أدى اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، صلاة التراويح بمسجد سيدى جابر الشيخ بحي شرق، وذلك عقب افتتاحه اليوم بعد الإنتهاء من تطويره ورفع كفاءته، ليسع نحو ٢٠٠٠ مصليا من الرجال والنساء بالإضافة إلى الساحة والحديقة الخارجية للمسجد، بالتزامن مع أولى ليالي شهر رمضان المبارك.
جاء ذلك بحضور؛ اللواء أحمد حبيب رئيس حى شرق، والنائب مجدي الوليلي عضو مجلس النواب، وعدد من أعضاء مجلس النواب.
وعقب أداء الصلاة، التقى المحافظ بعدد من المواطنين واستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، حيث أكد حرص المحافظة على تقديم كامل الدعم والرعاية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين في ضوء توجيهات القيادة السياسية.
على الصعيد ذاته، ثمن محافظ الإسكندرية اهتمام الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف، ببناء المساجد وحرصها الدائم على تشييد ودعم دور العبادة، للتيسير على المواطنين في إقامة شعائرهم الدينية وإضافة منابر جديدة للتوعية الدينية والتثقيفية.
وأشار المحافظ إلى أن المسجد تم تطويره بالكامل وصيانته وتجهيزه بالفرش اللازم والحصير وتزويده بالكراسي المتحركة لكبار السن والمرضى وذوي الهمم، بالإضافة إلى زراعة حدائق المسجد وتجهيزها بالنجيل، وذلك بالتنسيق مع الجمعية التعاونية لنباتات الزينة.
من الجدير بالذكر؛ أن المسجد الحالي يتكون من مربع يتوسطه صحن مغطى تحيط به الأروقة من جميع الجهات فيوجد رواقان في جهة القبلة ورواق واحد في الجهات الثلاث الأخرى وتوجد فوق الرواق الشمالي طبقة ثانية مخصصة لصلاة السيدات أما صحن المسجد فقد غطي بسقف مرتفع عن باقي سقف المسجد، وقد فتح في هذا الارتفاع نوافذ للإضاءة.
ويوجد للمسجد ثلاثة أبواب أو مداخل : (باب في الجهة الجنوبية من ناحية الترام يؤدي الى المسجد كما يؤدي إلى ضريح سيدي جابر - باب من الجهة الشمالية يفتح على شارع بورسعيد - باب ثالث من الجهة الغربية في مواجهة قصر سيدي جابر للتذوق، كما يوجد ضريح سيدي جابر الأنصاري في الجهة الجنوبية من المسجد. وهو عبارة عن غرفة مربعة.
وكان المسجد في البداية زاوية صغيرة بنيت في منتصف القرن السابع الهجري تقريباً وبقيت هذه الزاوية على حالتها حتى بني على أنقاضها مسجد في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي و في عام ١٩٥٥ م أُزيل المسجد القديم وبُني مكانه المسجد الحالي.
يذكر أن الشيخ سيدي جابر يُعد أحد أهم المشايخ الذين ينتمون للطرق الصوفية، حيث كان شيخا عالما، ورعا، صالحا، زاهدا، أحبه الناس وكثر أتباعه ومريدوه حتى أن تحول ضريحه إلى مزار يأتي إليه كل الأحباب من كل مكان، و شهرته كانت سببا واضحا في إطلاق اسمه على أكبر المناطق بالإسكندرية، وهي منطقة سيدي جابر، وأصبح مسجده وضريحه من العلامات المباركة بالمنطقة.
ونشأ الشيخ جابر الأنصاري في الأندلس ثم سافر إلى فاس ببلاد المغرب ثم انتقل إلى طرابلس بليبيا ثم جاء إلى القاهرة ونزل ضيفا على أحد أبناء عمومته كنيته أبو العباس وكان رجلاً متصوفا فانضم إليه جابر الأنصاري وتعلم منه، فلما مات الشيخ أبو العباس انتقل الشيخ أبو إسحاق جابر الأنصاري إلى الإسكندرية وبنى له زاوية في ضاحية الرمل ( تحولت فيما بعد إلى المسجد الحالي ) وظل الشيخ مقيما بتلك الزاوية حتى توفي سنة ٦٩٧ هـ متجاوزا التسعين من عمره .