلك كان لي الشرف دائما ان اتكلم معه واتعرف عليه من قرب، اولا ما اود ان اقوله عن شخصية قداسة البابا شنودة الثالث بانه شخصاً روحاني وكان يعرف الكتاب المقدس ولا يعرفه فقط من أجل المعرفة ولكنه كان يطبق كلماته ويتشهد بها في كل مضمون وسياق يحتاج يغطي ما يريد ان يقوله، ولذلك هذه المعرفة للكتاب المقدس ساعدته بان يكون انجيليا مسيحيا وطنيا ، وان يطبق ما يعلمه الانبياء والسيد المسيح في حياتنا هذه .
وأضاف "يونان " أن قداسة البابا شنودة كان دائما يهديني كتبه المختلفة لمعرفه رأيه فيها ولفتح باب للحوار والمناقشة في هذه الكتب، وكانت هناك علاقة محبة وشركة حقيقية بيني وبينه، واذكر امرين هامين أولهم عندما صحبته في احدي المرات عندما دشن كنيسة جديدة في قبرص وكان هناك الاب صموئيل وتحدث البابا شنوده في عظته من حزقيال قائلا : "دم هؤلاء في يدك " ، فاستغربت فماذا يريد ان يقول قداسته ، انما قال اذا لا تعلموا بالروحانيات واذا لا تعتني بهم اذا لا تعطيهم كلمة الله الحيه والاسرار المقدسة بالطريقة المسيحية عندها سيسلك السيد المسيح يوما من الايام ماذا فعلت في الرسالة والوديعة التي اعطاك اياها ، هو اراد ان يكون الاخرين روحنيين مثله ويتعمقوا بهذه الروح ان كان مطارنه أو قساوسة وكهنة الخ .
الامر الثاني ما يتميز مع قداسته بإن علاقتي الشخصية معه كان دائما يبتسم عندما يراني وكان دائم الفكاهة بالنكات ودائما كان يسألني يا سيادة المطران منيب يونان لماذا خرج جدك النبي يونان من بطن الحوت فكنت دائما اضحك معه بطريقة المحبة الأخوية المسيحية العميقة فكنت اقول له يا قداسة البابا يا حبيبي جدي طلع حتي يبشرك بالانجيل ويبشر جميع الناس بانجيل المسيح انجيل المحبة حتي نزرعه في هذا العالم ، واذا دل ذلك انه كان انسان يحب الناس ويحب عامة الشعب وكان يحب ان يعرف الاخبار ويشاركنا بالاخبار ، وهو كان متواضع .
واكد ان وطنية جاءت نابعة من روحانياته التي كان يتحلي بها عكست علي حياته الوطنية ، كان يعمل من اجل العدالة، وكانت قضية فلسطين العادلة وقضية العرب الاولي علي قلبه وفي حواسه ودائما كان يتكلم عنها في كل مكان حتي في عظاته يتحدث عن القدس لانها كانت جوهر القضية العربية ، وكان يريد ان ينتهي الاحتلال وتحصل القدس علي عدالتها وحريتها ليعيش الناس بامن وسلام ومحبة .
وكان يتحدث دائما عن وطنه جمهورية مصر العربية ويعشقها بطريقه غير عادية ، ويتمني لكل اهلها بسلام عادل ، حافظ علي نسيجها وتصدي لكل محاولات التدخل الخارجي ورفض كل هذه الامور ، فهو شخصية ليس لها مثيل.
من القادة القلائل واحتوي الجميع
قال الشيخ أحمد ترك من علماء الأزهر الشريف، أن البابا شنودة علامة فارقة في التاريخ المصري لأنه يعتبر من رجال الدين القلائل الذي قاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحقيقة بوطنية خالصة وهو صاحب مقولة مصر وطن يعيش فينا وليس مصر وطن نعيش فيه ، فإذا ذكر البابا شنودة ذكرت الوطنية، وكونه انه كان واقف على ثغر من الثغور كان في فترات خلال مسئوليته عن الكنيسة الأرثوذكسية كان يمكن أن يتسلل الاستعمار إلي مصر من خلال الأقباط ومن خلال الملف القبطي.
وأضاف "ترك" ان البابا استطاع أن يحتوي الجميع والحقيقة ملفات كثيرة وأحداث كثيرة ، واستطاع بكل جدارة انه يثبت وطنيته ويثبت للشعب المصري انه فعلا لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي كلنا مصريين جزء من هذا الوطن رحم الله غبطة البطريرك شنودة الثالث رحمة واسعة وجعله دائما رمزا لمحبيه المصريين من المسلمين والمسيحيين.
مصر وطن يعيش فينا
قال العالم الدكتور هانى محمود النقراشي عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية وخبير الطاقة العالمي، بان البابا شنودة الثالث هو الذي وجد التعبير الأصح عن ارتباط المصريين بوطنهم عندما قال: "مصر أكثر من وطن نعيش فيه، مصر وطن يعيش فينا"، عندما فكر الرئيس الراحل حسني مبارك في إحياء الأعياد المسيحية بجعلها إجازة رسمية، تشاور مع قداسة البابا لتتوافق الرؤية.
