تجددت، اليوم الأربعاء، المظاهرات في إسرائيل، ضد خطط حكومة بنيامين نتنياهو من أجل "إصلاح نظام القضاء"، وذلك قبل سفره المقرر إلى العاصمة البريطانية لندن غدًا.
وتظاهر المئات في "تل أبيب" خارج قاعة يعقد فيها "مؤتمر أراضي إسرائيل"، وأغلقوا الشوارع المؤدية إلى قاعة المؤتمر، وإثر ذلك ألغى "نتنياهو" حضوره المؤتمر. وهذه المرة الثالثة خلال الأسبوع الجاري التي يلغي فيها نتنياهو مشاركته بسبب الاحتجاجات ضد الخطة القضائية، بعدما ألغى مشاركته في تخريج دورية في سلاح البحرية، وكان قد ألغى مشاركته في مؤتمر من أجل حقوق النساء ذوات الاحتياجات الخاصة الذي عقدته وزارة القضاء.
وألغى وزير القضاء، ياريف ليفين، الذي يقود خطة إضعاف القضاء، المشاركة في "مؤتمر أراضي إسرائيل". وصرخ المتظاهرون قبالة المؤتمر أن نتنياهو "يهرب من أي مكان يُدعى إليه. وهو لا يحضر لأنه (جبان)" حسب تعبيرهم.
واضطر وزير الإسكان، يتسحاق جولدكنوبف، الذي يشارك في المؤتمر إلى النزول عن المنصة، بعد أن صعد إليها مباشرة، إثر صراخ محتجين ضده "أنت عار" و"ديمقراطية، ديمقراطية"، فيما أطلق منظمو المؤتمر موسيقى صاخبة بصوت مرتفع كي لا تُسمع دعوات المتظاهرين، وفقا موقع "واللا" الإلكتروني.
وبعد ذلك، حضرت وزيرة المواصلات، ميري ريجيف، إلى المؤتمر، وفور صعودها إلى المنصة صرخ متظاهر نحوها قائلا "أنت لا تمثلينني"، لكنها لم تنزل عن المنصة. واضطر وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إلى الدخول إلى مؤتمر في فندق بالقدس من مدخل البضائع على إثر تجمع متظاهرين خارج الفندق.
في غضون ذلك، افتُتح اجتماع لجنة القانون والدستور في الكنيست بأجواء صاخبة، وأخرج رئيس اللجنة، سيمحا روتمان، من الاجتماع عددا من أعضاء الكنيست من المعارضة فيما صرخ أعضاء المعارضة نحوه: "اخجل، هذا شغب".
وعُقد اجتماع اللجنة من أجل المصادقة على تعديلات في "قانون أساس: القضاء" الذي يهدف إلى تغيير تركيبة لجنة تعيين القضاة وسيطرة الائتلاف فيها، من أجل تعيين قضاة محافظين في المحكمة العليا، تمهيدا لطرحه في الهيئة العامة للكنيست للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة. وانتهت مداولات اللجنة من دون تصويت.
وبعثت شخصيات إسرائيلية مؤثرة وأكاديميون، أمس، رسالة إلى وسائل الإعلام البريطانية للضغط على الحكومة البريطانية بعد التعاون مع بنيامين نتنياهو.
وتشهد إسرائيل احتجاجات عارمة منذ 11 أسبوعًا ضد مساعي حكومة نتنياهو - التي يسيطر عليها اليمين المتطرف - لإحداث تغييرات جذرية بنظام القضاء.. وترى شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي أن التغييرات التي تستهدف المحكمة العليا تجعلها كيانا مُسيسًا وهو ما يقوض الديمقراطية.
ورفضت حكومة نتنياهو الأسبوع الماضي حلا اقترحه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج للوصول إلى نقطة سواء بين الحكومة والمعارضة.. ونتيجة لرفض حكومة نتيناهو لمقترح "هرتسوج" ازدادت المظاهرات زخمًا، وخرج ما يزيد على 300 ألف متظاهر في مختلف مدن إسرائيل السبت الماضي ضد الحكومة، وكان اللافت للنظر خروح المتظاهرين في مدن هي معقل حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو.