الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

20 قرنًا من الوطنية واللاهوت للكنيسة القبطية الأرثوذكسية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تاريخ  وطنى من 20 قرنًا من الزمان.. منذ أن دخلت المسيحية مصر عبر القديس مارمرقس وحتى البابا الـ118 تواضروس الثانى رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الاستقواء بالخارج.

من عصر الاضطهاد إلى الديانة الرسمية

 واجه المسيحيون الأقباط وكنيستهم اضطهادات شتى من قبل الإمبراطورية الرومانية وذلك من عام 58 حتى 312 الميلادى بسبب رفضهم الاعتراف بعبادة الأباطرة.

 ولكن الأساس أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترى أنها الكنيسة الرسولية الأولى والأساسية فى الشرق، كما أن الاضطهادات المتوالية، والتى دفعت فيها الكنيسة نصف شعبها تقريباً جعلت "الحرومات" معمدة بالدم، واختلطت لاهوتها وتعاليمها بدماء الشهداء وجراح المعترفين (من رفضوا إنكار المسيحية لصالح عبادة الأوثان) وانتقل ذلك إلى التقويم والزرع وكل سبل الحياة، الأمر الذى جعل الوطنية المصرية تؤاماً ملتصقاً مع العقيدة. كل ذلك أدى إلى رفض تلك الكنيسة لأى تدخل خارجى حتى لو ظهر كأنه يدافع عن مصالحها وهكذا استبدلت الكنيسة القبطية الأرثوزكسية الدور السياسى بالدور الوطنى، وفضلت الاعتماد على الداخل عن التبعية للخارج لما عانتة من اضطهادات من الخارج.

وبنيت الكنيسة القبطية على تعاليم القديس مارمرقس، الذى بشَّر بالمسيحية فى مصر، خلال فترة حكم الحاكم الرومانى "نيرون" فى القرن الأول، بعد حوالى عشرين عامًا من صعود السيد المسيح.. وانتشرت المسيحية فى كل أنحاء مصر خلال نصف قرن من وصول مارمرقس إلى الأسكندرية.

وتعتبر مدرسة الأسكندرية المسيحية هى أول مدرسة من نوعها فى العالم، فبعد نشأتها حوالى عام 190 م، على يد العَلامة المسيحى بانتينوس، أصبحت مدرسة الأسكندرية أهم معهد للتعليم الدينى فى المسيحية. وكثير من الأساقفة البارِزين من عِدَّة أنحاء فى العالم تم تعليمهم فى تلك المدرسة، مثل "أثيناغورَس"، و"كليمنت" (القديس كليمنضس السكندرى)، و"ديديموس"، والعلامة العظيم أوريجانوس، الذى يُعتبر أبا عِلم اللاهوت، والذى كان نَشِطًا كذلك فى تفسير الكتاب المقدس والدراسات الأنجيلية المُقارنة.

وكتب أكثر من 6000 تفسيرًا للكتاب المقدس. وقد زار العديد من العلماء المسيحيين مدرسة الأسكندرية، مثل القديس جيروم ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالدارِسين. ولم تكن مدرسة الأسكندرية محصورة على الأمور اللاهوتية، لأن علوماً أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلم الاجتماع كانت تُدَرَّس هناك. 

ونشأت الرهبنة فى مصر وكانت ذات تأثير هام فى تكوين شخصية الكنيسة القبطية فى الطاعة، وقد بدأت الرهبنة فى أواخر القرن الثالث وازدهرت فى القرن الرابع.

وجدير بالذِّكر أن الأنبا أنطونيوس وهو أول راهب مسيحى فى العالم، كان من صعيد مصر. 

ولعب بطارِكة وباباوات الأسكندرية دورًا قياديًّا فى اللاهوت المسيحى، من القرن الأول وحتى الآن.