قال مبارك مبارك: "حسب معرفتي يعتبر مسيحيي أوروبا عيد ميلاد المسيح "الكريسماس" أكبر الأعياد ويليه عيد الفصح، فرد البابا: "فعلا هو هذا ما يفعله المسيحيون الكاثوليك والبروتستانت الأوروبيون، ولكن نحن أقباط مصر المسيحيون الأرثوذكس نعتبر عيد القيامة هو أكبر الأعياد"
"ومع ذلك، سيادة الرئيس، أرجوك جعل يوم الميلاد هو عيد للمصريين جميعا لأنهم متفقون على معجزة عيد الميلاد. أما عيد الفصح ففيه اختلاف حول موعد صعود المسيح للسماء لذلك أفضل ألا يكون عيد القيامة إجازة رسمية حتى لا يكون يوم مناقشات تفرق بين أبناء الوطن الواحد"
سيبقى هذا الإنسان الوطني في أفئدتنا ما بقينا أحياء
كاريزما خاصة والناس انتظروا عظاته الأسبوعية
قال القس رفعت فتحي، الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي المشيخي، إن البابا شنودة جاء في فترة حرجة في تاريخ البلاد والكنيسة، وكان يتميز بكاريزما خاصة، سواء في رسالته العامة للشعب المصري، أو رسائله وعظاته الدينية في الكنيسة الأرثوذكسية، وكان الناس ينتظرون يوم الأربعاء من كل أسبوع حتي يستمعوا لعظاته الأسبوعية، كما تميز البابا شنودة الثالث أيضا بمعرفة تاريخية وحس أدبي عال، فكان ينظم الشعر ولأشعاره بصمة واضحة في الأدب الكنسي الأرثوذكسي، كما أخرج في حياته مئات الكتب والكتيبات سهلة القراءة، والتي تقدم العقيدة القبطية الأرثوذكسية في بساطة وسهولة لعامة الشعب.
وأضاف «فتحي» لـ«البوابة نيوز» إن بابا الإسكندرية الراحل اصطدم بالسلطة السياسية في بعض الأوقات، ونتيجة لذلك قضى أوقاتا طويلة في الدير بعيدا عن ممارسة دوره العام.
أما بالنسبة للعلاقات المسكونية، فإن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عضو بمجلس الكنائس العالمي، وأيضا بمجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس كل أفريقيا، وكان البابا شنودة يحضر بنفسه الجمعيات العمومية لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
وعن العلاقات المسكونية الداخلية، فقد بدأ البطريرك الراحل خدمته البابوية بحرص كبير في التعامل مع الطوائف الأخرى، وألف الكثير من الكتب التي تنتقد معتقدات هذه الطوائف، وربما يكون ذلك نتيجة حرصه علي العقيدة والنظام الأرثوذكسي، ولكن كانت هناك علاقات ربما تكون علاقات غير كاملة مع الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الكاثوليكية، واقتصر الأمر على الزيارات في الأعياد والمناسبات العامة دون اشتراك حقيقي في الأنشطة الكنسية، وحدثت في أواخر ثمانينات القرن الماضي عدة لقاءات لاهوتية متخصصة، تم فيها تبادل وجهات النظر، ولكن هذه اللقاءات توقفت اعتراضا من البابا شنودة على صدور كتاب لابن أحد القيادات الإنجيلية يقدم فيه شرحا للموقف الكنسي في مصر من وجهة نظره .
وأشار الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي المشيخي، إلى أنه كانت هناك لقاءات تتم بين كليات اللاهوت في الشرق الأوسط تحت مظلة مجلس كنائس الشرق الأوسط، واستمرت هذه اللقاءات للأساتذة والطلبة وقتا طويلا، كما كانت هناك لقاءات أيضا بين الكهنة والقساوسة من الكنائس الأعضاء في مجلس كنائس الشرق الأوسط تحت مظلة لجنة الايمان والوحدة.
وقال «فتحي» إنه يحسب للبابا الراحل أنه كان موافقا على تأسيس مجلس كنائس مصر، ورشح الذين شاركوا بوضع النظام الأساسي للمجلس، ولكنه رحل قبل أن يتم إعلان تأسيس المجلس بعد تولي قداسة البابا تواضروس الثاني البابوية بعدة شهور.
رجل ذو حكمة بالغة
قال الدكتور يوشار شريف استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة ارسطوطاليس ونائب مفتي اليونان السابق، نحن نسعد باننا نشارككم في الذكري وان نكون قدوة للانسانية جميعًا ونشهد بإن الراحل البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة الأرثوذكسية ، كان رجل ذو حكمة بالغة كما اخبر الله عز وجل "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ" . وأضاف نائب مفتي اليونان السابق ل" البوابة" بانه كام رجل سلام ولم نشهد له ولم نسمع عنه العنف والشدة ، وانما كان رجل سلما وسلاما ، ولم نسمع عنه انه كان له دور في الفتن ولكن هو كان مثل اعلي للناس الذين يمثلهم وكان قدوة طيبة.